شبانة: الإحصاء الفلسطيني استطاع أن يحقق الاستقلال المعلوماتي لدولة فلسطين
نشر بتاريخ: 14/11/2005 ( آخر تحديث: 14/11/2005 الساعة: 16:03 )
رام الله- معا- صرح لؤي شبانة رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني من العاصمة المصرية "القاهرة" عشية الذكرى السابعة عشر لإعلان الاستقلال، أن الإحصاء الفلسطيني شهد خلال السنوات والأشهر الماضية، حالة من العمل الدؤوب في كافة المجالات الإدارية والفنية، الأمر الذي أدى إلى التمشي مع متطلبات الواقع السياسي والاقتصادي للبلد، حيث يعتبر الإحصاء الفلسطيني من المؤسسات الرائدة والمتميزة في الأداء والكفاءة الإدارية والتنظيمية، خصوصاً وأن الجهاز يمتلك من الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الإدارة والتنظيم والإحصاء والتدريب.
وأعتبر شبانة، الذي يشارك في أعمال اجتماع فريق العمل الإقليمي حول تعداد السكان والمساكن بالقاهرة، أن الإحصاء الفلسطيني استطاع بشهادة واعتراف جميع الدول والمنظمات الدولية وعلى رأسهم هيئة الأمم المتحدة من إعلان الاستقلال المعلوماتي لدولة فلسطين من الناحية العملية، بعد تمكنه من بناء وتوفير قاعدة وبنكاً معلوماتياً شاملاً للمجتمع الفلسطيني في كافة نواحي ومجالات الحياة بأيد وكفاءات فلسطينية، ومن خلال تنفيذه لمعظم المسوح الديموغرافية والسكانية والاقتصادية والجغرافية وكذلك تنفيذه التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 1997 وتعدادين للمنشآت عام 1994 وعام 2004، حيث يحظى الرقم الإحصائي الفلسطيني باحترام وتقدير واعتراف كافة الهيئات الدولية وخصوصاً اللجنة الإحصائية في هيئة الأمم المتحدة وكذلك في جامعة الدول العربية.
وأكد رئيس الإحصاء الفلسطيني أن المسيرة الإحصائية تسير وفق ما هو مخطط لها منذ بدايتها ونشأتها رغم الظروف والمعوقات التي واجهتها خلال السنوات الأربع الماضية بسبب الإجراءات الإسرائيلية، إلا أنها استطاعت أن تتكيف مع الوضع العام للبلد، وأن تنفذ برامجها وأنشطتها بكل دقة وموضوعية وبمساهمة وتعاون أبناء الأسرة الإحصائية الذين ما زالوا يقدمون نموذجاً مميزاً في العمل والتضحية والوفاء والإخلاص.
وأشار شبانة أن الأجهزة الإحصائية في جميع دول العالم تعتبر ركناً أساسياً من أركان المجتمع، ويناط بها عادة مهمة توفير البيانات والإحصاءات الضرورية لصانعي السياسات التنموية والتخطيطية في أية دولة, وتتولى الحكومات توفير كافة الوسائل المادية والمعنوية من أجل إنجاح مهام دوائر الإحصاء في دولها، وقيامها بمهامها التقليدية بشكل موضوعي وفعال وعلمي وذلك اعترافاً منها بأهمية دور هذه الأجهزة.
وأضاف شبانه أن هناك قرار واضح لدى المستوى السياسي الفلسطيني بالإبقاء والحفاظ على الإحصاء مؤسسة مهنية تستند إلى المعايير العلمية والأعراف المهنية في أدائها، والإحصاء يتمتع باستقلال مهني عالي جداً. كما أن التجربة أثبتت أن علاقة الإحصاء ممتازة وفعالة مع كل من السلطة التنفيذية والتشريعية، نحن نشعر أننا نحظى بتقدير ودعم كبيرين من الأخ الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، ورعاية خاصة من رئيس الوزراء أحمد قريع "ابو علاء", هذا بالإضافة إلى الدعم الكبير من مجلس الوزراء وجميع الأطر السياسية المركزية.
وأوضح شبانة إن الاستقلال المعلوماتي لدولة فلسطين جاء بعد أن استطاع الإحصاء الفلسطيني تحقيق الاهداف التي رسمت له ولا سيما في توفير الرقم الإحصائي الرسمي الفلسطيني المبني على أسس علمية دقيقة وفقا لأحدث التوصيات والمعايير الدولية في مجال إعداد الإحصاءات الرسمية لتلبية احتياجات راسمي السياسات ومتخذي القرارات والمهتمين، بناء مؤسسة إحصائية، تلتزم بالعمل على تحقيق المتطلبات الإحصائية اللازمة لخطط التنمية، وتراعي الاستفادة من التجربة العالمية، وتوصيات الأمم المتحدة فيما يختص ببناء الأنظمة الإحصائية، إنشاء نظام إحصائي شامل وموحد يكون بمثابة أداه لتحسين أداء الوزارات والمؤسسات الفلسطينية في مجال عملها، نشر الوعي الإحصائي عن طريق تقديم المعلومات من خلال وسائل الإعلام والتعاون مع الجامعات ومؤسسات البحث الأخرى وضمان حق المواطن في الوصول إلى المعلومات على أساس أن الإحصاء سلعة عامة، توفير إحصاءات رسمية وغير منحازة، وتوعية الرأي العام عن طريق تقديم المعلومات من خلال وسائل متعددة، المشاركة في التعاون والتبادل الدولي للإحصاءات الرسمية وفق المعايير الدولية التي تضمن عضوية فلسطين في المؤسسات الدولية.
وأضاف رئيس الإحصاء الفلسطيني أن الجهاز يحتل موقع مميز ونشيط في جميع الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات المحلية والإقليمية والعالمية المتعلقة بالإحصاء وخصوصاً في اللجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الاسكوا" والمعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية ومنتدى الشراكة الدولية في مجال الإحصاء والمبادرة الدولية للإحصاء والحكم الرشيد والديموقراطية وحقوق الإنسان، واللجنة الإحصائية التابعة لجامعة الدول العربية، إضافة إلى العديد من المؤسسات الدولية والعربية، وتوقيع اتفاقية تعاون وتوأمة مع دائرة الإحصاءات العامة الأردنية، والإحصاء الإيطالي والسويسري والنرويجي.
ونوه شبانة أن هذا الاستقلال الإحصائي ما كان ليتحقق لولا علاقتنا الممتازة والقوية بالأسر والأفراد والمنشآت والمبنية على مبدأ الشراكة، وإننا إذ نثمن عالياً تعاون مجتمعنا الفلسطيني بكافة شرائحه مع المسيرة الإحصائية منذ بدايتها الأولى من خلال إدلائهم بالمعلومات الدقيقة، والمجتمع الفلسطيني سجل على مدار 13 سنة ماضية أنه مجتمع متقدم وحضاري لا يقل عن المجتمعات العالمية من خلال إدراكه أن الإحصاء ركيزة أساسية في عملية التخطيط والبناء لما يقدمه من معلومات دقيقة وعلمية عن المجتمع الفلسطيني، والإحصاء الفلسطيني وجه له العديد من رسائل الشكر والتقدير والدعم من كافة مؤسسات المجتمع المحلي سواء الرسمي أو الأهلي ومن العديد من الأسر الفلسطينية، وهذا أكبر دليل وبرهان أن الإحصاء يحظى باحترام وتقدير كافة شرائح المجتمع الفلسطيني.