قاربت 40 درجة - درجات الحرارة التي تعلنها دائرة الأرصاد الجوية أقل من الدرجات الحقيقية والراصد الجوي ينفي
نشر بتاريخ: 25/07/2008 ( آخر تحديث: 25/07/2008 الساعة: 20:49 )
بيت لحم - تقرير معا - هل تشعر بأنك ستختنق من شدة الحر ولم تعد قادرا على تحمّل هذه الاجواء ؟ هل تسعى لمغادرة فراشك ليلا والنوم خارج الغرفة ومع ذلك تجد ان الحر يلاحقكك ؟ هل قرأت اخبارا عن جنود اسرائيليين يتذمرون من عدم مقدرتهم على مواصلة التدريبات بسبب العطش وارتفاع الحرارة ولدغات الافاعي ؟ اذن تابع معنا هذا التقرير :
لا يزال سكان المنطقة يذكرون الضيق والغضب الذي اعترى السكان حين لم يسقط الثلج بالكميات التي كانوا يتمنون في شتاء 2008 .
وكتبت وكالة معا حينها تقول في شهر يناير ( للسنة الخامسة على التوالي تشهد علاقة الراصد الجوي بالجمهور توترا شديدا ، وعدم ثقة ، بل انها صارت علاقة تشبه ثقة المفاوض الفلسطيني بالمفاوض الاسرائيلي ففي كل عام يخرج الراصد الجوي على الناس بتصريحات حول الثلوج والعاصفة وفي كل عام ينتظر الجمهور ولا يحصل احد سوى على الامطار وهبوب الرياح فتمتقع وجوههم من الغضب ومن البرد ) .
هل تغيّر المناخ ام ظهر عجز الراصدون الجوّيون ؟ ام ان الناس اصبحوا أكثر تشرطا وتطلبا وفقدوا قدرة التحمل ؟ ام جميع ما ذكر ؟
وفي يوم الجمعة 25 تموز تجرأت صحيفة اردنية وسألت السؤال الذي يخطر ببال الجميع ولكنهم لا يبوحون به : هل ارتفعت درجات الحرارة هذا العام ؟ وما هذا الحر الشديد الذي يعانيه الخلق في هذا الصيف ؟ حيث بلغت درجات الحرارة في أقصاها في محافظة العقبة 40 درجة مئوية، مقارنة بـ 34 درجة في عمان .
وقالت صحيفة الغد الاردنية ان "الحر" دفع المواطنين خلال الأيام الماضية الى البحث عن وسائل مختلفة للتخفيف من حدته، عبر الخروج من المنازل لقضاء أكبر وقت في الخارج، فيما عمد بعضهم الى شراء مكيفات الهواء والمراوح رغم ما تشكله من عبء إضافي على فاتورة الكهرباء الشهرية. مع تأكيد مواطنين في الكرك والطفيلة أنهم يفتقدون للمياه، ما اضطر بعضهم إلى اللجوء إلى وسائل بديلة للحصول عليها تمثلت في البرك والمستنقعات كما زاد استهلاك المواطنين للمياه الصحية والمشروبات الغازية والعصائر .
مواطنون قالوا للصحيفة أنهم اضطروا جراء ارتفاع درجات الحرارة إلى تركيب مكيف هواء بعد أن فشلت المراوح في التخفيف من شدة الحرارة، معتبرين أن "درجات الحرارة التي تعلنها دائرة الأرصاد الجوية أقل من الدرجات الحقيقية".
ومع أن كثيرين شعروا أن البلاد تعرضت إلى موجة حر، إلا أن مدير دائرة الأرصاد الدكتور عبدالحليم أبو هزيم نفى وجود ذلك. وقال : إن شهر تموز (يوليو) من الأشهر الجافة والحارة أصلا، لكنه لم يشهد أي موجة حر تتشكل عادة عندما تكون درجة الحرارة أعلى من معدلها الطبيعي بنحو خمس درجات على الأقل مع استمرارها لمدة ثلاثة أيام, "وذلك لم يحصل حتى الآن".
وأفاد أن "درجات الحرارة تراوحت في عمان بين 32-35 درجة مئوية بينما وصلت العظمى في عمان 33.8 وهي أعلى من معدلها بنحو درجة واحدة وثلاثة بالعشرة فقط. ولذلك لا يمكن القول إن هناك موجة حر".
وكان شهر حزيران (يونيو) الماضي شهد ارتفاعا في درجات الحرارة دفعت العديد من الأطباء والدفاع المدني إلى تحذير المواطنين لأخذ الحيطة والوقاية خلال هذه الفترة بغية التعايش مع الحرارة المرتفعة واشتداد أشعة الشمس.
وفيما يتعلق بتأثير الحر على الزراعة قال مساعد مدير عام المركز الوطني للإرشاد إن تأثيره يظهر بشكل أكبر هذا العام كون مستوى الموسم المطري الذي انخفض هذا العام بشكل ملحوظ أدى إلى حدوث نقص كبير في المحتوى الرطوبي للمحاصيل عموما من أشجار وخضار ونباتات زينة.
وقال إن الفترة الحالية تعد من الفترات الحرجة لكثير من الأشجار المثمرة بسبب عملية التبخر الزائد للمياه، ما يؤدي إلى ذبول الثمار وضعف الأشجار، وبالتالي تعرضها إلى مهاجمة الآفات والأمراض.
ولا ننسى ان موجات الجليد التي تعرضت لها المنطقة في اذار الماضي كانت دمرت الكثير من محاصيل الحمضيات والاشجار حينها .