الشرطة المقالة تشن حملة على مؤسسات وجمعيات فتح في القطاع وتعتقل العشرات من نشطاء الحركة

غزة- معا- اقتحمت شرطة الحكومة المقالة ليلة أمس وصباح اليوم عدداً من الجمعيات الأهلية في قطاع غزة, وشنت عمليات اعتقال واسعة في صفوف اعضاء من فتح بينهم عقيد بجهاز المخابرات الفلسطينية السابق وصحافي.

كما هاجمت قوة كبيرة من الشرطة وافراد القسام- على ما يعتقد- منزلاً يعود لعائلة عويدات جنوب مدينة غزة وأطلقت باتجاهه عددا من القذائف والذخيرة الحية وسمع أصوات اشتباكات هناك, وبعد ساعات قامت الشرطة باقتحام المنزل دون العثور على مواطنين ولم يتم اعتقال أي من أفراد العائلة التي يقال انها تنتمي لحركة فتح.

وفي تطور لاحق قامت الشرطة المقالة باعتقال عدد كبير من انصار حركة فتح، عرف منهم العقيد في جهاز المخابرات الفلسطينية السابق محمد عجور "43" عاماً، ومحمود وقاسم البربار، والصحافي سواح أبو سيف مصور التلفزيون الالماني.

وقالت مصادر في حركة فتح إن عدد المعتقلين من الحركة لدى شرطة المقالة بلغ قرابة 100 عنصر، بينهم عادل جمعة المرشح السابق للانتخابات التشريعية والمحامي خالد ظاهر وعشرة من افراد الحركة من بيت لاهيا.

في ذات السياق قال الدكتور زياد أبو عمر النائب في المجلس التشريعي إن عناصر من الشرطة المقالة قاموا باقتحام مكتبة في مدينة غزة, وصادروا كافة محتوياته وسيارة تابعة له.

ودان النائب أبو عمر هذا العمل "الذي لا يراعي الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها النائب".

وقالت كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد "أيمن جودة" إن عناصر من الشرطة المقالة اعتقلت عدداً من عناصرها واقتادتهم إلى جهات غير معروفة.

واضافت الكتائب في بيان وصل "معا", "أن الشرطة المقالة قامت بالعبث ومصادرة محتويات جمعية خدمات بلا حدود التابعة للكتائب والكائنة في مدينة غزة شارع الوحدة بعد اقتحامها".

وطالبت الكتائب الشرطة المقالة إعادة ما تم مصادرته من أجهزة كمبيوتر وملفات أرشيفية ومكتبية والإفراج عن المعتقلين وبسرعة.

من جانب آخر، قامت قوات من الشرطة المقالة بمصادرة عدد من الجمعيات الأهلية بشمال قطاع غزة عرف منها جمعية الشمال للتنمية والتطوير المجتمعي، وجمعيتا تطوير بيت لاهيا والامل والحياة.

كما هاجمت الشرطة المقالة مقر مرجعية حركة فتح غرب مدينة غزة وجمعية اهلية رابعة في بيت لاهيا.

وقال المدير التنفيذي لجمعية الشمال للتنمية والتطوير المجتمعي ايهاب نصر انه فوجئ صباح اليوم بمصادرة جمعيته بعد قيام قوة تابعة للشرطة باقتحامها ومصادرة عدد من اجهزة الحاسوب واجهزة الاتصال وقطع من الاثاث واختام الجمعية.

واعرب نصر عن استغرابه من ذلك قائلا: "ان الجمعية اهلية ولا علاقة لها بالشأن السياسي الداخلي وأنها تخدم المواطنين ويعقد فيها الأيام الحالية مخيماً صيفياً تابعا لوكالة الغوث".

وقامت الشرطة المقالة بالاستيلاء على مقرات محافظتي خان يونس والوسطى، ومرجعية فتح في مدينة غزة، وصادرت محتوياتها من أجهزة كمبيوتر وأثاث, واعتقلت محمد اربيع مدير مكتب محافظ خان يونس.

وأكد شهود عيان أن عناصر من الشرطة المقالة اقتحموا فجر اليوم محافظة الوسطى بعد أن قاموا بطرد حراسها والاستيلاء على محتويات المبنى دون أن توضح الأسباب, حيث تم نقل الأثاث والأجهزة إلى إحدى المراكز التابعة لها.

وفي نفس السياق اقتحمت الشرطة المقالة عدداً من الجمعيات العاملة في مدينة دير البلح المقربة من حركة فتح, عرف منها جمعية حطين وجمعية المنال ونادي خدمات دير البلح الرياضي والهيئة الفلسطينية للتنمية والتثقيف وغيرها من الجمعيات.

وأفادت مصادر في فتح ان قوة من الشرطة المقالة سيطرت على نادي خدمات رفح والنادي الجماعي بالمحافظة، فيما وصل عدد المؤسسات الأهلية التي تم اقتحامها إلى 45 مؤسسة. كما تم اقتحام مقر اتحاد لجان المرأة التابع لفتح بغزة وصوردت محتوياته.

من جهتها دانت حركة فتح في إقليم الوسطى اقتحام المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني, رافضة زج اسمها "في أي أحداث داخلية كالتي حدثت بالأمس", مؤكدة "أن هذه الأعمال تتنافى مع الدعوات التي تنادي بالحوار والوحدة الوطنية.