السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الافرنجي : أخطانا عام 93 حينما وضعنا ثقلنا في السلطة وأهملنا تنظيم حركة فتح

نشر بتاريخ: 27/07/2008 ( آخر تحديث: 27/07/2008 الساعة: 20:03 )
الخليل - معا - قال عبد الله الإفرنجي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مفوض العلاقات الخارجية فيها : " إن المعادلة القائمة حاليا ليست مقبولة وما جرى لحركة فتح من مطبات وانتكاسات وعثرات منذ الانتخابات التمهيدية حتى سيطرة حماس على قطاع غزة ، يعود إلى الخلل في الإدارة و التنظيم وعدم الوضوح في الخط السياسي " ، مشيرا انه يتوجب "علينا تصحيح ذلك بالعودة للأسلوب الأول الذي بدأته حركة فتح بالانتخابات باختيار الأكثر عطاء وإخلاصا وصدقا وتضحية ليكون في الصف الأمامي عندما تتعرض الحركة لهزات ونكسات وصعاب . "

وأكد أن الانتخاب ليس هدفا وإنما وسيلة لاستنهاض الحركة بطاقتها وإتاحة الفرصة للقيادات وللأعضاء أن يكونوا فاعلين وقادرين على أداء واجبهم ، لخلق تنظيم قادر على العطاء واستنهاض الطاقات لأجل فلسطين ولأجل أهداف الحركة التي استشهد واسر من أجلها الآلاف، مشيرا أن حركة فتح أخطأت خطأ كبيرا عام 1993 عندما تنازلت ووضعت كل إمكانياتها في السلطة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي أهمل تنظيم فتح، " ولان علينا مهمة إعادة التنظيم بشكل إداري ليستطيع قيادة الشعب الفلسطيني ليس بالبندقية والقتل وإنما من خلال القناعات المطلقة أن من يقف ويسير مع حركة فتح يسير على درب التحرير ويسير نحو رفع علم فلسطين فوق مآذن وكنائس القدس."

وأوضح الإفرنجي أن خط الحركة السياسي سليم وهو برنامج نابع من التجربة والمعاناة التي عاشتها الحركة وليس إنشائيا أو نظريا ، داعيا للذهاب للمؤتمر السادس للنقاش والحوار ، مؤكدا أن العمل الداخلي أصعب من المعركة العسكرية ،" ولذلك يجب أن نقوم بإعادة الحياة للتنظيم ونذهب للمؤتمر السادس لإعادة الشرعية لها أولا أمام كواردها وعناصرها ومن ثم إمام الشعب الفلسطيني."

وقال الإفرنجي ، خلال مهرجان أقامه إقليم فتح وسط الخليل، تحت عنوان " مهرجان الوفاء للشهداء " تكريما للشهيدة دلال المغربي، وشهداء فلسطين ، في مركز إسعاد الطفولة بالمدينة ،بحضور أمين سر الإقليم ، كفاح العويوي و أعضاء لجنة الإقليم و النائب عن حركة فتح أكرم الهيموني و قائد منطقة الخليل العسكري العميد سميح الصيفي ، و قائد شرطة المحافظة العقيد رمضان عوض ، وحشد كبير من قادة وكوادر وعناصر الحركة ، "إن عملية الشهيدة دلال المغربي والتي جاءت بعد الانتصار الأول على الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة كانت نقطة تحول كبيرة في تاريخ الحركة بإشراك الفتاة والمرأة الفلسطينية إلى جانب الرجل الفلسطيني داخل الحركة حتى بالعمليات العسكرية. كما انه جاءت للتذكير باغتيال كمال عدوان الذي سميت المجموعة باسمه للتأكيد للإسرائيليين بان هذا الاغتيال لن يوقف قافلة الذين يتصدون للعدو واقسموا بدمهم وبحياتهم أن يكونوا أوفياء لحركتهم وفلسطين ، بالإضافة أن العملية حملت اسم دير ياسين ، والتي عملت فيها العصابات الإسرائيلية قتلا وتدميرا لتكون درسا للفلسطينيين للهرب من فلسطين ، فجاءت العملية باسم دير ياسين لتقول لإسرائيل أن الشعب الفلسطيني لن يهرب ولن يخرج وسوف يبقى على تراب فلسطين يناضل إلى أن يعود ويقيم دولته الفلسطينية فوق أرض فلسطين ."

وأشار أن العملية أكدت التزام فتح بالشعار الذي أطلقته عندما قالت " ثورة فلسطينية الوجه، عربية العمق، عالمية الأبعاد ، وبهذه العملية أكدت على العمق العربي لفلسطين لان بدون هذا العمق لا يمكن الوصول لأي انجاز، موضحا انه شارك فيها عدد من أبناء الوطن العربي.

وكان المهرجان قد افتتح بإلقاء عضو لجنة الإقليم ، أسامه القواسمي ، بيان الحركة الأول لتذكير المشككين بالحركة وقيادتها إنها الحركة الأولى في إطلاق شرارة الثورة الفلسطينية المعاصرة وإنها صانعة التاريخ ، قدمت خلالها آلاف الشهداء والأسرى، وهي تنظر نحو القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ، مؤكدا على حرمة الدم الفلسطيني الذي تتمسك و وتتشبث بها حركة فتح ، مستذكرا معارك وشهداء الحركة .

وأكد كفاح العويوي ، أمين سر إقليم الخليل ، على أن أبناء حركة فتح اسود الثورة ، ودلال المغربي إحداهم قاتلوا الخوف عندما زرعه الاحتلال ونثره في الوطن العربي على امتداده، وفتحوا طريقا معمدا بالدماء،" أننا نحن من سيحرر هذه الأرض لنحرر فيها الإنسان والكرامة" .

وأضاف ان عملية دلال المغربي ليست مجرد عملية عسكرية وإنما زرعت الرعب في قلوب الاحتلال وزرعت التحدي والإصرار في قلوب أبناء الشعب الفلسطيني، وهي مثالاً يحتذي به ، موضحاً أن الحركة كانت تطمح ان يتحرر رفاتها على يد ثوار فلسطين وتدفن بالقدس يوم التحرير ، "ولكن علينا أن نأخذ من هذه الرفات دافعا للمستقبل كي نعيد رفاتها وجثمان الشهيد ياسر عرفات الى القدس حين النصر الأكبر ،" ووجه التحية لامين عام حزب الله الشيخ حسن نصر الله ، واصفا إياه بالقائد و الأخ ، منوها إنها لفتة بطولية منه تستحق الاحترام والتقدير و معاهدا السير على الدرب الذي قضى من أجله الشهداء .

وأشار العويوي أن ما تعرضت له حركة فتح هي هزائم آنية ومرحلية لها علاقة بالمرحلة الأخيرة ، يحتم علينا إعادة النظر في هذه الكبوات بلا تعميق للجراح لكي نعيد للبيت الفلسطيني وحدته لأجل أن يعود الأسرى عنوان الكرامة ، حيث يعانون أشد المعاناة، واستعادة الكرامة في غزة التي استبيحت ، داعيا إلى تصويب وجهة برنامج حركة التحرير الفلسطيني السياسي والعسكري والتنظيمي خلال المؤتمر العام السادس القادم .

وعاهد باسم الأقاليم المنتخبة ان تكون المكملة والمتممة لمسيرة الشهداء والأسرى لان تحرير فلسطين لن يتم إلا بالكفاح المسلح الطريق الوحيد لإقامة الدولة الفلسطينية والحفاظ على دم الشهداء وعلى تطبيق النهج الديمقراطي لا يسمح فيه لأحد إقصاء أحد حتى لو كلفنا ذلك ثمنا غاليا.

واختتم المهرجان الذي أداره فيصل الطردة ، بتقديم فرقة غربه من مركز حنظله الثقافي مجموعة من العروض الفلكلورية التراثية الفلسطينية نالت إعجاب الحضور .