كتاب جديد للباحث للدكتور جبرا الشوملي بعنوان "العلمانية في الفكر العربي المعاصر"
نشر بتاريخ: 28/07/2008 ( آخر تحديث: 28/07/2008 الساعة: 19:06 )
بيت لحم -معا- صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في لبنان، كتاب جديد، للدكتور جبرا الشوملي، بعنوان " العلمانية في الفكر العربي المعاصر " وجاء الكتاب في350 صفحة من الحجم الكبير طرح فيه وضع العلمانية في فلسطين .
ويقول المؤلف ان الإسلام لم يكن فقط غير منغلق على العلمانية بل ان دروبه التاريخية كانت معبدة لمواكبها، نواتها الأولى كانت مندسة في نظرية المعرفة في القرأن التي جعلها مكتسبة، وفي تشديد الرسول العربي على التأويل والاجتهاد ومقارعة الحجة بالحجة، انبسطت سياسيا في عهد معاوية ابن ابي سفيان مؤسس العروبة السياسة والفصل بين السلطات واستقلال ديوان القضاء ، واندمحت فكريا في نزع المعتزلة القداسة عن الانسان والسياسة واعتبار الثانية عقد واختيار، وتحرير ابن رشد الفلسفة من الدين كمجالين متفارقين في الاصول والمناهج ، وتعربفه الحداثي المبكر للسياسة من حيث هي تدبير مدني.
وبعد ان يؤرخ ويتابع ويحلل في فصلين كاملين: جذور العلمانية في الاسلام، والعلمانية في الفكر العربي المعاصر، يواصل الدكتور الشوملي في ثلاثة فصول كشف ارهاصاتها ومحطات تطورها في الحالة الفلسطينية، بدءا من أوائل القرن العشرين في مقالات روحي الخالدي، وخليل السكاكيني، واسعاف النشاشيبي ، مرورا بالجمعيات والاحزاب السياسية الفلسطينية التي تأسست في عشرينات وثلاثينات واربعينات القرن الماضي، وصولا لمنظمة التحرير الفلسطينية والحركات والاحزاب السياسية المعاصرة العلمانية والدينية، وانتهاءا بالسلطة الوطنية الفلسطينية.
ويصل الدكتور الشوملي في نهاية عمله الذي استغرق ثلاث سنوات الى القول ان بناء نظام علماني ديمقراطي في فلسطين يجد مسوغه واحتياطه في الارث الفكري العربي - الاسلامي، والارث الثقافي والسياسي الفلسطيني، الذي لم يكن في جميع محطاته التاريخية سوى ارثا علمانيا قام على التعددية والتسامح والتدافع السلمي، ولم يتناقض مع الدين الاسلامي كعقيدة وشريعة، ووقود كفاحي ضد "المشروع الصهيوني"، ولكن بانفصال كامل عن تديين السياسة التي هي ظاهرة حديثة لم يعرفها قرن كامل من الثقافة السياسية الفلسطينية والعمل السياسي الفلسطيني.
ويرى الدكتور الشوملي ان العلمانية المطلوبة في فلسطين هي علمانية بقسمات عربية - اسلامية وليس علمانية غربية صارمة - باردة انتجت الاغتراب والتسليع والاستلاب والتشظي، وفرغت حمولة العقل من قيم الفضائل واذابتها في التقنية وقهر الشعوب الفقيرة.
ويربط ذلك بقدرة الاحزاب والحركات السياسة الفلسطينة العلمانية على دمقرطة حياتها وعملها السياسي، واعادة تجديد خطابها الفكري، وبقدرة الحركات الدينية الفلسطينية على تخطي النظرة المعيارية في قراءة التراث والمعاصرة.
يشار الى ان الدكتور الشوملي هو من مواليد مدينة بيت ساحور في العام 1960 وسبق له ان ألف العديد من الكتب والدراسات من بينها كتاب عن ظاهرة العصيان المدني في بيت ساحور حيث قذف الاهالي هناك الهوية الاسرائيلية في السنة الاولى من عمر انتفاضة الحجارة التي اندلعت في اواخر عام 1987.