السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة النجاح تمنح درجة الماجستيرللإعلامي أمين أبو وردة

نشر بتاريخ: 29/07/2008 ( آخر تحديث: 29/07/2008 الساعة: 17:22 )
نابلس-سلفيت -معا- أظهرت نتائج دراسة جامعية حصل بموجبها الصحافي والإعلامي أمين عبد العزيز أبو وردة على درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية من كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية- برنامج التخطيط والتنمية السياسية أن متابعة المواقع الالكترونية الإخبارية الفلسطينية تلعب دورا في تغيير توجهات الطلبة تجاه الأحداث والتطورات السياسية.

وتناقش الدراسة المعنونة " أثر المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية على التوجه والانتماء السياسي - طلبة جامعة النجاح الوطنية نموذجًا - (2000-2007)، الأثر الذي تتركه المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية، على طلبة جامعة النجاح الوطنية كنموذج لطلبة الجامعات الفلسطينية، كما وتهدف إلى تحديد العلاقة بين المواقع الإلكترونية الإخبارية، والتوجهات والانتماءات السياسية لدى الطلبة، للوقوف على الآثار الإيجابية التي تتركها تلك المواقع على المستوى الوطني عمومًا والساحة الجامعية على وجه الخصوص، ولمعرفة أي آثار سلبية قد تتركها على جموع الطلبة. واشرف على الرسالة الدكتور عثمان عثمان المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح فيما تشكلت لجنة المناقشة التي ترأسها د.عثمان، كل من الدكتور إبراهيم ابو جابر، مدير مركز الدراسات المعاصرة في ام الفحم، كممتحن خارجي، والدكتور فريد ابو ضهير، المحاضر بقسم الصحافة في جامعة النجاح، كممتحن داخلي.

وتبين نتائج الدراسة أن المواقع الإلكترونية الفلسطينية تؤثر بشكل ملحوظ في التوجهات السياسية لشريحة طلبة جامعة النجاح الوطنية، وذلك على عدة صعد:

-نسبة متابعة المواقع الإلكترونية الإخبارية عالية جدًا في جامعة النجاح، حيث أجاب 98،2% من الطلبة أنهم يتابعون المواقع الإلكترونية، وأكثر من (50%) منهم يتابعون بشكل تفصيلي المواقع الإلكترونية الإخبارية.

-انطلاقا من كون طلبة جامعة النجاح تتراوح أعمارهم بين (18-24) سنة، وهو سن الشباب الذي يعنى بالمعلومة السريعة، فإن المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية توفر لهم ذلك، ويعزز ذلك إجابة (85،1%) أنهم يهتمون بالأخبار العاجلة.

وتعد الصور المتعلقة بالأحداث وتداعياتها في المواقع الإلكترونية الإخبارية، سببًا في تشجيع الطلبة على متابعتها، حيث أشار بالموافقة على ذلك (93،1%) مقابل معارضة (5،8%) فقط. وهذا يعزز قوة المواقع الإلكترونية في التأثير من خلال استخدام الصورة، واستغلالها في استقطاب الرواد للموقع.

وأظهرت النتائج أن الشكل الخارجي للموقع الإلكتروني الإخباري الفلسطيني يسهم في جذب الطلبة لمتابعته، حيث بلغت نسبة الموافقين بشدة والموافقين (76،8%) مقابل معارضة (19،1%) فقط، مما يفسر سبب اهتمام القائمين على المواقع في الشكل الخارجي لها، وإجراء تغييرات وتعديلات بين فترة وأخرى.

ويتبين كذلك أن النسبة الأكبر من متابعي المواقع الإخبارية الالكترونية الفلسطينية من الذكور بنسبة تصل إلى (86،6%) مقابل (75,4%) من الإناث، علمًا بأن نسبة الإناث هي ( 51.7) للذكور (48.3%) في عينة الدراسة. لكن درجة الثقة في المواقع لا تختلف كثيرًا حسب الجنس، حيث تبلغ بين الذكور(76،3%) والإناث (77،3%).

وينسجم توجه المجتمع الطلابي الفلسطيني نتائج مع الدراسات التي أجريت بخصوص طبيعة وسائل الإعلام الأكثر متابعة، في المجتمع الفلسطيني، بأن أكثر مصدر يستخدمه طلبة جامعة النجاح في الحصول على المعلومة الإخبارية هو المحطات الفضائية ومحطات التلفزة بنسبة (82،2%)، تليها المواقع الإلكترونية الإخبارية (65،2%)، ثم الإذاعات بنسبة (56،7%)، وأخيرًا الصحف المطبوعة بنسبة (37،4%). ويعود ذلك إلى المميزات التي يمتاز بهــا الإعلام المرئي من سهولة الحصول عليه ورخصه والإمكانات والقدرات التي يملكها، مما يوفر تغطية واسعة للأحداث بالصوت والصورة وعلى مدار الساعة. ولكن الملفت للنظر المكانة المتقدمة التي تحتلها المواقع الالكترونية الإخبارية لدى طلبة الجامعة، مقارنة بالصحف المطبوعة، الأمر الذي يؤكد أيضا تراجع الصحافة المطبوعة في الساحة الفلسطينية، كما هو الحال في مختلف بقاع المعمورة.

ويتأثر طلبة جامعة النجاح بما تنشره المواقع الإلكترونية الإخبارية، نظرا للكم الهائل من المعلومات التي تقدمها عن الأحداث، وما خلفها من ظروف وأسرار، مما يفر لهم المقدرة على تقييم الأمور والمستجدات، وتحديد نظرتهم للأشياء بصورة أكثر علمية ومنطقية، بالرغم من ضعف الثقة في بعض تلك المواقع. فقد ساعدت المواقع الإلكترونية على الاقتتال الداخلي وتعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية، وذلك من خلال الجوانب التالية:

وتبين من نتائج الدراسة أن اغلب طلبة جامعة النجاح يتابعون المواقع الالكترونية الحزبية، وهو إعلام موجه، ويتهرب من فتح المجال للرأي والرأي الآخر. ولذا فإن غالبية المبحوثين يرون أن المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية أسهمت خلال حالة الانقسام الداخلي في زيادة حدة الخلافات والانقسامات في الساحة الجامعية. وهذا يرتبط بشكل واضح بالدور الكبير الذي لعبه الإعلام كعامل أساسي في زيادة الشحن والتحريض بين الفرقاء.

وتظهر الدراسة أيضا أن الإعلام الإلكتروني الفلسطيني يلعب دورًا كبيرًا في تغيير التوجه السياسي، والتأثير على انتقال الطلبة من ميول سياسية معينة إلى أخرى، كما يظهر في الآتي:

-أجاب (76،2%) من المبحوثين أن المواقع الإلكترونية ساهمت في رفع وتيرة التعصب الحزبي، وذلك لسرعة الموقع في تقديمه للمعلومة، ومقدرته في المخاطبة والجذب، كما تبين من إجابة (75%) من المبحوثين أن للمواقع الإلكترونية دورًا في الاستقطاب السياسي.

- تم استبعاد وجود علاقة بين اتجاه الموقع الإلكتروني، من حيث الانتماء السياسي، وحجم الاعتماد عليه في الحصول على المعلومة السياسية، من وجهة نظر طلبة جامعة النجاح الوطنية، الأمر الذي يعكس بالضرورة حاجة المجتمع الفلسطيني المثقف على وجه التحديد للإطلاع على مختلف وجهات النظر، واستقاء المعلومات من مصادر ذات مرجعيات فكرية وسياسية متنوعة.

- متابعة المواقع الإخبارية الإلكترونية تلعب دورًا من خلال ما تنشره، في تغيير توجهات الطلبة تجاه الأحداث السياسية والقضايا المطروحة، وليس نحو التيار السياسي الذي ينتمون أو يميلون إليه، من وجهة نظر طلبة جامعة النجاح الوطنية. ولا تسهم تلك المواقع في تغيير انتماءات الطلبة، لكنها تؤكد أن انتماء الفرد السياسي على الساحة الفلسطينية غالبا ما ينبع من اعتناق فكري أو اعتقاد أيديولوجي لتوجهات القوى والأحزاب السياسية، وليس من الحكم على مواقفها. بالإضافة إلى ذلك فإن الإقرار بأن المواقع الإلكترونية الفلسطينية الحزبية أسهمت في رفع وتيرة التعصب الحزبي، والتخندق خلف المواقف دون هوادة، لدى أنصار الفصائل الفلسطينية وعناصرها.

- للمواقع الإخبارية الإلكترونية الفلسطينية دور في الاستقطاب السياسي بين الطلبة، ولها تأثير على انتخابات مجلس الطلبة، وتشبع حاجة الطلبة في الحصول على معلومات حول المواقف السياسية للتيار الذي ينتمون إليه أو يؤيدونه، من وجهة نظر غالبية المبحوثين. وتكشف منتديات الحوار، التي تلحق بعدد من المواقع الإخبارية، صحة هذه النتيجة. فعادة ما يزداد الإقبال على زيارة هذه المنتديات في فترات الانتخابات الطلابية، بل وتتحول في كثير من الأحيان إلى ساحات مناظرة بين الكتل الطلابية. والأهم من ذلك أنها تصبح بحد ذاتها مصدرا للأخبار العاجلة التي يتم تناقلها دون أن يكون لها سند رسمي تنسب إليه.

- مع إقرار القسم الأكبر من المبحوثين أن المواقع الإخبارية الفلسطينية تمارس دورًا ايجابيًا على الصعيد الوطني وفضح ممارسات الاحتلال، إلا أنهم يرون أنها انخرطت في دوامة التجاذبات السياسية في الساحة الفلسطينية، ومارست دورًا توتيرًا من خلال استخدام المصطلحات التحريضية. وهذا ينسجم مع واقع القوى والأحزاب السياسية الفلسطينية المنخرطة في النزاع الداخلي, والتي بذلت فيه الكثير من الجهود، وهدرت الكثير من الطاقات، التي كان يفترض توفيرها للقضية الوطنية ضد لاحتلال.

وأظهرت نتائج الدراسة أن جامعة النجاح تحتل موقعا متقدما في التطور التقني، وذلك وفق المعطيات التالية:

- تحتل جامعة النجاح الوطنية المرتبة الأولى بين قريناتها، جامعات الضفة الغربية، في نسبة انتشار أجهزة الحاسوب (جهاز حاسوب لكل ثلاثة طلبة)، وخدمة الإنترنت المقدمة لطلبتها، الأمر الذي يفسر استخدام الغالبية من طلبتها لخدمة الإنترنت وتصفح المواقع الإلكترونية الإخبارية وغيرها، مما يعد وسيلة لزيادة ثقافتهم السياسية والمعرفية، ويشجع الجامعة على استخدام تلك الخدمة للتواصل مع الطلبة.

- الانتشار الملحوظ للإنترنت في الجامعات وخارجها جعلها محط اهتمام الطلبة والكتل الطلابية، كما أشار مسئولو الكتل الطلابية، من خلال استخدامها للتواصل والتخاطب بين الأطر الطلابية وقواعدها، وشكًلا من أشكال الاستقطاب والتأطير، مما يعني أن الجامعات تأثرت بهذا الشكل الجديد للاتصال، وتم زجه في عملية الاستقطاب السياسي لكل التيارات الفلسطينية بشكل متفاوت.

كما أن القسم الأعظم من طلبة جامعة النجاح الوطنية يستخدمون الإنترنت، وبنسبة (98،8%)، وهذا مؤشر على مدى مواكبة الطلبة للتطورات التقنية والعلمية، ودليل على توفير الجامعة الإمكانات والمقومات لذلك، (وربما هناك أسباب أخرى، مثل الحاجة التي فرضتها تطورات الحياة...). ومن هذه الزاوية أيضا يمكن رصد مدى تأثر الشريحة الطلابية الفلسطينية بالحدث السياسي. فمن لم يبحث عن تكنولوجي الاتصال للحصول على المعلومات الأكاديمية، اهتم بالوصول إليها لمعرفة الأخبار والتطورات السياسية.

وتبين أن نسبة (69.4%) من عينة الدراسة ترى بأن الفائدة من زيارة المواقع الإخبارية الإلكترونية تتمثل في معرفة ما يجري، ونسبة (15.2%) ترى أن الفائدة منها معرفة ما وراء الخبر، و(9.9%) ترى أن الفائدة تكمن في معرفة أراء الرأي الآخر، و(5.5%)، ترى أن الفائدة هي إزالة الغموض عما يجري. وتظهر الدراسة أن من أكثر القوالب الفنية التي تتابعها عينة الدراسة هي الأخبار العاجلة، وهذا يؤكد أن الأوضاع الميدانية الساخنة في الأراضي الفلسطينية هي السبب في ذلك. كما يثبت انتقال أهمية القيمة الخبرية لأي حدث من التقرير والقصة الصحفية المطولة، إلى المعلومة المباشرة التي يمثلها غالبا عنوان الخبر القصير. وهذه إحدى سمات المعلوماتية في عصر السرعة.

كما تبين من خلال الرصد والمقابلات مع مسئولي الإعلام في الأحزاب والفصائل الفلسطينية، أن هناك ازديادًا ملحوظًا في إطلاق مزيد من المواقع الإلكترونية الإخبارية، سواء المقتصرة على النشر الالكتروني، أو التابعة لوسائل إعلام مطبوعة. ويعود ذلك إلى الإدراك الواسع لأهمية هذا الشكل من الإعلام. كما أنه يكشف مدى حرص كل فصيل سياسي على نشر أفكاره ووجهات نظره، والتصدي للروايات الأخرى. وفي هذا الأمر تطور إيجابي في نظرة الفصائل الفلسطينية لدور الإعلام، وبخاصة المواقع الإلكترونية، بغض النظر عن طبيعة الدور الذي مارسته وسائل الإعلام الحزبية المستحدثة في فترة الانقسام.

ويلعب التمويل المالي للمواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية، دورا بارزًا في تبنيها وجهة نظر معينة، وانحيازها لطرف فلسطيني دون آخر، من وجهة نظر (75،6%) من المبحوثين. وهذا ينطبق على التمويل الحزبي والتمويل الخارجي المبني على شروط مجحفة، من وجهة نظر غالبية المبحوثين.

ويظهر أن شريحة كبيرة من طلبة جامعة النجاح، أي ما نسبته (48%) من المبحوثين، لا يتابعون المواقع الإلكترونية الإخبارية الإسرائيلية، بسبب عدم وثوقهم بها، ولعدم معرفتهم باللغة العبرية، إلى جانب معارضتهم المبدئية للدخول إليها. وهذا يزيد من تمسكهم بالمواقع الفلسطينية، ويرفع من أهمية النظر إليها كمصدر للمعلومة.

وفي ضوء النتائج التي توصل إليها الباحث، فإنه يتقدم بمجموعة من التوصيات التي يرى أنها يمكن أن توظف الانتشار الواسع للمواقع الإلكترونية الإخبارية عربيًا وفلسطينيًا، وربما عالميا. ويمكن توظيف تلك المواقع على وجه الخصوص لتحقيق الفائدة للطلبة عبر مواكبتهم للتطورات التقنية، وما ينسجم مع فلسفة التعليم الحديث، لصقل وبناء الشخصية القادرة على التعاطي مع الواقع والمستقبل كما يلي:

1- ضرورة اهتمام الجامعات الفلسطينية، وعلى رأسها جامعة النجاح، باستمرار مواكبة التطورات التقنية في مجال الإنترنت والإعلام الإلكتروني وتوفيره للطلبة كافة.

2- ضمان الحرية التامة للطلبة للولوج إلى كافة المواقع الإخبارية الإلكترونية، وعدم استخدام الحظر، الأمر الذي لا يتلاءم مع متطلبات الحضارة ودور الجامعات في بناء الإنسان وتقدم الأمم.

3-نشر ثقافة تقبل الرأي الآخر بين طلبة الجامعة، وعدم اقتصار المتابعة لمواقع إلكترونية محسوبة على تيار دون آخر.

4-الاستخدام الجيد والايجابي لخدمة الإنترنت، عبر إنشاء مواقع إخبارية تخدم المصلحة العامة، وتجمع أطياف العمل السياسي والنقابي، وتفسح المجال للرأي والرأي الآخر.

5- التزام المواقع الإخبارية بأدنى حدود المهنية في التعاطي مع المعلومة والحدث، من خلال تحديد "من هو الإعلامي الإلكتروني"، وآليات استيعاب العاملين فيها، ورفع كفاءتهم وقدراتهم من خلال الدورات وورشات التدريب والتأهيل.

6-إقرار ميثاق شرف بين المواقع الالكترونية الإخبارية الفلسطينية من أجل تحديد طبيعة العلاقة فيما بينها، والبعد عن الشحناء، وترسيخ الانقسام، وتراشق الاتهامات.

7-الارتقاء بالعاملين في المواقع الإلكترونية الإخبارية، وتوفير الحماية لهم من خلال إنشاء تجمعات للعاملين في الإعلام الإلكتروني، يكون مظلة للدفاع عنهم وتبني قضاياهم.

8-ابتعاد القائمين عن المواقع الإخبارية والعاملين فيها عن استخدام مصطلحات تكفيرية أو تخوينية، لما لذلك من خطورة على النسيج الاجتماعي والوطني، مع ضرورة العمل على تحديد ماهية وطبيعة المصطلحات المستخدمة والمقبولة. وهناك حاجة ماسة لتحديد المصطلحات المستخدمة في الإعلام الإلكتروني، والابتعاد عن المصطلحات التي تحمل نبرة توتيرية، او العمل على تأجج الصراع الداخلي، وتسهم في استمرار حالة الشحناء في الساحة الداخلية الفلسطينية.

9-على وسائل الإعلام الإلكترونية أن تلتزم بالمهنية، وبخاصة فيما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني، والذي هو صمام الأمان للقضية الفلسطينية، وضرورة الابتعاد عن التحزب، والعمل على تغليب المصلحة الوطنية العليا، لأن أي وسيلة إعلامية لم تعد ملكًا للجهة التي تملكها أو تشرف عليها، بل باتت ملكًا للجمهور. وعلى وسائل الإعلام أن تكون جسورًا للثقة وكسر الهوة بين الاطراف، ومحاولة نشر ثقافة السلم المجتمعي، وتقديم حلول واقتراحات لمعالجة الوضع الداخلي.

10- الابتعاد عن التمويل الأجنبي المشروط للمواقع الإلكترونية الإخبارية، لأن له انعكاسات واضحة على طريقة عمل تلك المواقع وسياستها الإخبارية، وبخاصة إذا كان التمويل من جهات حكومية غربية لها مواقف مسبقة من المقاومة والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.

11- نظرًا للانعكاسات السلبية للإعلام الإلكتروني الإخباري، فإنه يتحتم على وزارة الإعلام، والمؤسسات الإعلامية الأكاديمية، والنقابات الصحافية، أن تعمل على تحديد المعايير والأسس التي ينبغي من خلالها تحديد ضوابط التعامل في الأزمات الداخلية، وإقرار ميثاق شرف تلتزم به سائر الأطراف، لا يضم فقط وسائل الإعلام، بل يشمل أيضًا السياسيين الذين عليهم أن يتعهدوا بعدم استخدام الإعلام لتحقيق رغباتهم السياسية.

12- على "الصحافيين الإلكترونيين" الامتناع عن بث التصريحات التي تؤدي إلى إشعال الفتنة في الشارع الفلسطيني، واعتبار ذلك جزءًا من الواجب الوطني الذي لا يجب أن يتخلى عنه أحد، كونه معلمًا رئيسًا من أصول المهنة.

تشكل المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية مصدرا مهما في صياغة توجهات طلبة جامعة النجاح، الامر الذي يستدعي الوقوف على حقيقتها والمضامين التي تحملها للأجيال الناشئة، وعلى الأخص طلبة الجامعات، وهم الفئة التي يعول عليها لحمل أعباء المرحلة الحالية والمستقبلية.

ويقول ابو وردة ان نتائج الدراسة اثبتت أن المواقع الالكترونية الفلسطينية تسهم في تغيير توجهات طلبة جامعة النجاح تجاه القضايا المطروحة، وشكلت نقلة نوعية في مجال الصحافة والإعلام الفلسطيني، وتحولت إلى أداة في نشر المعلومة وبثَها، والحصول عليها. فقد احتلت المرتبة الثانية في حصول طلبة جامعة النجاح على المعلومة الإخبارية بعد المحطات الفضائية ومحطات التلفزة، تليها الإذاعات، وأخيرا الصحف المطبوعة. وهذا ينقلنا إلى حقيقة العالم الجديد الذي نعيش فيه، والذي لم يعد فيه مكان لحجب المعلومات عن من يسعى للوصول لها.

كما لا يغيب عن الأذهان أنه رغم مساهمتها الايجابية إلا أن عددًا لا يستهان به من تلك المواقع كانت حاضرة في أتون حالة الانقسام الفلسطيني، سواء بالمتابعة المكثفة لمجرياتها، أو بتضخيم الأحداث، وتبني موقف طرف ضد طرف آخر، فيما لعبت مواقع إلكترونية أخرى دورًا محايدًا وأحيانًا ايجابيًا. ولذلك فقد تعالت الأصوات الداعية إلى منع أي حرف لمسار العمل الإعلامي عن خطه الطبيعي، ولعب دور إيجابي يصب في خدمة تعمق التلاحم الوطني.

وحسب الدراسة الى النتائج التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة، يمكن تعميمها على باقي شرائح المجتمع الفلسطيني، كون طلبة جامعة النجاح يمثلون قطاعات واسعة من مناطق الضفة الغربية، بالرغم من وجود تحفظات عند البعض على هذا التمثيل، على اعتبار أن طلبة الجامعة يمثلون الشباب التي تتراوح أعمارهم بين (18-24) عامًا فقط.

ونوه ابو وردة الى ان هناك صعوبات واجهته أثناء انجاز الباحث للدراسة بسبب حداثة الموضوع المطروح للبحث وقلة المصادر والمراجع والتي تم التغلب عليها من خلال اعتماد ادوات بحث مثل الاستبانة والمقابلات الشخصية.