قائد الكتيبة الذي أمر بإطلاق النار على أبو رحمة في نعلين شارك في التنكيل بفلسطيني آخر
نشر بتاريخ: 29/07/2008 ( آخر تحديث: 29/07/2008 الساعة: 20:38 )
بيت لحم -معا- ذكر تقرير لموقع عرب 48 ان قائد المنطقة الشمالية، غادي آيزنكوت، ادعى اليوم، بعد لقائه مع قائد الكتيبة الذي أصدر تعليمات بإطلاق النار على أشرف أبو رحمة في قرية نعلين قبل ثلاثة أسابيع أن المقدم عمري بروبرغ كان قد أبلغ المسؤولين عنه بما جرى بعد الحادثة مباشرة، وأنه اجتمع بعدها مع ضباط الكتيبة وأعلن أنه يتحمل المسؤولية القيادية الكاملة عن الحادثة، واعتبر آيزنكوت أن ذلك «يلعب لصالح بروبرغ». وقرر آيزنكوت تعليق خدمة الضابط لمدة عشرة ايام، وستدرس النيابة العسكرية الملف في هذه الفترة.
وقال الموقع انه بعد تصريحات آيزنكوت قدمت منظمة "بتسليم" شكوى للنيابة العسكرية حول تعرض فلسطيني للتنكيل والإهمال الطبي في المعتقل من قبل عدد من جنود جيش الاحتلال من بينهم قائد الكتيبة، المقدم عمري . وقالت منظمة بتسيليم في الشكوى إن قوات الاحتلال اعتقلت يوم 13.7.2008 صلاح الخواجا (39 عاما) خلال مشاركته في مظاهرة احتجاج ضد جدار الفصل العنصري في قرية نعلين، حيث كانت مهمته تضميد الجرحى.
ويقول الخواجا إن قائد الكتيبة عمري بروبرغ، الذي تعرف عليه بعد عرض الشريط الذي يظهر الاعتداء على أبو رحمة، أشار لعدد من الجنود باعتقاله. فأطلق أحدهم قنبلة غاز باتجاهه وأصيب بجراح. وحينما نقل إلى المعتقل رفض قائد الكتيبة تحويله للعلاج، وبعد ذلك اعتدى عليه عدد من الجنود ووجهوا لها الركلات والضربات، وانضم إليهم بروبرغ ووجه له الركلات وداس على يديه، واستمروا في التنكيل به إلى أن فقد وعيه.
ويضيف الخواجا، أن التنكيل استمر بعد نقله في سيارة الإسعاف إلى مركز شرطة "بنيامين"، فلدى وصوله إلى هناك، أمره جندي بالوقوف على رجليه، وفجأة ظهر الضابط الذي اعتقله وشده من حمالة المرضى بعنف أدى إلى وقوعه على الأرض. ويضيف الخواجا أن في وقت لاحق طلب من نفس الضابط ماء للشرب، فاشترط تقديم الماء له بوقوفه على رجليه رغم إصابته، وحينما رد عليه خواجا بأنه غير قادر على الوقوف سكب الماء جانبه. وأطلق سراح خواجا من المعتقل في يوم 17.7.08 بعد أن أودع كفالة بملغ 3000 آلاف شيكل.
آيزنكوت ومحاولات التغطية
تدخل تصريحات آيزنكوت في إطار التخفيف من شدة الجريمة، ولكن الوقائع على الأرض تنفيها فقد شوهد الجندي في اليوم التالي لإطلاق النار في الخدمة في قرية نعلين كما أن إطلاق النار وقع في تاريخ 7.7.2008 بينما نشرت منظمة بتسيليم الشريط المصور في 20.7 أي بعد نحو أسبوعين من الاعتداء على أبو رحمة. ويرى مراقبون أن تلك التصريحات تعتبر تمهيدا لطي الملف كما طويت ملفات كثيرة من قبلة.
وقالت منظمة بتسليم حينما نشرت الشريط الذي يظهر إطلاق النار على أبو رحمة وهو مكبل ومعصوب العبينين أن الجيش على ما يبدو امتنع عن فتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية واكتفى بتحقيق ميداني. وحسب التقارير، فقد تم تحويل نتائج التحقيق إلى «قائد منطقة الضفة الغربية» الذي لم يكلف نفسه بإبلاغ الشرطة العسكرية أو النيابة العسكرية، أو اتخاذ أية خطوات بحق الجندي أو قائد الكتيبة. وقد أفاد سكان من نعلين أنهم شاهدوا الجندي مطلق النار في اليوم التالي وهو يخدم في وحدته.
وقد قال الجندي الذي أطلق النار على أشرف أبو رحمه بعد اعتقاله في مظاهرة نعلين قبل ثلاثة أسابيع إن قائد الكتيبة أصدر إليه تعليمات بإطلاق النار على أبو رحمه وكرر تلك التعليمات ثلاث مرات. إلا أن بروبرغ قال إنه أصدر تعليمات للجندي بأن يتظاهر بأنه سيطلق النار على أبو رحمه لإخافته إلا أن كون أبو رحمة معصوب العينين يجعل من تلك الرواية مثيرة للسخرية.
وقد أشار فحص البوليغراف(كاشف الكذب) إلى أن قائد الكتيبة لا يقول الصدق، في حين أشار فحص رواية الجندي بأنه يقول الصدق، وأكد في شهادته أن قائد الكتيبة وجه إليه تعليمات واضحة وصريحة بإطلاق النار على أبو رحمة، فقام بإطلاق النار على قدم أبو رحمة.
يجدر الذكر أنه قبل أيام من إطلاق سراح قائد الكتيبة اعتقلت قوات الاحتلال والد الفتاة سلام عميرة التي صورت مشهدا من الجرائم الأسبوعية لقوات الاحتلال في قرية نعلين وهي عملية إطلاق النار التي تفيد كافة التقديرات أنه لولا الشريط المصور لطويت هذه الصفحة مثل آلاف صفحات جرائم الاحتلال، ولكن كشفها لا يعني بالضرورة أن الجناة سيلقون العقاب.