الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دعي النفط ولم يدعى العراق بقلم - خالد الصيفي **رئيس مجلس إدارة مؤسسة إبداع

نشر بتاريخ: 02/08/2008 ( آخر تحديث: 02/08/2008 الساعة: 22:22 )
بيت لحم - معا - قبل أيام قليلة وصلنا مقال بعنوان "لماذا يتوارى إبداع إبداع ؟؟؟!!!!!!!!!! " كتبه المثقف والرياضي " صادق الخضور " تحدث فيه عن الظلم الذي وقع على فريق إبداع في بطولة كأس الاتحاد بكرة السلة وعن ما كان يفترض ان تقوم به أطراف القضية .
خالد الصيفي رئيس مجلس إدارة مؤسسة إبداع رد على هذا المقال بعد أن شكر كاتبه الذي لم يلتقي به في السابق ولم يعرفه .... فقال موجها حديثه في البداية الى رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة ثم الى بعض من لهم علاقة بالموضوع --


*** الصديق العزيز امجد صوافطه:
تحية حمراء، ليس للونها اقتران بلون الدم، أو بالثورة البلشفية، بل بلون كرة السلة التي أنت رئيساً لاتحادها، ولا أريد هنا أيها الصديق إن أقحم مفردات السياسة، والتي رضعنا أبجدياتها تحت ظلم الاحتلال، بعالم الرياضة، رغم أن الجدل الفلسطيني علمنا أن لا انفصام بينهما.
بل أؤكد ولا أظن أننا سنختلف، بان للظلم ألف ألف شكل، لكن الشعور به واحد أينما وجد وبغض النظر عن الظالم والمظلوم، وما الاختلاف هنا إلا بان ظلم ذوي القربى اشد.
نعم يا من كنت صديق الفكرة، فهناك ترابط جدلي بين عنوان مقالتي هذه ( والتي لمن لا يعرف، هي مقطع من قصيدة للشاعر المتمرد مظفر النواب) وبين جملة البطولات السلوية التي يزمع إقامتها صيف هذا العام. وهنا لا نقلل من أهمية هذه البطولات، بل نؤكد على حسن تنظيمها وإدارتها، ونشد على أيادي منظميها، وكل من بادر لإقامتها، علها تشكل بديلا مؤقتا لعجز الاتحاد، ونقصد هنا (بطولة التضامن لأرثوذكسي بيت جالا، والشهداء لسرية رام الله).
وما أدهشنا وزاد من وقع هذا الظلم، ومرارة مذاقه، هو التعامل اللاكتراثي لغياب إبداع الاحتجاجي المقصود والمتعمد، عن هذه البطولات، وكأن شيئا لم يكن، علما بان إبداع هو البطل الحقيقي وبكل استحقاق للنسخ السابقة لهذه البطولات.
وما زاد من استغرابنا هنا، هو عدم السؤال والتساؤل عن هذا التغيب، حتى لو عبر هاتف، أو قلم صحافي متطفل، هذا إذا ما استثنينا الصحافي الشاذ صادق الخضور، والخارج عن الاصطفاف الرياضي والذي لا يعرف بعد بان بفعلته تلك، قد لامس المحرمات، وقامر بوجودة الصحافي.
لقد كنا نعتقد واهمين بان غيابنا المتعمد هذا، سيثير قضيتنا العادلة من جديد، وإننا بهذا سنسمع أصواتنا لكل من عشق ولا يزال يعشق المستديرة الحمراء، ولكل من رفض ولا زال يرفض كل أشكال الظلم.
لقد كنا نعتقد بان (حبش ونوفل وعيد والحصري والتكروري والبندك وقطان وسكاكيني) سيؤلمهم غياب (إياد عبد الله والخطيب وبركات والغلاسي) عن هذا العرس السلوي المميز.
لقد كنا نعتقد بان (ناصيف الحصري وخضر أبو عبارة) أصحاب العرس السلوي سيمتنعون عن عقد هذا القران دون حضور كل المدعوين، وعلى رأسهم عريس الأمس، رافعين أصواتهم ومنددين ومتسائلين عن سبب هذا التغيب.
كما اعتقدنا أيضا بان (صوافطه وسماعنه وعيد وذياب وجاد الله ورفعت وربيع وعكه والبدرساوي) لن يرضوا لأنفسهم بان يكونوا شهاد زور على عقد هذا القران.
اعتقدنا أيضا بان (تيسير جابر واللحام والغول والسقا وأبو عره والجعفري والبخاري) سيمتنعون عن التصفيق والتزمير والتطبيل لهذا العرس، احتجاجا ومنعا لتكرار هذا الظلم، مطالبين بإحقاق الحق، وإنصاف المظلوم.
كان اعتقادنا أيضا بان هناك دور هام، وفي الثواني الأخيرة، للأخت تهاني أبو دقه والأخ الحاج القدوة لما يمثلوه من راس للهرم الرياضي لا إضفاء للشرعية على عالم الظلم والظالمين.
كنا نعتقد بان زرقة السماء هي انعكاس طبيعي للون البحر، لا تعبيرا عن فراغ متناهي، وعن اللاموقف وهنا أعود لأتذكر الشاعر الخارج عن كل أصول المنطق حين قال:
أنا يقتلني نصف الدفئ
ونصف الموقف أكثر
اعتقدنا أيضا، انه كلما احلولك، الظلام بان نور القمر، وان النجوم لاتظهر إلا بسواد الليل، وان من اكتوى بالظلم لا يرضى به لأحد، وان المصالح الشخصية والذاتية لا يمكن أن تتقدم على المبادئ، عند أصحاب المبادئ، والتي لاننكر بان معظمكم دفع الكثير لأجلها.
ونؤكد هنا لكل هؤلاء المحتفلين على أحزان الغير، بان غياب العريس، عند ليلة زفافه لن يأتي إلا بأطفال غير شرعيين لآباء غير شرعيين.
عفواً يا صديق الأزمات
وبجرأة غير عاديه، وغير معتادة، فعلى ما يبدو بأنه لم يطيب للكثيرين بان تتسلل كرة السلة الفلسطينية إلى حواري وأزقة المخيم، كيف لا وقد تعودت وتفلوذت اكف أطفالنا على مداعبة الحجر، وقد نسينا وفي زحام هذه التناقضات، أن لا علاقة منطقيه بين حواري المخيم وكرة السلة الارستقراطية، إلا في عالم التنظير والمزايدات السياسيه، وللتذكير والى الأخ اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم نقول، بان هناك تناقض وصراع حقيقي بين كرة السلة وكرة القدم، وهنا وبكل جرأه، فإننا نقدم اعتذارنا للجميع لكسر هذه القاعدة.
لم نحاول يا صديقي العزيز أن نفرض رأينا على احد، أو أن نسيء لهيبة الاتحاد، بل تعلمنا أن نرفض كل أشكال الظلم، إلا إذا كان ومن خلال ثقافتكم، أن رفض الظلم هو تمرد: وان طأطأة الرأس تعني الانتماء: وان عدم الانصياع الواعي هو انقلاب.
ولمن سرقتهم مشاغل الحياة عن عالم الرياضة نقول، بان إبداع هي زهره حديثة الولادة، طاولت بشموخها كل الاسماء المزيفة، وحصدت العديد من البطولات ككأس فلسطين، بطولة الشهداء 2006 ، بطولة الشهداء2007، بطولة هشاشة العظام ، وكأس الرئيس الراحل ياسر عرفات، والمركز الثاني في بطولة الجليل العربية المقامة بالأردن، وبطولة الأضحى والميلاد، ولا للحصار، وغيرها الكثير، وأصبحت متنفساً لكل المظلومين من شتى نواحي الحياة، وأصبح الظفر ببطولة يعني لهم تحقيق أحلامهم بالنصر، وتحقيق ما نصبو إليه.
وقبل أن انهي أيها الصديق، وبشكل موازي مع أعراسكم، فقد قررت إدارة مؤسسة إبداع فتح سوقها الخيري، لبيع لاعبيها، ليس بالمزاد العلني، بل بازهد الأسعار، فعلى من يرغب التوجه فوراً إلى مخيم الدهيشة، وستجدون ما يسركم، وبدون أي مقابل، فجميع لاعبينا بضاعة كاسدة ومعروض للبيع، فهذا إياد عبد الله وذاك يحيى الخطيب، وبالزاوية الأخرى منير بركات وأبو يوسف، وهناك مفاجئه سارة لكل من يشتري اثنين، هديه مجانية احد ناشئ الفريق، حسام عبيد أو ثائر جفال أو عبد الله ومحمود جبر أو خالد خميس، ونجزم هنا بأنكم ستجدون كل ما يسركم، فبضاعتنا مضمونه ومكفولة، ويشهد على ذلك كل جماهير كرة السلة الفلسطينية.
وفي النهاية يا صديقي العزيز، وكما بدأت بموضوعتي هذه للشاعر مظفر النواب فإنني انهي به حين قال:
................
لا استثني أحدا
واعتذر هنا من شاعرنا الكبير، حين أقول استثني ذاك الجمهور الذي حتماً سيرفض كل أشكال الظلم.