البرغوثي: خيار المقاومة الشعبية يشهد تطورا رغم العنف الاسرائيلي ضد التظاهرات السلمية
نشر بتاريخ: 03/08/2008 ( آخر تحديث: 03/08/2008 الساعة: 16:02 )
رام الله- معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان المستفيد الاول والاخير من الاحداث المؤسفة هو الاحتلال وان المتضرر هو الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في استوديوهات راماتان في رام الله تعقيبا على ما جرى في حي الشجاعية في غزة ان اخطر الامور التي جرت وتجري في هذه الايام هو استخدام العنف بهذا الشكل في حل الخلافات الداخلية مما يمهد لدائرة اوسع من العنف الداخلي قد تدمر كل مستقبل الشعب الفلسطيني في ظرف نحن احوج ما نكون فيه كشعب فلسطيني الى اليقظة تجاه محاولات اسرائيل تصفية القضية الفلسطينينة بكل مكوناتها وهذا ما نراه واضحا في اجراءات اسرائيل وفيما يجري من مفاوضات انابوليس التي لم تسفر عن شيء.
واضاف البرغوثي ان ما نعيشه من انقسام داخلي هو نتاج لسوء فهم مزمن، وان الجميع وقعوا في فخ اوسلو ليس فقط من وقعوا اتفاق اوسلو بل كل من ينهمك اليوم سواء في غزة او الضفة الغربية في صراع مرير على سلطة فلسطينية تحت الاحتلال، كما لو ان الصراع يدور على سلطة حقيقية وقد اثبتت الاحداث ان الضفة الغربية بمجملها مثل قطاع غزة تحت الاحتلال، وان غزة ليست سوى سجن كبير محاصر برا وبحرا وجوا ويمنع ابناؤه من الخروج حتى لتلقي العلاج .
واكد البرغوثي ان ما يجري يذكرنا بان احد اهم اسبابه هو التقاعس عن التفاعل مع ما دعونا اليه في المبادرة الوطنية الفلسطينية منذ اكثر من ست سنوات وهو ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني، مشيرا الى اننا اليوم احوج من أي وقت مضى لهذه القيادة، وان اعظم المآسي التي يعيشها شعبنا هو اننا نعاني من قمع الاحتلال ومن تكون معالم وممارسات نظام قمعي سواء في غزة او الضفة .
وقال النائب البرغوثي انه ليوم اسود في تاريخ شعبنا ان يضطر فلسطينيون نتيجة الخلافات الداخلية الى الهروب باتجاه الحدود مع اسرائيل، واننا لم نر مثله منذ ايلول الاسود عام 1970, وان على الجميع ان يتفكروا في مغزى ومضمون ما جرى ان كان هناك حرص على مستقبل الشعب الفلسطيني.
واوضح البرغوثي انه على ما يبدو ان اعضاء التنظيمات افضل من قادتهم، من خلال ما نراهم به موحدين في الكفاح المشترك والنضال الشعبي من حركتي فتح وحماس والمبادرة الوطنية الفلسطينية والجبهة الشعبية وغيرها في قفين ونعلين وبلعين وارطاس وجورة الشمعة والخضر وارتاح وشوفه ويطا وغيرها .
واكد البرغوثي ان المطلوب الان من القادة ان يرتقوا الى ادراك ان الهدف ليس التنافس على السلطة بل الوصول الى الوحدة الوطنية، مشددا على ان المطلوب في ظل حالة الانقسام امران هما:عقد لقاء وطني عام وسريع للقادة على اعلى مستوى من كل القوى الفلسطينية يخرج بقرار فوري يوقف التدهور الحاصل وكل اشكال الاعتقال السياسي والافراج عن كل المعتقلين السياسيين في غزة والضفة الغربية والتراجع عن كل قرارات اغلاق الجمعيات والاندية والمؤسسات لان تلك القرارت تدمر رئة المجتمع المدني التي تنفس منها شعبنا على مدار سنوات الاحتلال والتي كانت داعما للشعب الفلسطيني، واتخاذ قرار يلغي عزل وتهميش المجلس التشريعي المستمر منذ اكثر من عام ووقف الحملات الاعلامية المتبادلة وكل اشكال التعدي على الحريات العامة من اجل الوصول الى حوار وطني جاد ينهي حالة الانقسام الحالي ويوقف التدهور ويبدا طريقا جديدا لانشاء قيادة وطنية موحدة.
وطالب البرغوثي بالافراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين والمدنيين ومنهم القيادي في المبادرة الوطنية الدكتور عبد الله ابو العطا والذي احتجز من قبل القوة التنفيذية في الشجاعية وهو يقوم بواجبه الانساني كطبيب في تقديم العلاج للجرحى والمصابين.
وحذر البرغوثي من ان ثمن هذا الانقسام سيكون باهظا وان هدر الدم الفلسطيني بايد فلسطينية هو اكبر واسوا مما يمكن ان يحتمله احد وان التاريخ لن يرحم احدا يتقاعس في هذه الظروف بسبب مكاسب صغيرة شخصية او حزبية.
على صعيد آخر اشار البرغوثي الى اهمية ودور الخيار الجماهيري الفلسطيني المستمر منذ ثلاثة اعوام والذي تطور مؤخرا وهو خيار المقاومة الشعبية الجماهيرية السلمية الذي يجابه اليوم باعنف اشكال العنف الاسرائيلي وباسلوب ممعن في القمع والتنكيل .
وقال البرغوثي ان ما تقوم به اسرائيل هدفه كسر هذا النموذج المتقدم في النضال في محاولة لجر الفلسطينيين الى دائرة العنف وان على العالم الصامت على ممارسات اسرائيل ان يستيقظ من صمته .
وعرض البرغوثي في مؤتمره الصحفي اشرطة فيديو تظهر جنود الاحتلال وهم ينكلون بمواطنين اثناء مشاركتهم في تظاهرات سلمية ضد جدار الفصل متخذا من نعلين نموذجا لهذا العنف الاسرائيلي ضد كفاح تلك البلدة وصمودها .
وقال البرغوثي ان نعلين اصبحت نموذجا يحتذى به مثل بلعين وغيرها في النضال الشعبي الجماهيري دفاعا عن ارضها وحقها، مؤكدا ان نعلين تنتفض ضد الجدار بسبب انها كانت عرضة لهجمة استيطانية على مدار ستين عاما الماضية اذ لم يبق لها من ارضها سوى 13% ،الى جانب استيلاء اسرائيل على 40 الف دونم من اصل 58 الف دونم من اراضي القرية عام 48, فيما صادرت المستوطنات عام 1982 ثمانية الاف دونم اخرى والان يستولي الجدار على ما تبقى ليبقي للقرية اقل من 7300 دونم.
وتحدث البرغوثي عن معاناة نلعين التي تناضل ضد الجدار والاستيطان خلال الاشهر الماضية وما تعرضت له من عنف شديد من قبل الجيش الاسرائيلي مثل قنابل الغاز بكثافة عبر قاذفات تطلق 25 قنبلة دفعة واحدة مما يترك تاثيرات صحية بعيدة المدى اضافة الى حرق اشجار الزيتون جراء قنابل الغاز والصوت .
واستعرض البرغوثي بعض الانتهاكات الاسرائيلية من بينها ما تعرضت له الطفلة نرجس نافع وعمرها شهر واحد عندما اصابها الغاز الاسرائيلي وهي داخل منزلها وجرى نقلها للمشفى اضافة الى اشرف ابو رحمة من بلعين الذي كان يشارك في تظاهرة سلمية في نعلين والذي جرى تصوير ما قام به جنود الاحتلال ضده عندما اطلقوا النار عليه من مسافة مترين وهو مكبل ومعصوب العينين بامر مباشر كما اظهرت الاشرطة من ضابط الفرقة وهو برتبة "لفتنات كولونيل" والمعروف بتنكيله بالمواطنين بشكل متكرر, مؤكدا ان الحادثة ليست بحاجة الى تحقيق في ظل وجود شريط فيديو يوثق الواقعة .
كما عرض البرغوثي شريط فيديو آخر يظهر جنود الاحتلال وهم ينكلون بمواطن عمره خمسون عاما صادرت سلطات الاحتلال جميع اراضيه .
واعرب البرغوثي عن شكره للطفله سلام كنعان التي صورت جنود الاحتلال وهم ينكلون بالمواطن, مشيرا الى ان اسرتها باتت تعاني جراء ذلك بعد ان اعتقل الجيش الاسرائيلي والدها جمال كنعان واصدر حكما بسجنه مدة 101 يوما بدون أي سبب الى جانب شقيقها محمد الموجود الذي شارك في المؤتمر الصحفي حيث اطلق عليه جنود الاحتلال رصاصة على ساقه من مسافة قريبة مسببة له نزيفا شديدا وهو داخل منزله مما يؤكد ان الاسرة باتت مستهدفة من الاحتلال بسبب تصوير ابنتها شريط الفيديو.
واشار البرغوثي الى ان الجيش الاسرائيلي يستخدم شتى انواع الاسلحة ضد التظاهرات السلمية من بينها الرصاص الحي الذي يسبب الموت ويتفجر مجرد ملامسته جسما صلبا داخل الجسد وهو امر غير مشروع, مؤكدا ان مطيع عميره هو واحد من المواطنين الذين اصيبوا بهذا النوع من الرصاص في نعلين مما ادى الى تهشم عظام رجله وكذلك المواطن جميل سرور الذي اصيب برصاصة مماثلة في بطنه واستقرت قرب النخاع الشوكي والعمود الفقري حيث لم يتمكن الاطباء من اخراجها نظرا لخطورة الموقف في وقت يرقد فيه المواطن المذكور في مشفى رام الله منذ اربعة اسابيع في حين ان الطفل احمد موسى عشرة اعوام استشهد برصاص قناص اسرائيلي اطلق رصاصة حية من سلاحه الناري على راسه بعد انتهاء تظاهرة في نعلين مما ادى الى تهتك دماغه.
ودعا البرغوثي الى محاكمة الضابط المسؤول وجنود الاحتلال ووزير الجيش ايهود باراك الذي يتحمل المسؤولية الشخصية عن هذه الجرائم امام محاكم جرائم الحرب .
وعرض البرغوثي بعض انواع الرصاص الذي يستخدمه جيش الاحتلال من بينها رصاص معدني وليس كما تدعي اسرائيل بانه رصاص مطاطي مستشهدا بشريط فيديو يظهر ما حدث مع المواطن يوسف احمد عميره 19 عاما الذي اصيب برصاصة من هذا النوع في راسه واظهر كيف استقرت رصاصتان داخل دماغه وهو الان في حالة موت سريري الى جانب اعاقة جنود الاحتلال سيارة الاسعاف رغم علمهم بانها تقل جريحا في حالة خطيرة.
واكد البرغوثي ان جنود الاحتلال وخلال تظاهرات سلمية قتلوا مواطنين اثنين وجرح 3 بالرصاص الحي اضافة الى اصابة 252 بالرصاص المعدني و 120 طفلا اصيبوا في نعلين الى جانب المئات ممن اصيبوا بالغاز و تسعة معتقلين, مطالبا المجتمع الدولي بالتوقف عن هذا الصمت حيال جرائم اسرائيل لان الصمت هو مشاركة في الجريمة داعيا المحافل الدولية بالبدئ باجراءات قانونية وقضائية ضد مرتكبي هذه الجرائم.
ووجه البرغوثي التحية الى نعلين والى المواطنة سلام كنعان التي صورت الشريط والى كل المتضامنين الاجانب الذين يشاركون في هذا النضال الشعبي ويتعرضون للاصابة, مؤكدا ان هذا النضال الجاري في نعلين لن يتوقف وسينتشر في مناطق اخرى حتى يزول الجدار ويحقق الشعب الفلسطيني حريته الكاملة.