السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة النجاح تمنح أحد ناشطي حركة التضامن الدولي درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية

نشر بتاريخ: 05/08/2008 ( آخر تحديث: 05/08/2008 الساعة: 23:00 )
نابلس-سلفيت-معا- منحت جامعة النجاح الوطنية، أحد ناشطي حركة التضامن الدولي في فلسطين قصي أحمد حامد، درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية على أطروحته المعنونة: "دور الولايات المتحدة الأمريكية في إحداث تحول ديمقراطي في فلسطين/ ولاية الرئيس جورج بوش الابن(2001-2006م).

وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور رائد نعيرات رئيسا للجنة المناقشة، والدكتور عبد الستار قاسم ممتحنا داخليا، والدكتور كريتس دوبلر أستاذ زائر في القانون الدولي من الولايات المتحدة الأمريكية ممتحنا خارجيا.

وتعتبر هذه الدراسة ذات أهمية كونها تتناول موضوعا كثر الحديث عن أبعاده ومبرراته وتوقيته، ونتيجة لما حظيه موضوع الإصلاح من اهتمام السياسة الخارجية الأمريكية خاصة بعد أحداث 11 أيلول 2001م.

وعالج الباحث موضوعه من خلال أربعة فصول، ركز أولها على استعراض هيكلية البحث، مفرداً شرحا لأهداف الدراسة ومشكلتها، ومنهجها. وتناول الباحث في الفصل الثاني السياق التاريخي للدراسة، وكيف بدأت القضية الفلسطينية تأخذ حيزا في العقل السياسي الأمريكي. والثالث خصصه للحديث عن التحولات التي طرأت على الأوضاع الدولية بعد أحداث 11 أيلول 2001م، وانعكاساتها على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. ثم انتقل الباحث للخوض في الدور الأمريكي في إصلاح السلطة الفلسطينية، مستعرضا الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والثقافية التي استخدمتها لتحقيق ذلك في خضم تصوراتها لمخرجات عملية الإصلاح، وما يحققه لسياستها في المنطقة. وألقى الضوء على الرؤى والتصورات التي تنتظرها الولايات المتحدة كمخرجات لعملية التحول الديمقراطي، وكيف تلتقي مع سياستها العامة تجاه الشرق الأوسط، والرؤى التي رسمتها لإصلاحه.

واستنتج الباحث أن الولايات المتحدة لجأت إلى إصلاح السلطة وتغيير القيادة السياسية الفلسطينية نتيجة لضعفها عن تقديم مبادرات جدية لحل الصراع، وعدم استعدادها الضغط على إسرائيل لإبداء مرونة أكبر في القضايا الحساسة في عملية التسوية. واللجوء إلى الإصلاح جاء كمحاولة لتغيير المنطلقات والأسس الفلسطينية لعملية التفاوض، وتغيير تصوراتهم التي تعتمد على قرارات الشرعية الدولية، إلى تصورات جديدة تضع الأمر الواقع أساسا لها، ولاسيما فيما يخص قضايا اللاجئين والقدس والمستوطنات. ومحاولة لإحداث تحولات في البيئة الثقافية الفلسطينية تؤدي إلى تحول في البيئة السياسية على أساس الترويج لتصورات جديدة وبديلة لحل القضية الفلسطينية، والتركيز على التعاطي مع متطلبات الحل وإمكانيته بصورة واقعية، تضع في الحسبان المتغيرات التي طرأت على أرض الواقع، وعدم واقعية تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وعودة اللاجئين، وسيطرة الفلسطينيين على القدس، وتفكيك المستوطنات.

أما الفصل الأخير من الدراسة فقد قدم الباحث فيه تحليلا لتوجهات السياسة الأمريكية تجاه السلطة الفلسطينية بعد تحقيقها لجزء من مطالب الإصلاح بإجراء انتخابات متنوعة.

واستند الباحث بدراسته على منهجين علميين: المنهج التاريخي من أجل رصد تطورات العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، وكيف بدأت القضية الفلسطينية تتبلور في العقل السياسي الأمريكي، والمنهج التحليلي للوقوف على دورها في إحداث تحول ديمقراطي في فلسطين، محللاً من خلاله الأهداف والاستراتيجيات التي اتبعتها الولايات المتحدة تجاه النظام السياسي الفلسطيني خلال حقبة الدراسة الزمنية.

وخلصت الدراسة في النهاية إلى عدة استنتاجات كان من أبرزها: توجهات السياسة الأمريكية نحو استثمار التفوق العسكري والاقتصادي والعلمي لإسرائيل كرصيد استراتيجية لها في المنطقة، جعل مواقفها من القضية الفلسطينية تنسجم تماما مع مقتضيات الإبقاء على هذا التفوق، وأنها لجأت إلى إصلاح السلطة وتغيير القيادة السياسية الفلسطينية نتيجة لضعفها عن تقديم مبادرات جدية لحل الصراع، والضغط على إسرائيل لإبداء مرونة أكبر في القضايا الحساسة في عملية التسوية، مع تركيز الولايات المتحدة على الدفع نحو استئناف عملية السلام، وتقوية الاتجاه المعتدل في السلطة الفلسطينية، بما يسمح بالتعجيل بتوقيع اتفاق يقيم دولة فلسطينية مؤقتة، ويؤجل البحث في المسائل النهائية، واستثمار الرؤية الإسرائيلية القائمة على الحل الأحادي، ووضعها في سياق إنجازات خارطة الطريق. وإلى حدوث تراجع كبير في النظرة الفلسطينية إلى شكل الدولة بالمقارنة مع المنطلقات التي أسست لمواثيق منظمة التحرير وحركة حماس.

وفي نهاية المناقشة قررت اللجنة نجاح الطالب بدون تعديل ومنحه درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية. والجدير بالذكر أن هذه الرسالة تعد أول رسالة في برنامج التخطيط والتنمية السياسية تناقش باللغة الإنجليزية، وبحضور ممتحن خارجي من الولايات المتحدة الأمريكية.