افضل وسيلة للدفاع الهجوم... شارون يطلب من عمير بيرتس الطلاق واجراء انتخابات برلمانية بأسرع وقت ممكن
نشر بتاريخ: 17/11/2005 ( آخر تحديث: 17/11/2005 الساعة: 11:16 )
معا- لقد اثبتت الاحزاب الاسرائيلية السياسية انها من ذلك النوع الذي يفضّل ان يضحك على نفس النكتة مرتين، ويعود المجتمع الاسرائيلي للدوران في دائرة حكومة وحدة وطنية ومن ثم الخروج منها دون ان يفكر احد في تربيع الدائرة.
وفي اللقاء الذي عقد صباح اليوم الخميس بين زعيم حزب العمل الجديد عمير بيرتس وبين رئيس وزراء اسرائيل ارائيل شارون جرى الاتفاق على تحديد موعد الانتخابات البرلمانية الجديدة، واذا كان بيرتس- خليفة شمعون بيريس- سيطلب تقديم موعدها الى شهر اذار فقد سارع شارون لطلب تقديمها الى شهر شباط وهو سلوك لا يستغربه احد على شارون الذي وجد في هذه الطريقة لعبة يغيظ بها خصومه ويهرب من خلالها الى الامام من وجه اي تهديد قد يتعرض له.
ويبرر المقربون من شارون هذه الخطوة " المغامرة " بان استطلاعات الرأي لا تزال ترجح فوز شارون على بيرتس في اية انتخابات قادمة، ولكن بيرتس الذي يصفه المحللون السياسيون مثل امنون رابينوفتش بانه " صفحة بيضاء من دون اخطاء" يملك العديد من الاوراق ليلعب بها.
اللقاء بين شارون وبيرتس لم يدم سوى عشرين دقيقة ما يدل على توتر الاجواء وارتفاع حالة التنافس الشخصي والحزبي، وان كان الرجلان يعانيان من مشاكل داخلية في حزبيهما الا ان حزب الليكود يعاني اكثر بسبب وجود متمردين قساة في داخله.
ووصف الاعلامي الاسرائيلي المعروف دان مرجليت حزب الليكود الحاكم في اسرائيل بالمريض الذي قام الاطباء بوصله بجهاز التنفس وفي حال قرر الاطباء فصله عن جهاز التنفس فانه سيموت فورا.
ويعتبر هذا الوصف, من اخطر واحدث الاوصاف التي حظي بها هذا الحزب في السنوات الاخيرة, لا سيما وان الصحافي التلفزيوني دان مرجليت رجل صاحب تجربة وهو في المهنة منذ 30 عاما شاهد خلالها الكثير الى حين تبوئه منصب المحلل السياسي في القناة العاشرة وهو كاتب مقالات سياسية يومية في الصحف العبرية.
وشارون يعتبر ان المتمردين الذين يقودون محاولات اسقاطه ليسوا ليكوديين لانهم عصاة على الحزب في حين يرون هم ان شارون لم يعد ليكوديا لانه تنازل عن حلم اقامة دولة اليهود وخان مباديء "الصهيونية".
ويجمع المراقبون والخبراء بالشؤون الاسرائيلية ان شارون رجل خطير اذا ما شعر بالتهديد وهو من النوع الذي يهرب الى الامام بسرعة وبشكل مفاجيء, وان احتمالية ان يقلب الطاولة على راس خصومه عملا بنظرية شمشون " علي وعلى اعدائي" واردة جدا.
مقربون من شارون همسوا لصحيفة معاريف الاسرائيلية ان لحظة الطلاق بين شارون وحزب الليكود قد اقتربت, وان لحظة اعلان شارون عن استقالته وحل الكنيست الحالي والدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة صارت من الامور الضرورية في السياسة الاسرائيلية.
ويقتنع شارون استنادا لاستطلاعات الرأي بانه يحظى بالزعامة شبه المطلقة في اوساط الجمهور الاسرائيلي وانه سيحصل على اكثر من 70% في اية انتخابات قادمة, مع الليكود او من دون الليكود وهو ما يدفع بوزراء الليكود الى اخذ تهديداته على محمل الجدية.
ولكن استطلاعات الرأي التي اعطت شمعون بيريس 49% مقابل 30% فقط لمنافسه عمير بيرتس, والذي اتهم بيريس بشراء ذمة فيلنائي مقابل وعد بمنحه وزارة الدفاع في اية حكومة قادمة يدخل فيها حزب العمل.ولتثبت انتخابات حزب العمل خطأ هذه الاستطلاعات .
عضو كنيست من الليكود واسمها روحي ابراهام وجهت انتقادا لاذعا للدرزي "المتصهين" ايوب قرا, والذي تحالف مع بنيامين نتنياهو واتهم شارون بالتنازل عن الارض للفلسطينيين العرب ووصفه لشارون " برئيس المافيا".
وقالت روحي ابراهام ان تصريحات ايوب قرا تمثل حالة "زنا" سياسي واضح, فما كان من ايوب الا ان رد عليها بعبارة سوقية أن روحي ابراهام "هي أم الزانيات".
وبهذا المستوى المنخفض من العبارات والتحالفات يشاهد الجمهور بداية نهاية حزب الليكود اليميني المتطرف والذي قفز الى سدة الحكم بعد اندلاع انتفاضة الاقصى.
وفي لقاءات عديدة يبثها التلفزيون الاسرائيلي لا يظهر الاسرائيليون مفاجأة تجاه احتمالية تحطم الليكود لانهم يعتبرونه حزبا فاسدا وغير متجانس, رأسمالي في تفكيره وبروليتاري في قاعدته, يميني في ايدولوجيته وبراغماتي في سياسته, عنيف في مضمونه وليبرالي في نظامه الداخلي, شاروني في رأسه ونتنياهي في وزرائه, نساؤه اعنف من رجاله, واطفاله اوسع افقا من زعمائه, حزب قال عنه شمعون بيريس" رأسمالي خنزيري" وقالت عنه الوزيرة الليكودية ليمور ليفنات انه رهينة بيد المافيا ولا يعتقد المراقبون ان الاسرائيليين سيجهشون بالبكاء اذا تحطم فعلا.