الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العجرمي: قضية الأسرى سياسية ولا يمكن حلها جذريا إلاّ في اطار جدول زمني ضمن اتفاق سياسي

نشر بتاريخ: 07/08/2008 ( آخر تحديث: 08/08/2008 الساعة: 00:06 )
رام الله- معا- رحب وزير الأسرى والمحررين، أشرف العجرمي اليوم الخميس، بتحرر عميد الأسرى العرب الأسير سمير القنطار، وبتحرر أي أسير فلسطيني أو عربي من سجون ومعتقلات الإحتلال، بغض النظر عن الطريقة التي سيتحرر بها أو الجهة التي ستحرره.

وأكد العجرمي على أن صفقة التبادل مع حزب الله يجب أن لا تعني التقليل من شأن ما أنجزته فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من عمليات تبادل عديدة في سنوات سابقة، مشيراً الى أن تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة وفصائل منظمة التحرير حافل بالعديد من عمليات التبادل ، لا سيما تلك التي جرت مع الجبهة الشعبية - القيادة العامة في مايو 1985 والتي اطلق بموجبها سراح 1155 أسير فلسطيني وعربي، والأسير الياباني كوزوموتو ، وفقاً للمعايير الفلسطينية البحتة وسقطت خلالها كافة المعايير الإسرائيلية، بالإضافة لعملية التبادل التي أنجزتها حركة فتح في نوفمبر عام 1983 والتي تحرر بموجبها ( 4700 ) معتقل فلسطيني ولبناني وعربي من معتقل الخيام في الجنوب اللبناني بالإضافة الى ( 65 أسيراً ) من السجون الإسرائيلية المقامة في فلسطين .

واستطرد العجرمي قائلاً : ان منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية تمكنت منذ أوسلو، ومن خلال العملية السلمية من اطلاق سراح قرابة احد عشر ألف أسير فلسطيني وعربي .

وفي ذات الصدد اعتبر وزير الأسرى، قضية الأسرى بأنها قضية سياسية ، لا يمكن علاجها بشكل جذري ، أو طي هذا الملف إلاّ في اطار جدول زمني واضح وملزم ضمن اتفاق سياسي، وما دون ذلك تبقى الأمور في غاية الصعوبة والتعقيد ، حيث ان اسرائيل تواصل اعتقالاتها اليومية دون توقف ، واذا ما أقدمت على اطلاق سراح المئات من الأسرى لسبب ما ، فانها قادرة على العودة لاعتقال أضعافهم خلال فترة وجيزة ، وهذا ما يحصل فعلاً ، الأمر الذي يستوجب البحث الدائم عن حل سياسي يكفل اغلاق هذا الملف بشكل نهائي ، والرئاسة الفلسطينية والقيادة السياسية ملتزمة بعدم التوقيع على أي اتفاق سياسي لا يتضمن حلاً جذرياً لقضية الأسرى ، مؤكداً في الوقت ذاته عدم الإنتظار لحين تحقيق ذلك وانما الرئاسة والحكومة تسعيان بكل جدية من أجل إطلاق سراح بعض الأسرى في أقرب وقت ممكن.

من جانبه أكد مدير دائرة الإحصاء بالوزارة والباحث المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة ، في دراسة سابقة أن تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي شهد منذ العام 1949 ولغاية اليوم ( 36) عملية تبادل ما بين الدول العربية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية من جهة، واسرائيل من جهة ثانية ، حيث بدأتها مصر عربيا في فبراير 1949 والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدأتها فلسطينياً في يوليو 1968 وتلتها حركة فتح عدة مرات ، والجبهة الشعبية -القيادة العامة .

وفي دراسة شاملة له أوضح فروانة أن العملية السلمية تمكنت في الفترة ما بين أوسلو في أيلول/ سبتمبر 1993 وانتفاضة الأقصى في أيلول/ سبتمبر2000 ، من اطلاق سراح (11250 ) اسير فلسطيني وعربي ، وبما نسبته 90 % من مجموع الأسرى آنذاك، ولم تكن الإفراجات مجرد أرقام ، بل شملت أسرى من كافة المناطق وأسرى دوريات عرب ومن ذوي الأحكام العالية والمؤبدات ، ولكن ما يؤخذ عليها أنها أبقت ( 345 ) اسير لغاية اليوم أو كما يطلق عليهم مصطلح " الأسرى القدامى " .

وأعرب فروانة عن أمله في أن تنجح صفقة "شاليط" باطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى ضمن الأولويات الوطنية، معتبراً أن أية صفقة تبادل يمكن أن تستثني الأسرى القدامى تعتبر منقوصة ولا معنى لها وغير مقبولة للشعب الفلسطيني ، داعياً آسري الجندي جلعاد شاليط الى الإستفادة من التجربة العريقة لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في هذا المجال .