من القلب ......إلى بكين بقلم - سبأ جرار

بيت لحم - معا - كان صعباً عليّ أن أخط هذه الرسالة، لكن الحب يعلوا بالمسؤولية فوق الأحزان،ولأن الولاء و التقدير للحبيب الذي غيبه الرحيل في مقتبل رحلة العمر، والذي كان يشاركني دائما همي ومسؤلياتي، يدفعني لأشارك الناس حزني ومشاعري ، كما شاركهم دائما حبه وتسامحه وعطاءه ، لزوجي الذي لن أعوض عنه ، ولفلسطين التي لن اعشق سواها ،أخرج من ألمي للحظات، وأخاطب الصابر على قسوة الفراق نادر المصري، و السمراء الواعدة غدير، و المحبة زكية، و الأمل في المستقبل حمزة ، أنظر من بعيد إلى عيونكم، والمس الترقب في قلوبكم من اقتراب اللحظة الأخيرة ، لأقول لكم: لقد تحملتم وصبرتم وتدربتم لهذه اللحظة، لكني أنا من ضحت بما لن يعود، لقد استثمرت في التحضيرات لتدريبكم ولباسكم ومراسلاتكم الأشهر الاربعةالأخيرة من عمر الغالي الذي شاركني همكم وآلامكم، وضحى كي أنجز المهمة، بل أنه كان الناقد في أي تقصير كنت أقوم به اتجاهكم، لقد حضر معي التدريبات وتنقل بين أريحا ورام الله وبيت لحم ، فقط لأنجز المهمة، ولم يكن يدرك ولم أكن أتوقع أن تكون تفاصيل المراسلات والتحضير للمعسكر والمكالمات التي تجاوزت حدود الأوقات للإعلاميين هي من أخر لحظات العمر الذي تبقى لنا ، تجاوزت فاجعة نهايته المنطق، وألمه لامست الروح .......... اسمح لنفسي أن أكون عميقة بوصف مشاعري لأحملكم مسؤوليتها، وأطالبكم بالوفاء لكل غالي تركتموه ورائكم، وللغالي الذي تركني بذكريات فريدة ،كان لكم النصيب في آخر صفحاتها .

مصابي كبير ومحنتي لا تحتاج سوى لإيمان المؤمن الصابر المحتسب، لكن عزائي وبلسم أحزاني الذي سيدعم بقائي ويخفف عني المرحلة القادمة ،هو وفائكم لما وعدتموني به في مطار الملكة عالية لحظة ودعتكم على أمل اللقاء في بلد الملايين ....

انظر في عين الامل فيكم لتحقيق الانجاز ، وأقول دموعي تنتظركم ورجاء فلسطين المجروحة بواقعه لن يقبل بغير علم يخفق حيث يستحق، ويعانق أحباء زهدوا بالحياة ليصنعوا الشمس ، إلى نادر... التحدي يبدأ فينا وتغيير الواقع يبدأ من التصميم والوفاء لعيون بناتك ووعد ألزمت به نفسك أمامي في عمان وعززته يوم اتصالك تعزيني بالغالي يلزمك أن تحطم الرقم ، سأشعل شمعة ليلة إيقاظ الشعلة في بكين وانتظر أن تتحول لشمس واحدة تنير غزة وبيت لحم وأريحا وتكتب اسم فلسطين فوق الألم والحزن ................... نحن بانتظار انجازكم .