هأرتس: الجزيرة اعتذرت عن تغطيتها لاطلاق سراح القنطار- الجزيرة تنفي الإعتذار وترفض الرّد رسميًّا
نشر بتاريخ: 08/08/2008 ( آخر تحديث: 08/08/2008 الساعة: 12:41 )
بيت لحم - معا - وكالات - إعتذار الجزيرة القطريَّة لإسرائيل وإقرارها في بيان نقلته صحيفة هآرتس ووجهه المدير العام للقناة وضّاح خنفر إلى مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل - بأنَّ تغطيتها لإحتفال إطلاق الأسير سمير القنطار كان "انتهاكًا خطرًا" تجاوز وضّاح خنفر المتّهم بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين والتي لا تزال تسيطر على تلفزيون الجزيرة، على الرغم من جهود قطريَّة حثيثة لتقليص نفوذهم الطاغي والذي أصبح يشّكل خطرًا استراتيجيًّا على قطر ذاتها.
وأشارت مصادر لـ "إيلاف" إلى أنَّ الجزيرة شكّلت تحالفًا مع حزب الله اللبناني والمدعوم إيرانيًّا على حساب ما يعتبره القطريون خارج حساباتهم، الأمر الذي تدعّم باحتجاج إسرائيليّ هدّد بقطع العلاقات مع قطر مما يؤدّي إلى تخريب دورها النوعيّ في السياسة الإقليميَّة.
وتعتقد الخزانة القطريَّة لـ إيلاف أنَّ تصرّف إدارة الجزيرة أفسد أعوامًا من جهود السياسة القطريَّة وفق معلومات تسرّبت لها من أوساط رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. والمثير أنَّ هذا الأمر تشاركه فيه أوساط الشيخة موزة زوجة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والحريصة على حياديَّة المحطّة ودورها.
وكان أيمن جاد الله نائب رئيس تحرير قناة الجزيرة قال لصحيفة الأخبار اللبنانيَّة والمقرّبة من إيران أنّ الخبر الذي نشرته هآرتس حول اعتذار الجزيرة "عارٍ من الصحة ولا أساس له مطلقاً"، نافياً أن يكون المدير العام ـ الموجود حاليًا خارج البلد ـ قد اعتذر بأي طريقة من الطرق أو بعث رسالة إلى إسرائيل. وعن كيفيَّة الرد، أشار جاد الله للصحيفة اللبنانيَّة المذكورة إلى أنّهم لا ينوون إصدار بيان أو تكذيب "لأن القناة تعوّدت على الأكاذيب التي تحاول إسرائيل بثّها منذ فترة، والتي من شأنها أن تزعزع صورة الفضائية". وأضاف: "الإسرائيليون غير راضين عن أداء المحطة، وخصوصًا بعد عدوان تموز".
وكانت هآرتس الإسرائيليَّة استندت امس الخميس إلى البيان الصادر عن خنفر والذي قالت إنّها استلمت نسخة عنه. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية أنَّ خنفر أشار في بيانه إلى عناصر كثيرة في البرنامج الذي بثته القناة يوم 19 يوليو (تموز) تكريمًا لسمير قنطار انتهكت القواعد الأخلاقية للقناة. وجاء في البيان: "اجتمعت هيئة التحرير لقناة الجزيرة اليوم لمناقشة برنامج (حوار مفتوح) الذي بثته الجزيرة العربية في 19 يوليو. وتوصلت إلى أن العديد من العناصر في البرنامج انتهكت ميثاق اخلاقيات الجزيرة. القناة تعتبر هذه الانتهاكات خطيرة جدًا، وسوف تقيم الاجراءات الواجب اتخاذها. كما طلبت من مدير البرامج في القناة ان يستحدث الاجراءات اللازمة، التي تضمن عدم تكرار انتهاكات مماثلة في المستقبل".
وهددت السلطات الإسرائيلية قناة "الجزيرة" بمقاطعتها إن لم تقدم إعتذارا عن تغطيتها لإطلاق القنطار بطريقة "خدشت فيه المشاعر الإسرائيلية التي تعتبر القنطار مجرما لإدانته بقتل أربعة إسرائيليين بينهم طفلان", كما وصف مدير مكتب القناة ببيروت غسان بن جدو القنطار بعبارة "البطل العربي".
وفي الرسالة التي وجهها المدير العام للقناة ونشرتها صحيفة "هآرتس" العبرية, أقرّ وضاح خنفر أن البرنامج الذي أعده وقدمه بن جدو، مساء السبت في 19 يوليو/ تموز شكل خرقا للقواعد المهنية التي تعتمدها المحطة، وهو ينظر الى هذه التجاوزات على أنها في غاية الخطورة، وقد أعطى تعليماته الى مدراء البرامج في المحطة لاتخاذ إجراءات تحول دون تكرار ما حصل.
هآرتس:
لقناة الجزيرة مكتب في القدس وآخر في رام الله في الضفة الغربيَّة. ولطالما اتهمت جهات رسميَّة إسرائيلية القناة القطريَّة بالتحيّز لصالح الفلسطينيين، وهي تهمة تنفيها الجزيرة بحسب.
ونقلت هآرتس عن مدير مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل داني سيمان أنّه احتج لدى الجزيرة، وأبلغها غضب اسرائيل من القناة بسبب البرنامج المذكور. وقال سيمان إن الحكومة الإسرائيلية لن تقدم إلا الحد الأدنى من التسهيلات والخدمات من اليوم فصاعدًا للجزيرة بسبب هذه التغطية، إلا إذا تلقت "ردًا منطقيّاً" حول هذه التغطية. وحرص سيمان على إطلاع الإعلام الإسرائيلي على تفاصيل متابعة القضية، طالب القناة الإخباريَّة القطريَّة بالاعتذار وإلا المقاطعة.
وقال سيمان "لا اعتقد أنَّه من الملائم لإسرائيل والمكتب الإعلامي الحكومي تمديد الخدمات التي يقدّمها للجزيرة". وأضاف "البرنامج لم يقتصر على تجاوز الحدود المهنيَّة، إنما تجاوز أيضا الحدود الأخلاقيَّة". وأوضح "لن يتم إبطال بطاقات عمل طاقم الجزيرة"، ولكن القناة لن تحصل إلا على الحد الأدنى من الخدمات، مشيرًا إلى أنَّه من دون مساعدة مكتبه، تستغرق معاملات حصول طاقم عمل الجزيرة في إسرائيل على أشهر بدل الأيّام لاستصدار تأشيرات دخول وإجازات عمل.
ورحب سيمان أمس بقرار الجزيرة اجراء مراجعة داخلية، لكنه قال ان مكتبه سينتظر النتيجة، قبل ان يقرر ما اذا كان سيغير سياسة عدم تقديم تسهيلات. وقال سيمان "هذه قضية جوهرية بشأن موقف الجزيرة. هل هي تقف مع المتطرفين، أم أنها مؤسسة إعلامية محترفة؟". واضاف "نحن لا نتطلع لاعتذار، لكن لتحقيق جدي يلفت اليه انتباهنا بطريقة مهنية". وأعلن ان المسألة مع الجزيرة لم تنته بهذه الرسالة، ورغم انه يقدر عاليا أن تقوم الجزيرة بمراجعة نفسها، واعتبار ما حدث تصرفا غير مهني، إلا أنه ولكي يقتنع بأنها تدرك فعلاً خطأها، فإنه يريد أن يرى بنفسه التقرير الداخلي، الذي أعد في القناة لتقييم هذا البرنامج، كما أنه يريد أن يعرف ما إذا كانت هناك نيات جدية فعلا لمنع تكرار مثل هذا التصرف. وأضاف سيمان انه حتى ذلك الوقت سيبقى القرار الإسرائيلي كما هو، في عدم تقديم الخدمات من مكتب الصحافي الحكومي الإسرائيلي للقناة القطريَّة وطواقمها في إسرائيل. واشار إلى أن البيان الصادر عن الجزيرة أرسل إلى مكتبه من مكتب القناة في إسرائيل، كما عمم على وسائل إعلام إسرائيلية.
وكان مركز الأبحاث الإعلاميَّة في الشرق الأوسط MEMRI ترجم إلى اللغة الانكليزيَّة مقطعًا من الحلقة التي بثّتها الجزيرة احتفالاً بعيد ميلاد القنطار، وتضمّنت ما اعتبرته بعض الجهات الإسرائيليَّة تجاوزًا للحدود المهنيّة والأخلاقيّة.
المقطع الذي أثار هذا الجدل، تضمّن حوارًا بين الإعلاميّ في قناة الجزيرة غسان بن جدو والقنطار قبل قطع قالب الحلوى. ويشرح بن جدو للقنطار تفاصيل الصورة المطبوعة على قالب الحلوى، فيقول "طبعا لا أعرف إذا الكاميرا توضح هالمسألة أم لا، هنا توني الكاميرا عم توضح المسألة أم لا توني؟ نحن فقط أخ سمير حابين نوضح لك عملنا صورة، هذا منذ اعتقالك، هذا في السجن وهذا ببزتك العسكرية، وهذا بخروجك من السجن. بسام تفضل، سيف العرب سمير، كل عام وأنت بخير".
ويعلّق القنطار قائلا "هي أبو غسان موجود وأحمد سعادات وهي مدير السجن تبعنا ساعة ما كانوا.. هي هون عم بيكلبشونا".. ويضيف بن جدو "هي بخروجكم مع الحاج وفيق صفا".. فيجيبه القنطار "نعم هذه مع الحاج وفيق صفا.. هذه أجمل الصور مع السيد حسن نصر الله، هذه أجمل الصور على الإطلاق، لن يكون أجمل من هذه الصورة، عندما نكون مع سماحة الأمين العام هي أجمل صورة إلتقطوها لي في حياتي".