الجهاد الإسلامي يحذر من القيام بحوار ثنائي بين فتح وحماس
نشر بتاريخ: 09/08/2008 ( آخر تحديث: 09/08/2008 الساعة: 17:17 )
غزة - معا - حذر الدكتور أنور أبو طه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي من القيام بحوار ثنائي فلسطيني تفرض نتائجه على الآخرين كما حصل في اتفاق مكة، أو حواراً لحل مشكلة راهنة دون نقاش للقضايا الأوسع والأخطر.
وشدد أبو طه في مقابلة مع صحيفة الاستقلال الأسبوعية المحسوبة لحركة الجهاد على أن الحوار الفلسطيني هو الحل الأمثل للخروج من المأزق الراهن الذي تعيشه الساحة الفلسطينية ، مبيناً أن هذا الحوار لا يمارس لذاته بل لا بد أن ينطلق من الحرص على المصلحة الفلسطينية العليا المتمثلة بالأرض والهوية والثوابت، وأن تتحدد برامجه وأهدافه لبناء إجماع فلسطيني يحفظ قوة المجتمع تجاه ممارسات الاحتلال، ولا ينطلق فقط لأجل أجنده حزبيه لتقاسم وظيفي على هذا المستوى أو ذاك.
وطالب القيادي أبو طه بأن يكون هناك حواراً شاملاً سواء لجهة القوى المشاركة فيه أو موضوعاته المطروحة "حواراً يطال بناء المؤسسات السياسية الفلسطينية، وصياغة الميثاق الموحد الذي يعبر عن تطلعات وآمال شعبنا في التحرر والاستقلال، إضافة للاتفاق على برنامج العمل المقاوم وعلى كافة الصعد، بما لا يؤدى إلى الانفجار الداخلي، أو استمرار وعودة الحالة الراهنة".
وبينّ القيادي أبو طه أنه إذا ما تم النظر إلي ما جرى في قطاع غزة بعين الإستراتيجيات بعيداً عن النزاعات الحزبية والفصائلية فإن صراعاً بلغ ذروته بين خيارين هما خيار المقاومة وخيار الاستسلام، مضيفاً " لكن للأسف أن مظاهر هذا الصراع تأخذ طابعاً يسيء إلى بعض قوى المقاومة حين يظهر كصراع على السلطة، أو حين يتم الخلط بين السياسي والعائلي".
وأكد القيادي أبو طه بأن الدور العربي مهما في رعاية حوار فلسطيني داخلي في ظل الاستعصاء الحاصل لجمع حركتي (حماس وفتح )واستمرار حالة الاحتراب بينهما، لكننا لا نعتقد أن تدخلاً عربياً مباشراً سيفيد أو سينهي هذا الانقسام لأن المفيد هو أن يصل الطرف الفلسطيني نفسه إلى تفاهمات تؤسس لشراكة وطنية داخلية ،مبدياً خشيته من أن يكون التدخل العربي في حل الأزمة الفلسطينية على حساب قوى المقاومة وبرنامجها في ظل ارتهان النظام العربي الرسمي للإرادة الأمريكية.
وأكد القيادي أبو طه أن حركة الجهاد الإسلامي قامت بمحاولات عديدة للتخفيف من حدة الصراع بين فتح وحماس، وحل بعض القضايا الميدانية، ونقل وجهتي النظر لبعضهما، إلا أن الأحداث الميدانية المتسارعة من ممارسات في الضفة الغربية وقطاع غزة كانت تجدد العوائق دائماً وآخرها ما جرى في قطاع غزة.
وأوضح القيادي أبو طه بأن هناك بعض الاحتكاكات والإشكاليات التي تحدث هنا أو هناك بين عناصر من حركة الجهاد وحركة حماس، بسبب تعقيدات الواقع داخل قطاع غزة ، وهذا أمر مفهوم ولكن الأهم أن تبادر قيادة الطرفين إلى استيعاب ما يجري أولاً بأول وأن لا تتحول هذه التجاوزات إلى نهج، وإلا فإنها ستضر بالعلاقات الداخلية التي نحرص أشد الحرص أن تكون وتبقى قوية متينة خدمة لبرنامج المقاومة والجهاد".