واقع الحال لم يتغير: البنطلونات الضيقة والشعر المكشوف وبعض البنات يدخن الشيشة في ظل حكم حماس
نشر بتاريخ: 10/08/2008 ( آخر تحديث: 10/08/2008 الساعة: 11:29 )
غزة- تقرير معا- لا يستغرب النادل "محمود" الذي يعمل في أشهر فنادق غزة أن تطلب فتاه أرجيلة بمعسل التفاح أو شيشة بحريني أو منفضة للسجائر, فلم يطرأ أي تغيير على هذا الحال الدارج في أماكن مغلقة وفنادق بأغلبها تطل على أبهى المناظر الطبيعية في مدينة غزة.
الأمر قد يكون مستغرباً في محافظة غير غزة كخانيونس مثلا أو رفح جنوباً، هناك لا أماكن عامة كالمطاعم والفنادق التي قد تدخلها الفتيات بلا حجاب وبأزياء غربية، فهي في غزة على أقل تقدير " محمية وتشعر بالأمان وبعيدة عن عيون المنتقدين".
وفي شوارع غزة وتحت حكم حركة حماس "الحركة الإسلامية" لا يلمس تدخل لها في ارتداء الفتيات للبنطلون الضيق والشورت الطويل كما كان متوقعاً، فقد يلمس البعض العكس وهو زيادة في عدد هذه الفتيات وقد بات الموضوع فقط يصب في "منشأ الفتاة وطبيعة الأهل فيما إذا كانوا يعارضون أو يسمحون بهذه الأزياء".
"معا", استطلعت آراء الفتيات من مرتديات الأزياء الغربية بغزة تقول إحداهن: "الموضوع بالنهاية تحدي لمن يحكمون غزة، اعرف فتيات كثيرات يصرين هذه الأيام على خلع الحجاب وارتداء الملابس القصيرة والجينز الضيق في تحد كبير لشرطة حماس, فماذا وجدن؟.
تقول: "وجدنا العكس فليس هناك اي تدخل بالمطلق من قبل شرطة حماس بالفتيات غير المحجبات كثيرا ما تتقاطع نظراتنا مع أفراد الشرطة وقوات التنفيذية فلا ينبسون بحرف".
وعن رأيها بهذا التصرف قالت: "قلة وعي عندما تقول الفتاة انها ترتدي البنطلون وتكشف شعرها لشعورها بالأمن والأمان هذه الأيام، فما يجري هو ان حماس تريد أن تكسب الطرف العلماني في الوقت الحالي لصالحها ولا تريد ان تصور انها كالنظام الإيراني ولكن قريباً ونهاية هذا العام أتوقع ان تنشر حماس قوات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالشوارع مثل ايران وأن تتحول غزة إلى جامعة إسلامية كبيرة".
إحدى السيدات اللواتي يرتدين البنطال وفوقه قميص طويل تستغرب من بنطال الجينز الضيق الذي ترتديه الفتيات في غزة وتقول: "يبدو انهن يستعن بالكرتة لإدخال جسدهن في هذا البنطال".
فتاة اخرى غير محجبة تعمل في إحدى المؤسسات الاهلية فتقول: "لم أشعر بأي تغير بعد الحسم العسكري ولكن بعد إغلاق عدد كبير من المؤسسات الأهلية في القطاع شعرت بتغير كبير فعندما أسير بالشارع اسمع من حولي احاديث مثل "يا رب ترجع الخلافة الاسلامية تخلصنا من هالاشكال وغيره".
وتتوقع الفتاة ك. ع أن تكون حماس بصدد خطة حسم اجتماعي لتغير من الطابع الاجتماعي في قطاع غزة بعد ان حصل "حسمان حسم عسكري وحسم مدني" كما تقول وتضيف:" لن اغير من شكلي أما إذا صدر مرسوم ينص على تحويل غزة إلى إمارة إسلامية سأرتدي الحجاب أما الآن فالدولة دستورياً علمانية".
أما فتاة محجبة وتعمل في إحدى مؤسسات العمل الأهلي فتقول: "لا يتعلق الأمر بالزي فقط فهناك الكثير من غير المحجبات على خلق وهناك محجبات يتسترن بحجابهن".
إحدى الفتيات المحجبات والتي تراسل موقع اسلامي خاص بالنساء ولدى سؤالها عن رأيها بما يجري بغزة قالت: "الله يلطف فينا" مضيفة:" والي بيقهر اكثر الي بلبسوا حجاب والعباية السورية والحجاب متل حزام الرقص عدا عن العطر والمكياج على آخر موضة وبالنهاية محجبة".
أما احدى الصحافيات والتي تعمل لموقع اسلامي ذو شهرة عالمية فتقول: "هذا جيد لحماس حتى لا يتحدث كثيرون عن طالبانية حماس، وكما ان هناك غير محجبات فالنسبة الأعم والأغلب هن مرتديات الحجاب والملتزمات دينيا".
الطبيب النفسي والمتخصص بعلم النفس د. خالد دحلان اكد على ان حكومة حماس لم تتدخل في ما أسماه "الحريات الشخصية" كالزي وذلك لاقتناعها بانها "حكومة فتية وراشدة ومن يديرها أناس عقلاء وانها كحكومة مرآة للحضارة".
الشيخ والداعية د. عبد الرحمن الجمل هو نائب بالمجلس التشريعي عن كتلة حماس يقول أنه لا يجب على الفتيات المرتديات للزي الغربي الخوف من حركة حماس بل عليهن الخوف من توجهات إسلامية اخرى لا تقبل فكر حماس حتى.
وأضاف "اما القوة الإلزامية فنحن نملكها وهي سهلة للغاية ويمكن بقرار واحد إلزام المجتمع بالزي الشرعي ولكن حماس لديها توجه وسياسة مخالفة وهي أخذ الناس بالتدريج نحو الاسلام والدين والزي الشرعي اما القوة فهي ليست فلسفتها وليست نهجها وليطمئن الجميع فلن يأتي يوم تعامل حماس به مجتمعها بالقوة والقسوة فمن يتحدث عن ذلك لا يعرف حماس فهي لا تخاف من احد وليس لدينا اسلوباً عنفياً للتغيير".
وأشاد الداعية الجمل بأجواء قطاع غزة قائلا انه طاف العديد من بلاد الإسلام فوجد القطاع "أكثرها التزاماً بالشرع الحنيف وأنه اكثر المجتمعات محافظة".
وختم قائلا: "نحن نأخذ الناس دون غرة ودون قوة ولا بد أن نفتح قلوب الناس دون إلزامهم بذلك".