السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دورينا بقلم ** صادق الخضور

نشر بتاريخ: 10/08/2008 ( آخر تحديث: 10/08/2008 الساعة: 20:39 )
بيت لحم - معا - التحضيرات المتواصلة لإطلاق عجلة الدوري تجعل الآمال المعلقة عليه كبيرا لإحداث نقلة نوعية في الواقع الكروي الفلسطيني الذي يحتاج إلى وقت لنضوج الرؤى الطموحة التي يطرحها الاتحاد، لكن هناك ملاحظة تستحق التنبيه إليها بالتزامن مع خروج المنتخب الوطني لكرة القدم ، وهي أن التغيير طال الاتحاد والجهاز الفني ولم يلامس اللاعبين -بصورة عامة - مما ترتب بقاء النتائج دون المأمول ، ولعل المباراتين الأخيرتين للمنتخب خير دليل على ذلك ، وبقاء صائب جندية بات أمرا يجب أن يخضع للنقاش ، ولا حجة لمن قال إن اللعب كتلة من الأخلاق ، فنحن هنا لسنا بصدد توزيع جوائز الأخلاق الحميدة أو اللعب المثالي ، وكان يجدر باللاعب الاعتذار عن الالتحاق بالمنتخب بدلا من الظهور بمستوى لا يليق بما قدمه له عبر السنوات الماضية.
وعودة إلى الدوري وما يوفره من فرص ، لنجد أن الدوري فرصة للنهوض على المستويات كافة ، وهو فرصة للوقوف على مستوى اللاعبين ومهاراتهم الفردية ، وهو فرصة لتقييم أداء الحكام ، وهنا أجدد الدعوة لضرورة الاستعانة بحكام من فلسطيني الداخل للمباريات الحساسة وخصوصا في المراحل الأخيرة من الدوري
كما أن الدوري فرصة مواتية للوقوف مليا عند مستوى المدربين ونزوعهم لخطط تكتيكية تنم عن جوانب مهارية ونظرية متكاملة ، وفي الوقت الذي سيكون فيه الدوري فرصة لاستكشاف المواهب على مستوى اللاعبين سيكون فرصة أيضا لاكتشاف المواهب التدريبية ، وحذار من التسرع في تغيير الطواقم التدريبية كردة فعل على أية نتائج سلبية تحققها الفرق ، وليكن ثبات الكوادر التدريبية ومنحها الفرصة لإثبات ذاتها هو الذي يحكم تعامل الإدارات مع مدربيها ، كما أن الاتحاد مطالب بإيجاد طريقة تمكن المدرب عزت حمزة من مواكبة مباريات لدوري من حين لآخر لضمان خضوع اختيار اللاعبين للموضوعية والانطلاق من حقائق ووقائع .
ولا تقتصر الفرص التي يوفرها الدوري على ما سبق بل تتعداها لتصل استثمار الدوري للحكم على مدى نجاح إدارات الأندية في العمل والإنجاز ، وهي باتت على المحك ولا مجال للمراوحة في المكان ،واستمرار الدوري هو الكفيل بالحكم على مدى طول نفس الإدارات في الأندية ، وقدرتها على العمل بروح الفريق ، والتكامل ، وغيرها من الشعارات التي بات الدوري يستوجب أن تكون منهجية عمل.
ومن الفرص التي يوفرها الدوري الارتقاء بمستوى الجماهير ، فالجماهير هي التي يمكن أن تكون ضمانة النجاح ، وهي التي يمكن أن تكون القشة التي تقصم ظهر البعير ، والدوري يوفر فرصة جيدة لتفعيل دور اللعب رقم 12 " الجمهور " في شد أزر الأندية واللاعبين ونحن مع إيجاد حوافز للجمهور المثالي .
وهناك نقطة هامة جدا ونأمل الاهتمام بها بما أن المباريات ستقام على ملاعب محايدة ، وهي الاهتمام بالجمهور الثالث ، أي الذي لا يشجع أي من الفريقين المتنافسين بل يتبع الفريق صاحب الملعب وبحيث يستغل وجود أحد الفريقين لتصفية حسابات وافتعال مشاكل ، وقد عايشت كيف أن نفرا من جمهور البيرة تهجم أكثر من مرة على جمهور هلال أريحا خلال مباراة قبل نهائي الدرع مع قلقيلية بحضور عزام إسماعيل عضو الاتحاد ، بذريعة تصفية حسابات سابقة تراكمت أثناء لعب البيرة على ملعب أريحا ، ثم جاءت العقوبات سيفا مسلطا على قلقيلية ، وأغفل تقرير مراقب المباراة الأحداث الأخرى التي كانت سببا في إشعال الموقف، وبناء عليه، فإن مراقبي المباريات بحاجة إلى ورش عمل مشتركة لتوحيد الرؤيا والفهم حتى لا يغني كل على ليلاه.
وهكذا نلاحظ مدى الآمال المعلقة على الدوري ، والحديث يطول عنها ، وسنكون مستقبلا مع وقفات ترتبط بالآفاق الإعلامية والإدارية والتسويقية ، وكلنا أمل أن ينجح الدوري، وقبل طي الصفحة ومن باب التذكير ، فإن الاتحاد مطالب بالاجتماع مع البلديات التي تتبع لها الملاعب التي ستحتضن المباريات دون الاكتفاء باجتماع مع بلدية دون غيرها ، ونأمل أن تجد الفكرة آذانا صاغية ، وخاطئ من ظن أن الدوري ينجح بقرار أو كبسة زر ، فالدوري هو الجهد الوحيد الذي لن يكتب له النجاح إلا إذا كان محصلة جهود.