وزير العمل يضع حجر الاساس لمركز تدريب مهني في بلدة بيت عور التحتا برام الله
نشر بتاريخ: 12/08/2008 ( آخر تحديث: 12/08/2008 الساعة: 22:21 )
رام الله - معا - افتتح وزير العمل د. سمير عبد الله مركز محمود احمد عثمان للتدريب المهني في بلدة بيت عور التحتا، قضاء مدينة رام الله، اليوم الثلاثاء.
جاء ذلك بحضور د.سعيد أبو علي، محافظ رام الله والبيرة و د.محمد اشتية، رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار".
ومن الجدير ذكره ان بكدار ستنفذ المشروع بالتعاون مع وزارة العمل، بقيمة حوالي 535 ألف دولار، منها مبلغ 480 ألف دولار مقدمة من المتبرعان عمر وخضر أبناء المرحوم محمود أحمد عثمان، والباقي مقدم من بكدار.
وتحدث د. سمير عبد الله، وزير العمل معبرا عن حزنه الشديد على وفاة الشاعر الكبير محمود درويش، الذي ساهم من خلال شعره في حركة التحرير، في حين أن أعماله الأدبية تعتبر مركزا ثقافيا لكل المناضلين من أجل الحرية.
كما تقدم عبد الله بالشكر الجزيل لآل عثمان على التبرع السخي لإنشاء مركز التدريب، موضحا أن هذا التبرع هو مثال لحب الوطن ولأرض الآباء والأجداد، ومساهمة من عائلة كريمة لأهالي بلدها، ومثال ما يقدمه أهل الخير في الوطن والمهجر.
وأضاف عبد الله أن هذا المركز يعتبر جزء من معركة الصمود لدعم أبناء الوطن ضد الاستيطان، موضحا أن المركز سيكون بمثابة منارة للعلم والمعرفة والمهارات التي ستمكن أبناء البلد من الدخول إلى سوق العمل.
كما تقدم عبد الله بالشكر الجزيل لبكدار ممثلة برئيسها د. محمد اشتية وكافة موظفيها لموافقتهم على إدارة المشروع، وكذلك شكر وزارة الأوقاف لتبرعها السخي بتقديم الأرض التي سيقام عليها المشروع، والمجلس المحلي لبيت عور التحتا، وخصوصا آل عثمان، وتعهد عبد الله بتحويل المركز إلى نموذج للعطاء.
وفي بداية حديثه عبر د. اشتية عن حزنه وأسفه الشديد لوفاة شاعر الأمة والوطن الكبير محمود درويش، كما عبر عن سعادته في نفس الوقت لوضع آلية جديدة لدعم أبناء قرى خط المواجهة المتمثلة في بيت عور التحتا، بيت عور الفوقا وصفا، موضحا أن المقصود بالمواجهة هنا ليس مواجهة جدار العزل فقط، وإنما مواجهة الاحتلال الذي يمتد من رفح وحتى بلدة زبوبة في جنين، مرورا بغور الأردن، القدس والخليل.
وأوضح اشتية إلى انه لا يوجد هناك تغيير في المسار السياسي، حيث أن الرئيس أبو مازن يجاهد يوميا من اجل إزالة الاحتلال والكابوس الجاثم على أراضينا منذ حوالي 42 عاما.
وبين اشتية انه لا يخفى على احد أن فلسطين تعيش أزمة اقتصادية، بسبب ارتفاع نسبة الفقر والبطالة، على الرغم من أننا لسنا شعبا كسولا، وليست أرضنا عاقرا، ولكن الاختلال يعمل على إفقار الشعب الفلسطيني من خلال الممارسات اليومية المتمثلة بالحصار والاغلاقات، حيث يوجد هناك حوالي 614 حاجزا عسكريا في الأراضي الفلسطينية، تعمل على إعاقة جميع النشاطات الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي، ويعمل كل ذلك على تدمير الاقتصاد الوطني.
وأوضح اشتية أن التبرع السخي المقدم من آل عثمان اليوم هو تتويج للتبرع الدائم الذي يقدمه الشعب الفلسطيني على مدار 15 عاما، حيث انه ومنذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، فقد عمل المجتمع المحلي على تقديم حوالي 200 مليون دولار، موضحا أننا بدأنا نلمس أيضا مساهمة المغتربين من أبناء الشعب الفلسطيني في المهجر.
وضرب اشتية عدة أمثلة على تلك التبرعات السخية، منها قيام د. سالم أبو الخيزران بالتبرع لبنا مدرسة في مدينة طوباس، كما قام متبرع آخر بالتبرع لبناء حدائق عامة في مدينة طولكرم، وجاء تبرع آل عثمان ليكون تتويجا لتلك التبرعات الخيرية.
ونوه اشتية إلى أن هذا المشروع سوف يعمل على جسر الهوة الموجودة بين التعليم الجامعي وسوق العمل والسوق الاقتصادي، حيث سيعمل على تهيئة أبناء البلد وتزويدهم بالكفاءات المهارات لدخول سوق العمل ويشجعهم على العمل داخل الوطن وعدم التفكير بالهجرة للخارج.
وعبر اشتية عن سعادته وسعادة كادر بكدار عن المباشرة في تنفيذ هذا المشروع، واستعداد بكدار لتقديم أي مبلغ لإكمال المشروع، مبديا روح التعاون مع وزارة العمل، ومجلس محلي بيت عور التحتا، واعدا الحضور بانجاز المشروع خلال ثمانية أشهر من تأريخ المباشرة.
وفي نهاية حديثه وجه اشتية دعوة للمغتربين الفلسطينيين مطالبا إياهم أن لا يكتفوا بتقديم الدعم المالي فقط، بل عليهم الحضور إلى فلسطين والعمل على إنشاء مشاريع استثمارية، تعمل على خلق فرص العمل وبالتالي تعمل على تحريك عجلة الاقتصاد.
بدوره نقل د. سعيد أبو علي، محافظ رام الله والبيرة تحيات الرئيس أبو مازن وتهانيه لأهالي بيت عور التحتا على هذا الحدث الكبير، معبرا عن سعادته شخصيا بالمشاركة بوضع حجر الأساس لهذا المركز.
وأوضح أبو علي أن وضع حجر الأساس لهذا المركز يأتي بمثابة الرد من بلدة بيت عور "بيت النور" على ممارسات الاحتلال المتمثلة في الاغلاقات والحصار والجدار وغيرها، مبينا أن رأسمالنا الأساسي الذي نعتز به هو الإنسان الفلسطيني، في حين أن السلاح الأمضى هو سلاح العلم والمعرفة عند امتلاكه بوعي وإرادة.
وأضاف أن سلاح التعليم الذي امتاز به الفلسطيني، سيبقى السلاح الذي حفظ لنا بقاءنا في الماضي، وسينير لنا طريق المستقبل، إلا أننا بحاجة إلى زيادته كما ونوعا، وبين أننا بحاجة لهذه النوعية من التعليم التي تعمل على سد كثير من الفراغات وتلبي احتياجاتنا ليس فقط على صعيد بقعة معينة، وإنما على صعيد الوطن ككل، حيث أن ثلث السكان في فلسطين هم من فئة الشباب، وهم بحاجة إلى نوعية هذا التدريب.
وبين أبو علي انه رغم جهود الحكومة، فان نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية ما زالت مرتفعة بشكل غير معقول وهي في ارتفاع دائم، حيث أننا بحاجة إلى حوالي 100.000 فرصة عمل سنويا، أي انه بعد عشر سنوات من الآن سنكون بحاجة إلى حوالي مليون وظيفة.