الهندي: الدعوة للحوار في ظل تنامي الإنقسام بلا فائدة وستضيف مزيداً من الاتفاقات غير الواقعية
نشر بتاريخ: 14/08/2008 ( آخر تحديث: 14/08/2008 الساعة: 14:10 )
غزة- معا- أكد الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "بان الساحة الفلسطينية تشهد في هذه الآونة العديد من التحديات والمخاطر التي قد تعصف بكل ما هو فلسطيني خاصة في ظل تنامي حالة الانقسام بين حركتي حماس وفتح، بالرغم من الدعاوى المتكررة من مختلف الأطراف لاستئناف الحوار الداخلي للخروج من الأزمة الراهنة".
وشدد الهندي على ضرورة توفير الأجواء الايجابية المناسبة لانطلاق عجلة الحوار الفلسطيني الداخلي, مؤكدا أنه لا قيمة لأي حوار فلسطيني ما لم يجري في مناخات إيجابية، وأن تلك المناخات لا يمكن لها أن تتوفر في ظل حالة السجال السياسي الراهن بين حركتي فتح وحماس، والملاحقات والاعتقالات السياسية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة الاستقلال الأسبوعية في غزة "أن الدعوة لانطلاق جولات الحوار الداخلي في ظل تلك الأجواء ستكون بلا فائدة وستضيف مزيداً من الاتفاقات غير الواقعية وغير العملية، لذلك فلا بد وقبل الشروع في أي حوار، من الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين لدى الطرفين، وتحريم الاعتقال السياسي، وتهيئة ظروف مناسبة يذهب الجميع في ضوئها إلى حوار عميق وجاد لتجاوز هذا الخلاف وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.
وأوضح القيادي في الجهاد, أن حركته تعمل منذ فترة على إجراء حوارات مع المعنيين في كل من رام الله وغزة بهدف التوصل إلى حل وإنهاء ملف الاعتقال السياسي، مشيرا إلى انه ونتيجة لتلك الجهود تم الإفراج عن العديد من المعتقلين، مطالباً بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في أقرب فرصة ممكنة في كل من غزة والضفة.
وتابع القول بأن الوضع الفلسطيني الراهن يخدم إسرائيل, كونها المعنية بالدرجة الأولى بهذا الانقسام الحاصل بين الضفة وغزة، ففي ظل هذا الوضع، تستطيع أن تحاصر غزة وأن تفرض إملاءاتها، وفي المقابل تجري مفاوضات عبثية لا قيمة لها في الضفة الغربية، وفي نفس الوقت تتم مصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنات ومواصلة بناء الجدار الفاصل الذي يعزل مناطق الكثافة السكانية الفلسطينية في معازل حقيقية من اجل الحيلولة دون التوصل إلى أي كيان فلسطيني متواصل قابل للحياة.
وأعرب الهندي عن تخوفه من أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة مزيدا من التعقيدات على صعيد المصالحة الداخلية، خاصة مع انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس في شباط- يناير المقبل، "الأمر الذي سيدخلنا في مرحلة جديدة من التجاذبات والسجالات واتخاذ القرارات المتضاربة والمختلفة من كل طرف على حدة".
أما على صعيد التهدئة, أكد الهندي على أن "التهدئة لم تحقق أي انفراج ولم تحقق رفع الحصار وهناك استياء شعبي كبير من استمرار الوضع على ما هو عليه"، داعيا "كافة فصائل المقاومة إلى الالتقاء وتقييم وضع التهدئة واتخاذ موقف موحد من استمرارها في ظل السياسة الإسرائيلية المتمثلة في إدارة الظهر للتهدئة واستمرار الحصار على الشعب الفلسطيني".
وفيما يتعلق بالمشهد الاسرائيلي، خاصة مع اعتزام رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود اولمرت التنحي واعتزال الحياة السياسية, فقد أكد أن غياب اولمرت أو بقائه في سدة الحكم لن يغير من الأمر شيئاً، فجميع الأحزاب الاسرائيلية بغض النظر عمن يحكم، تجمع على قضايا أساسية في التعامل مع الفلسطينيين مثل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين.
أما بخصوص التلويح الدائم باجتياح قطاع غزة، فقد اعتبر الهندي ذلك بمثابة دعاية انتخابية للأحزاب الاسرائيلية، مؤكدا أن إسرائيل في حال إقدامها على تلك الخطوة ستدفع ثمنا كبيرا وباهظا، "فاجتياح غزة لن يكون نزهة لجيش الاحتلال بأي حال من الأحوال".