السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

سلطة المياه تختتم جولاتها الميدانية في محافظات الضفة بزيارة محافظة القدس للاطلاع على الاوضاع المائية فيها

نشر بتاريخ: 14/08/2008 ( آخر تحديث: 14/08/2008 الساعة: 16:13 )
رام الله - معا - قام رئيس سلطة المياه د. شداد العتيلي اليوم الخميس، بزيارة تفقدية لقرى غرب القدس التقى خلالها برؤساء المجالس والبلدات اطلع على الاوضاع المائية في هذه القرى والمشاكل التي تعاني منها، والاحتياجات الضرورية لهذه المجالس والبلديات.

وقد استقبل محافظ القدس جميل ناصر د. شداد العتيلي والوفد المرافق له من سلطة المياه ودائرة مياه الضفة الغربية ومصلحة مياه القدس، مثمنا الزيارة التي تاتي لرصد المعاناة التي تشهدها هذه القرى مع وجود الجدار والتضيقات الاسرائيلية وقلة كميات المياه.

وقد بين ناصر ان مشكلة المياه من اكبر المشاكل التي نواجهها وخاصة في فصل الصيف الذي اقترن بالعطش، لذا يتوجب على الجميع المحافظة عليها، وتحدث خلال اللقاء بشكل رئيسي عن ازمة المياه في قرى شمال غرب القدس حيث ان كمية المياه فيها غير كافية، وبين ان هناك محاولات لتحسين الوضع مشيرا الى تجربة ناجحة في قريتي قطنة وبيت عنان لتحسين الوضع المائي فيها.

وركز ناصر في حديثه على ان مشكلة المياه تتعلق بالاضافة للوضع السياسي المرتبط بالسيطرة الاسرائيلية على مصادرنا المائية ترتبط ايضا بالمجالس التي باتت تتخلف عن دفع ما يترتب عليها من مستحقات مالية للسلطة مما يؤدي الى زيادة تراكم الديون وبالتالي عدم دفع اثمان المياه.

من جانبه اوضح رئيس سلطة المياه الفلسطينية د. شداد العتيلي ان اليوم وبزيارة محافظة القدس تختتم سلطة المياه الفلسطينية زياراتها الميدانية لمحافظات الضفة الغربية التي من خلالها تم الاطلاع على الاوضاع المائية فيها ولمس المشاكل المائية التي تعاني منها، كذلك قامت سلطة المياه خلال هذه الزيارة باطلاع المجالس القروية والبلديات في مختلف المحافظات على الخطط والمشاريع التي اعدتها سلطة المياه لتنفيذها.

وتطرق د.العتيلي في حديثه الى ان سلطة المياه تأخذ على عاتقها مسؤولية حل المشاكل المائية ولكنه ذكر الحضور ان سلطة المياه لا تستطيع العمل بمفردها دائما اذ ان السيطرة الاسرائيلية تقف عائقا في تنفيذ العديد من المشاريع واستشهد بذلك على مشروع الجفتلك الذي لا يزال عالقا نتيجة العراقيل المفروضة من قبل الاسرائيليين والتي تتحجج فيها بوجود آثار في المنطقة لتمنع بذلك تنفيذ المشروع.

وبين د.العتيلي ان محافظة القدس تتزود بما مجموعه 7.5 مليون متر مكعب سنوياً من المياه لأغراض الشرب وذلك من خلال عدة مصادر غالبيتها مشتراه، حيث يقدر معدل التزود بالمحافظة بحوالي 135 لتر للفرد في اليوم وتعتبر هذه من المعدلات المرتفعة بين محافظات الوطن مائياً.

هذا ويقدر مجموع الاحتياجات المائية الحالية للمحافظة بحوالي 8.4 مليون متر مكعب في السنة أي هناك عجز مائي يقدر بحوالي 0.9 مليون متر مكعب في السنة، وبين أن إدارة المياه وتنظيمها في المحافظة يتم عن طريق سلطة المياه الفلسطينية بالتعاون مع مصلحة المياه والبلديات والمجالس المحلية ومجالس الخدمات المشتركة. تشكل بعض الينابيع الصغيرة إحدى المصادر الإضافية للمياه في المحافظة لكافة الاحتياجات، إلا أن هذه المصادر لا تلبي كافة الإحتياجات الفعلية للمحافظة.

وذكر د. العتيلي خلال اللقاء رزمة من أهم المشاريع التطويرية المائية المنوي تنفيذها ضمن خطة الطوارئ التي وضعتها سلطة المياه الفلسطينية لمواجهة أزمة العطش في محافظة القدس، والتي تهدف بشكل اساسي وعاجل الى تحسين وزيادة معدل التزود من مياه الشرب في كافة التجمعات الفلسطينية في المحافظة وذلك من خلال تأهيل شبكات المياه الداخلية لتقليل نسبة الفاقد وبناء خزانات مياه وإنشاء وحدات ضخ وخطوط رئسيسية لنقل المياه. والتي من اهمها مشروع قرى شمال غرب القدس والذي يشمل على: إعادة تأهيل وتوسعة شبكات المياه الداخلية وانشاء خزانات محلية في كل من بيت سوريك وبيت دقو وقطنة وبدو وبيت عنان والقبيبة وبيت اجزا، وخربة أم اللحم بالإضافة إلى تأهيل الخط الناقل بقطر 8 أنش وانشاء خزانين اقليميين في قطنة وبدو، تأهيل وتوسعة الشبكات الداخلية وانشاء بعض الخزانات في بعض البلدات مثل بير نبالا، الجديرة، الجيب، جبع، حزما، بيت اكسا، بيت حنينا البلد، العيزرية ، الزعيم، قلنديا، مشروع إنشاء محطة لمعالجة مياه المجاري لبلدات أبوديس والعيزرية، مشروع تأهيل الشبكة الداخلية لبلدة عناتا/ المرحلة الثانية.

وذكر د. العتيلي ان محافظة القدس كغيرها من المناطق تعاني من مجموعة من المشاكل التي تحتاج الى حل تتمثل في ضرورة جمع وجدولة الديون المتراكمة على التجمعات التي تتزود بالمياه في القريب العاجل حيث تجاوزت هذه الديون مبلغ 65 مليون شيكل، وشدد على انه من الضروري وفي ظل الدعم الذي تقدمه الحكومة أن يتحمل مقدمي الخدمة مسؤولياتهم من خلال تغطية تكاليف تشغيل وصيانة وتوسيع البنية التحتية لقطاع المياه من الدخل الذي تقوم بجبايته من المواطن وتخصيص هذا الدخل فقط لتطوير قطاع المياه، وشدد على ضرورة جدولة الديون لعدم إعاقة المشاريع الاخرى للمجالس.

وانتقد كل من رئيس سلطة المياه ومحافظ القدس غياب مجالس ابوديس والعيزرية والسواحرة والزعيم عن حضور الاجتماع، على الرغم من معرفتهم ان هذا الاجتماع عقد للتباحث في المشاكل المائية التي تعاني منها هذه المجالس.

وفي ختام حديثه ركز د. العتيلي ان سلطة المياه وضعت ضمن خطتها القيام بمثل هذه الجولات الميدانية في قطاع غزة ولكن الاوضاع الحالية التي يشهدها القطاع هي من أخر القيام بها على الرغم من حديثنا المتكرر على تحييد قضية المياه في الصراع الداخلي لحيوية هذا القطاع وخصوصيته.

وفي نهاية اللقاء استمع د. العتيلي والوفد المرافق له الى مطالب رؤساء البلديات والمجالس القروية التي ركزت على زيادة كميات المياه، عدم وجود شبكات للصرف الصحي ومعاناة مناطق شمال غرب القدس من مكاره الصرف الصحي، قدم شبكة المياه وزيادة الفاقد.

ومن الجدير ذكره ان عدد التجمعات الفلسطينية في هذه القرى يبلغ حوالي 31 تجمع، منها 28 تجمع مخدوم بشبكات المياه بينما يوجد حوالي 3 تجمعات صغيرة لا تتمتع بشبكات مياه وهي محرومة من خدمة التزود بالمياه ويقدر عدد سكانها بحوالي 1400 نسمة منها (خرائب ام اللحم، الكعابنة، جبع (تجمع بدوي) حيث تعتمد هذه التجمعات على المياه التي تجمع في آبار الجمع خلال فصل الشتاء.