تقرير اممي: ارتفاع وتيرة عنف المستوطنين بالخليل والقدس وزياد الحواجز بنسبة 34% و5 قتلى بانهيار انفاق بغزة خلال اسبوع
نشر بتاريخ: 15/08/2008 ( آخر تحديث: 15/08/2008 الساعة: 17:50 )
بيت لحم -معا- اصدر مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، تقريرا اسبوعيا حول حماية المدنيين في الاراضي الفلسطيني، تضمن الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين، والتوتر بين الفصائل الفلسطينية (فتح وحماس).
تناقص في النشاطات العسكرية التي تؤثر على المدنيين:
وبين التقرير الذي وصل معا نسخة منه ان انخفاضا ملحوظا خلال فترة التقرير الحالي حصل على مستوى النشاطات العسكرية التي تؤثر على المدنيين، في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أدى إلى مستوى أقل من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين بالمقارنة مع الأسابيع الماضية. ففي الضفة الغربية، جرح ما مجموعه 26 مدني غير مسلح من قبل القوات الإسرائيلية، في حين لم تتحدث التقارير عن أية إصابات في قطاع غزة وجنوب إسرائيل بسبب أحداث مرتبطة بالنزاع بشكل مباشر.
وأصيب بالعيارات المطاطية 22 مدنيا، بما فيهم 8 أطفال، خلال الاحتجاجات الدائرة حاليا ضد الجدار في قريتي نعلين وبلعين (رام الله). ففي قرية بلعين، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي برش مياه الصرف الصحي مختلطة بفضلات الحيوانات وكيماويات على المتظاهرين، ما سبب حالات تقيؤ في صفوف المتظاهرين.
وأجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع 83 عملية بحث وتمشيط في الضفة الغربية بالمقارنة بما مجموعه 79 عملية في الأسبوع الماضي. وللأسبوع الثاني على التوالي، حصل تناقص في عدد الأفراد الذين اعتقلهم جيش الدفاع الإسرائيلي (67 مقابل 70 في الأسبوع الماضي).
ويعتبر هذا الأسبوع الثاني على التوالي منذ 19 حزيران الذي لم يشهد أية إصابات في قطاع غزة. لكن وطبقا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية، أطلق مسلحون فلسطينيون ثلاثة صواريخ محلية الصنع من قطاع غزة على إسرائيل، وقد هبطت الصواريخ في منطقة مفتوحة في منطقة سديروت. وفي حادثة منفصلة بتاريخ 11 آب، قامت دوريات حرس السواحل الإسرائيلية بفتح النار مستهدفين قوارب الصيد الفلسطينية غرب رفح مما أجبر القوارب على الرجوع إلى الشاطئ.
مزيد من الخسائر البشرية نتيجة انهيار الأنفاق:
بين التقرير ان خمسة فلسطينيين قتلوا هذا الأسبوع نتيجة انهيار نفقين على الحدود بين غزة ومصر. وبتاريخ 7 آب، قامت قوات الأمن المصرية بتدمير 20 نفقا، بالإضافة إلى مصادرة آلاف الجالونات من الوقود وبضائع تجارية أخرى. وأدت عملية اكتشاف الأنفاق إلى اشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمهربين مما أدى إلى مقتل شخصين مجهولي الهوية وإصابة أربعة آخرين داخل الأراضي المصرية.
ومنذ إغلاق حدود غزة في حزيران 2007، ازدادت عمليات استخدام الأنفاق لتهريب البضائع التجارية إلى غزة بالإضافة إلى الأسلحة والمتفجرات. منذ بداية العام، قتل 22 فلسطينيا خلال أحداث من هذا القبيل بالإضافة إلى إصابة 54 شخص آخر.
وقد تم افتتاح معبر رفح بشكل جزئي هذا الأسبوع للسماح بعبور ثلاثة فلسطينيين إلى غزة من مصر حيث كانوا يتلقون العلاج الطبي هناك. طبقا لضباط الشرطة المتواجدين على معبر رفح، أكثر من 7,000 شخص تقدموا منذ نيسان 2008 بطلبات للحصول على تصاريح لمغادرة غزة إما للعلاج الطبي أو الدراسة أو التجارة أو لأسباب أخرى.
استمرار نقص الوقود في غزة:
قامت الحكومة المقالة هذا الأسبوع بمنع استخدام غاز الطهي كوقود للمركبات في قطاع غزة من أجل المساعدة في تجنب أي نقص في غاز الطهي خلال شهر رمضان. طبقا لدائرة البترول الفلسطينية، قام ما يقرب من 8,000 مواطن في غزة بإعادة تركيب أجزاء في مركباتهم في سبيل استخدام غاز الطهي كوقود في العام الماضي.
وكانت قد منعت الحكومة المقالة في الماضي المركبات من استخدام الزيت النباتي كوقود لمركبات الديزل بسبب مخاطر انبعاث دخان سام. وتشير الدلائل إلى تقيد أصحاب المركبات الخاصة بهذا القرار لكن سائقي مركبات الأجرة ما زالوا يستخدمون الزيت النباتي بسبب استمرار أزمة نقص الوقود التي بدأت عندما قررت إسرائيل بتخفيض شحنات الوقود في شهر تشرين الأول 2007 بعد أن أعلنت عن حكومة حماس على أنها كيان معاد وكرد على هجمات الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة.
استمرار التوتر الفصائلي:
قال التقرير:" ان حكومة حماس قامت باعتقال الأشخاص ومداهمة المؤسسات بادعاء علاقاتها بحركة فتح لكن على نطاق أصغر بالمقارنة بفترة الأسبوعين الماضيين. ومنذ انفجار مدينة غزة بتاريخ 25 تموز الذي اتهمت سلطات حماس عناصر من فتح بالوقوف وراءه، اعتقل 465 فلسطينيا من قبل قوات الأمن المقربة من حماس، بما يتضمن بعض القيادات السياسية العليا في حركة فتح. ومن مجموع المعتقلين، تم إطلاق سراح 279 مواطنا، وما زال 186 شخصا قيد الاعتقال. إضافة إلى ذلك، أعيد فتح 34 جمعية ومؤسسة من أصل 204 مؤسسة كانت قد أغلقتها سلطات حماس بعد التفجير".
واضاف التقرير :"بتاريخ 8 آب، حصل تبادل إطلاق النار بين القوات الأمنية التابعة إلى حركة حماس وأعضاء من فصيل جيش الإسلام في مدينة غزة عندما قامت قوات التابعة لحركة حماس بمحاصرة منازل أعضاء في ذلك الفصيل من اجل إجراء حملة اعتقالات. لم تتحدث التقارير عن أية إصابات".
وقامت منظمة هاموكيد لحقوق الإنسان الإسرائيلية بتقديم مذكرة إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية تطالب بها من السلطات الإسرائيلية بالسماح لثمانية فلسطينيين مقربين من حركة فتح الموجودين حاليا في منطقة محاذية للحدود مع إسرائيل بمغادرة غزة. طبقا للمنظمة، هرب هؤلاء الأشخاص من منازلهم بتاريخ 25 تموز بعد أن قامت القوات الأمنية المقربة من حماس بالدخول إلى أحيائهم بادعاء أنهم كانوا يريدون قتلهم. وقد وافقت السلطات الإسرائيلية على السماح لهم بالعبور إلى الضفة الغربية في حال طلبت السلطة الفلسطينية ذلك. ولغاية الآن لم تطلب السلطة الفلسطينية في رام الله دخولهم إلى الضفة الغربية".
وتابع التقرير :"في الضفة الغربية، قامت قوات الأمن الفلسطينية بإجراء 8 عمليات تفتيش واعتقلت 16 شخص. وبتاريخ 8 آب، أغلقت قوات الأمن الفلسطينية الجمعية الإسلامية في بلدة الظاهرية، والمركز الثقافي الإسلامي في قرية تفوح وجمعية بيت اولا الخيرية في بلدة بيت اولا، ومؤسسة الأيتام في بلدة بيت أمر. وقد أصدرت أوامر الإغلاق لمدة عام واحد وقد تم تنفيذ هذه الأوامر بحجة علاقات هذه المؤسسات بحركة حماس. وقامت قوات السلطة الفلسطينية بمداهمة ومصادرة معدات أجهزة حاسوب في مطبعتين في منطقة 1H في مدينة الخليل واعتقلت ثلاثة فلسطينيين بحجة علاقتهم بحركة حماس. بتاريخ 12 آب، قام جهاز الأمن الوقائي بمداهمة مكاتب جمعية الأعمال الخيرية في حي الحرس في منطقة 1H من مدينة الخليل. وقد تمت مصادرة كافة الملفات وأجهزة الحاسوب. وقد استدعي مدير الجمعية إلى مقر جهاز الأمن الوقائي لمدة ثلاث أيام على التوالي للاستجواب".
ارتفاع وتيرة عنف المستوطنين الإسرائيليين في مدينة الخليل والقدس:
استمرت الهجمات من قبل المستوطنين الإسرائيليين من مستوطنتي الرجبي وكريات أربع على الفلسطينيين وممتلكاتهم في حي وادي الحسين المجاور في منطقة H2 في مدينة الخليل. وقد تعرض ما مجموعه خمسة مدنيين - ثلاثة فلسطينيين ومواطنين أجنبيين، بما فيه اثنان من طواقم الأونروا وطفل واحد، إلى هجوم جسدي بالإضافة إلى إصابتهم.
بتاريخ 7 آب، وضعت كميات كبيرة من النفايات على مدخل مسجد الراس الواقع بالقرب من مستوطنة بيت الرجبي. إضافة إلى ذلك، قام مستوطنون من مستوطنة جيفعات هعافوت (بالقرب من كريات أربع) بمهاجمة خمسة منازل فلسطينية مجاورة بالحجارة والزجاجات الفارغة. بتاريخ 11 آب، حاولت مجموعة من المستوطنين من مستوطنة بيت الرجبي بإضرام النار في مسجد الراس لكن باءت محاولتهم بالفشل.
وبتاريخ 6، 7، 12 آب، وصلت مجموعة مسلحة من المستوطنين الإسرائيليين إلى مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية وحاولت أن تقيم بؤرة استيطانية بادعاء ملكية عقار داخل المخيم. وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بمنعهم من دخول المخيم وقد تم اعتقال 13 مستوطنا. وفي حادثة منفصلة، بتاريخ 9 آب، حاولت مجموعة من المستوطنين بالسيطرة على منزل فلسطيني في حي بيت صفافا في القدس الشرقية. ويقع المنزل على قطعة أرض مساحة 12 دونما تمتلكها عائلة فلسطينية من القدس. ولاحقا، قام السكان الفلسطينيون من المنطقة بالدخول إلى المنزل غير المأهول وأخرجوا منه الأغراض الخاصة بالمستوطنين.
القيود على حرية المرور والعبور في الضفة الغربية:
بتاريخ 7 آب، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بفتح جزئي لبوابة تمنع الوصول إلى مدينة الخليل من طريق رقم 35 للشاحنات التجارية. يفترض أن تفتح هذه البوابة طبقا لجدول يومي بين الخامسة حتى السابعة صباحا وبين الساعة التاسعة صباحا لغاية الساعة الواحدة ظهرا. سيسمح هذا الفتح الجزئي للبوابة بتسهيل الوصول من مدينة الخليل إلى معبر ترقوميا مما يخفض مسافة وزمن السفر للشاحنات التجارية من 45 دقيقة إلى 20 دقيقة.
إضافة إلى ذلك وبتاريخ 9 آب، قام الجيش الإسرائيلي بفتح حاجز شافيه شومرون لكافة حركات السير بين السادسة صباحا والسادسة مساء كل يوم. وتسهل عملية فتح الحاجز الوصول بين محافظة جنين والأجزاء الوسطى والجنوبية من الضفة الغربية. وكان قد أغلق هذا الحاجز بتاريخ 15 آب 2005 أمام كافة حركات السير، بما فيه مركبات الإسعاف وطواقم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
واستمرت الإعاقات والطوابير الطويلة على الطرق الرئيسية إلى مدينة قلقيلية (مكتب الارتباط قلقيلية)، مدينة نابلس (حوارة وبيت ايبا)، شمالي الضفة الغربية (تفوح)، شمال غور الأردن (تياسير والحمرا)، القدس (قلنديا، رافات وجبع)، رام الله (جبع) ووسط وجنوب الضفة الغربية (مكتب الارتباط أريح). إضافة إلى ذلك، أشارت التقارير إلى نشر 88 حاجزا طيارا هذا الأسبوع، أي بزيادة تصل إلى 34% بالمقارنة من الأسبوع الماضي. وقد وجد أكبر عدد من الحواجز الطيارة في محافظات الخليل، قلقيلية وسلفيت على التوالي.