الاسرى المقالة: أكثر من 2400 أسير في سجن النقب يعيشون ظروفا معيشية صعبة
نشر بتاريخ: 16/08/2008 ( آخر تحديث: 16/08/2008 الساعة: 10:45 )
غزة - معا - أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين المقالة بان الأسرى في سجن النقب والذين يزيد عددهم عن 2400 اسير يعيشون ظروفاً قاسية للغاية، بالإضافة إلى الأحوال الجوية الصحراوية التي تكون مرتفعة الحرارة جداً في فصل الصيف، وشديدة البرودة في فصل الشتاء .
وأضافت الوزارة المقالة في تقرير لها تلقت "معا" نسخة منه، في ذكرى استشهاد الأسيرين (اسعد الشوا) من غزة والأسير (بسام الصمودى ) من جنين واللذين استشهدا فى سجن النقب بتاريخ 16/8/1988 نتيجة قيام حراس السجن بإطلاق النار المباشر عليهما، أثناء احتجاج الأسرى على ظروف اعتقالهم القاسية، والتي لم تكن الأخيرة حيث ارتقى قبل عدة أشهر الشهيد (محمد الأشقر) برصاص حراس السجن ليضاف إلى قائمة الشرف التي ارتفعت في سجن النقب .
وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين المقال د. احمد شويدح بان سجن النقب يعتبر من أسوء السجون الذين يزيد عددها على 28 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، ومن أكثر السجون التي ضمت بين أسلاكها وجدرانها اسرى ومعتقلين، حيث استوعب هذا السجن منذ افتتاحه في 17/ 3/1988 ، أكثر من (150) ألف معتقل ، ولا يزال يضم أكثر من (2400) معتقل .
وأضاف د. شويدح بان الأسرى في سجن النقب يعانون معاناة مزدوجة، فبالإضافة إلى الإجراءات القمعية التي تمارسها إدارة السجن بحقهم وحرمانهم من حقوقهم التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية، إلا أن الظروف الجوية التي تشهدها منطقة السجن بصفتها الصحراوية تزيد من معاناة الأسرى حيث درجة الحرارة والرطوبة في فصل الصيف تكون مرتفعة جداً، مما يسبب العديد من الأمراض للأسرى كضربات الشمس والنزيف والصداع الشديد، وتتعمد إدارة السجن تركهم لفترات طويلة معرضين للشمس دون أي إجراءات للوقاية وذلك بحجة العدد اليومي ، أو التفتيش ، وكذلك يكون الأجواء في فصل الشتاء باردة جداً لدرجة تجمد بعض أطراف المعتقلين من شدة البرودة ،مع وجود نقس في الأغطية والملابس الشتوية ، كما أن الخيام التي من المفروض أن تحمى الأسرى من البرد والمطر الكثير منها متهرئ ، وبه ثقوب مما يؤدى إلى تسرب المطر داخل الخيام ، والتسبب في تلف أغراضهم الشخصية ، كما يرتفع عدد المرضى في فصل الشتاء نتيجة سوء الأحوال الجوية ،حيث يتعرض الأسرى بكثرة للإصابة بالأنفلونزا الحادة ، وهشاشة العظام ، وسلس البول .
وأشار وزير الأسرى المقال إلى أن سجن النقب يعتبر اكبر تجمع للأسرى الإداريين الذين يزيد عددهم عن (1100) معتقل ادارى بدون تهمة ، حيث يضم سجن النقب لوحده أكثر من 85% من الأسرى الإداريون موزعين على عدة أقسام يطلق عليها قسم (هـ) ، ويعتبر هذا القسم هو اكبر تجمع لأسرى الاعتقال الإداري في فلسطين بحيث يبلغ العدد في هذه الأقسام قرابة ( 850) أسير يقبعون في السجن مدة طويلة دون تهمة أو قضية أو محاكمة سوى أنهم يشكلون خطرا على امن الدولة دون ذكر لماهية هذا الخطر، وبناء على الملف السري الذي تتذرع فيه مخابرات الاحتلال تتم عملية التجديد الإداري للمعتقلين بوتيرة متصاعدة حيث لا يوجد معتقل إداري داخل سجن النقب إلا وجرى له تجديد الاعتقال مرة أو مرتين أو أكثر ، والعدد مفتوح إلى ما لا نهاية ، ومنهم من تم تجددي الاعتقال الإداري له لأكثر من (15) مرة متتالية .
من جهته قال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة المقالة بان اسرى النقب يعيشون منذ إعادة افتتاحه عام 2002 لاستيعاب الإعداد الكبيرة من المعتقلين بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، يعيشون مواجهة مفتوحة مع إدارة السجن التي تمارس بحقهم كافة أشكال الاضطهاد والتضييق، وتقوم بسحب الانجازات التي حققوها بدماء (9) شهداء سقطوا في هذا السجن كان أخرهم الشهيد (محمد ساطى الأشقر) الذي استشهد نتيجة إطلاق الرصاص الحي والمباشر على رأسه من قبل حراس السجن وأصيب حينها العشرات من الأسرى بحالات اختناق بعد رشهم بالغاز، بالكسور نتيجة الضرب بالعصي، كما يعانى الأسرى المرضى الذين يزيد عددهم عن (300) أسير في سجن النقب من الإهمال الطبي المتعمد، وتساعد الأحوال الجوية الخاصة لسجن النقب الصحراوي على ارتفاع أعداد المرضى الذين لا يجدون سوى الماء والمسكنات علاجاً فعالاً لجميع الأمراض ، ومن بين المرضى الأسير ((زياد احمد الفرارجه) من بيت لحم ، والذي أصيب بنوبة قلبية حادة قبل شهر تم نقله على أثرها إلى مستشفى سوروكا .
وناشدت وزارة الأسرى والمحررين المؤسسات الحقوقية والإنسانية ضرورة العمل الجاد لإغلاق هذا السجن الذي لا تتوفر فيه ادني شوط الحياة الإنسانية، والتي تناقض كافة المواثيق الدولية ووقف سياسة الاعتقال الادارى بحق الفلسطينيين والتي تعتبر صفعة قوية للمجتمع الدولي الذي ينادى بحقوق الإنسان.