الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. فياض خلال زيارته للاغوار: لاسلام ولا اتفاق بدون كامل الأغوار والاحتلال ليس قدرنا إلى الابد

نشر بتاريخ: 17/08/2008 ( آخر تحديث: 17/08/2008 الساعة: 21:20 )
اريحا- معا- قال رئيس الوزراء، الدكتور سلام فياض اليوم، بأنه لاسلام ولا اتفاق بدون إدراج مناطق الأغوار كاملة في أي اتفاقات لحل القضية الفلسطينية، مؤكدا ان الاحتلال ليس قدرنا الى الابد.

وشدد فياض أن أولوية السلطة الوطنية تتمثل في توفير كل أشكال الدعم لصمود المواطنين على أرضهم وتمكينهم من حمايتها من الاستيطان والجدار، الى جانب سعيها الحثيث لاعادة الوحدة للوطن وبما يمكّن شعبنا من حماية مشروعه الوطني وإفشال المخططات الاسرائيلية الرامية الى فرض الأمر الواقع، وأن ذلك كله هو الذي يمكّن من إعادة الثقة وتوفير مقومات النجاح لإنجاز أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

جاء ذلك خلال جولة شاملة لمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، ومحافظة أريحا والاغوار، تفقد خلالها رئيس الوزراء كلا من طوباس والعقبة الفارسية وتياسير وبردله وكردله، والزبيدات والجفتلك وفصايل الفوقا والعوجا .

وكان في استقبال رئيس الوزراء في طوباس حشد من قادة المجتمع المحلي، ورؤساء بلديات المحافظة، وقادة الأجهزة الأمنية، والقوى السياسية وفي مقدمتهم المحافظ د.سامي مسلم، حيث عقد لقاء جماهيري في قاعة صالة الشرق، رحب خلالها المحافظ ورئيس بلدية طوباس برئيس الوزراء والجهود التي تقودها الحكومة برئاسته في العمل على توفير مقومات الصمود للمواطنين، مشيرين الى العديد من ايلاء هذه المحافظة وعموم منطقة الأغوار المزيد من الاهتمام على صعيد الخدمات الاساسية باعتبارها من اكثر المناطق المهددة بالمصادرة من قبل اسرائيل.

وفي كلمة شاملة حيّا فيها رئيس الوزراء صمود المواطنين بإعتبارهم حراس المشروع الوطني وحراس الأرض التي تمثل عنوان كفاح شعبنا. الذي قاده الرئيس الراحل أبو عمار، ومعتبراً أن وداع شاعر الأرض والهوية والثقافة الوطنية والانسانية محمود درويش قبل أيام يشكل حافزاً اضافياً لحماية وصية الرئيس الخالد أبو عمار ورسالة الشاعر الكبير محمود درويش والوفاء لهما.

ونقل رئيس الوزراء للحضور تحية الرئيس أبو مازن، داعياً كافة أبناء الشعب الفلسطيني الالتفاف حول المبادرة الشجاعة التي أعلنها في بداية حزيران الماضي والترتيبات الانتقالية التي تضمنتها والتي تضمن استعادة وحدة الوطن فوراً، مؤكداً أن تشكيل حكومة توافق وطني انتقالية من شخصيات وطنية مستقلة يتم التوافق عليها، تتولى مهمة ادارة شؤون البلاد، ورعاية مصالح الشعب تمهيداً لانتخابات عامة رئاسية وبرلمانية، وضمان المساعدة الأمنية العربية المؤقته للاشراف على اعادة بناء القدرات الأمنية على أسس مهنية وموضوعية، وتعمل في نفس الوقت على توفير خدمة الأمن لشعبنا في القطاع لحين استكمال بناء تلك القدرات. الأمر الذي سيمكّن من اعادة الوحدة الفورية للوطن وسيوفر الأرضية الايجابية لاستكمال الحوار حول مختلف القضايا على قاعدة وطن موحد، وليس وطن مجزأ تدفعه الانزلاقات يومياً الى الوراء.

واعتبر فياض ان انجاز ذلك سيمكّن كذلك من افشال السياسة الاسرائيلية التي تسعى يومياً لخلق وقائع جديدة وفرضها على الأرض كما سيضع حداً للسياسة الاسرائيلية في تحويل الضفة الغربية الى مشاع لمخططاتها الاستيطانية والأمنية، إضافة الى انه سيمكّن من انهاء الحصار المفروض على شعبنا في قطاع غزة.

وتحدث فياض حول المخاطر الجدية التي تواجه منطقة الأغوار والتي تشكل حوالي ربع أراضي الضفة الغربية في وقت لا يقطن فيها سوى 56 ألف فلسطيني، معتبراً أن ذلك مؤشراً للمضايقات الاسرائيلية وسياستها في مصادرة الأرض والمياه حيث أن تسعة آلاف وأربعمائة مستوطن يعيشون في حوالي 38 مستوطنة، يستغلون 27 الف دونم من أراضيها الخصبة ويستولون على معظم مياهها سواء الخاصة بالشرب أو الري في الوقت الذي يحرم فيه المزارعون من استخدام واستغلال حوالي 80 ألف دونم من أراضي الاغوار حيث أن 30% من تلك الاراضي كانت اسرائيل قد أعلنتها مناطق عسكرية مغلقة، و 90% من اجمالي اراضي الأغوار مصنفه مناطق (ج)، كما تقوم اسرائيل بتجفف ينابيع المياه وتهدد بيوت المواطنين ومزارعهم بالهدم والتجريف.

وأكد د.فياض ان السلطة الوطنية وضعت في أولويات عملها توفير كل ما هو ممكن من مشاريع البنية التحتية والخدمات لتعزيز صمود المواطنينن ومنع اسرائيل من تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الاستراتيجية في تلك المنطقة. كما وعد رئيس الوزراء بأن الحكومة ووفق الأولويات والامكانيات ستستجيب لكل مطالب المواطنين، وبما يوفر الحياة الكريمة لهم.

وفي قرية العقبة استمع رئيس الوزراء الى تجربة هذه القرية الصامدة في حماية الأرض وإسماع معاناتها الى العالم بما في ذلك الكونغرس الأمريكي.

وأكد فياض ان هذه التجربة في الكفاح السلمي والجماهيري هي امتداد لتجربة بلعين ونعلين وغيرها من المناطق المهددة بالهدم والمصادرة والاستيطان والجدار، وان السلطة الوطنية تقف بكل قوة مع المبادرات الجماهيرية الرائدة لحماية الأرض وتعمل على توفير كل مقومات النجاح والصمود لها.

وتفقد فياض منطقة الفارسية وعقد لقاء موسع مع سكان المالح والحلوة والحديدية، حمصه، خربة مكحول، الحمه ، واستمع لمعاناتهم، مؤكداً تصميم الحكومة على ايجاد الحلول الممكنة والعملية والسريعة لقضاياهم، وبما يساهم في تثبيتهم في مزارعهم وبيوتهم وحمايتهم لأراضيهم.

كما عقد فياض لقاءً جماهيرياً واسعاً في قرية بردله، وهنأهم بالتوافق على تشكيل مجلسهم القروي، معتبراً أن ذلك مؤشراً على الاستعداد لتحمل المسؤولية الجماعية وهي دليل على إمكانية التوافق الوطني.

ومن الجدير ذكره أن الحكومة تنفذ العديد من المشاريع في تلك المنطقة أبرزها شارع يربط بين بردلة وكردله والعين البيضا بتكلفة نصف مليون دولار.

كما زار فياض، وبحضور المحافظ وقادة الأجهزة الأمنية، قرية كردله واستمع لهموم المواطنين، وتناول طعام الغداء معهم.

وفي محافظة أريحا والأغوار تفقد رئيس الوزراء قرية الزييدات والجفتلك وفصايل الفوقا والعوجا، حيث عقد لقاءً جماهيرياً في الزبيدات، وآخراً جماهيرياً موسعاً في العوجا. كما قام بوضع حجر الأساس لبناء أول بيت من الطين في مدخل الجفتلك التي تتعرض لهدم المنازل، تعبيراً عن إصرار المواطنين على البقاء في وقت تمنع فيه سلطات الاحتلال دخول مواد البناء.

كما قام بافتتاح مدرسة الجفتلك الممولة من الحكومة الماليزية وجمعية الصداقة الفلسطينية المغربية والسلطة الوطنية والتي تعبر عن إرادة البقاء، حيث أن هذه المدرسة أقيمت بعد نضال طويل استمر لسنوات قام فيها سكان المنطقة بالتعليم في مدرسة من الخيام إلى أن أجبرت سلطات الاحتلال على السماح بإنشائها، وفي فصايل الفوقا، افتتح رئيس الوزراء مدرسة التوأمة التي بناها متطوعون من الطين. وكرّم عدداً من نشطاء العمل التطوعي الذين ساهموا في بناء تلك المدرسة .

وفي ختام جولته، عقد د.فياض اجتماعاً موسعاً في قرية العوجا حضره قادة المجتمع المحلي ورؤساء المجالس المحلية (البلدية والقروية) المحيطة إضافة للجان المخيمات في محافظة أريحا. وحضر اللقاء عريف الجعبري محافظ أريحا ورئيس بلدية أريحا وعدد من المسؤولين . وجدّد فياض مواقف السلطة الوطنية واستراتيجية عملها لحماية الأرض وإعادة الوحدة للوطن مؤكداً أن مشاكل منطقة الأغوار حظيت وستحظى بمزيد من الاهتمام و خاصة مشكلة المياه التي تمثل معضلة حقيقية لكل مواطني الأغوار.

وكان رئيس الوزراء، وفي حديث للصحفيين، قد عقّب على قرار الحكومة الإسرائيلية بالإفرج عن مائتي أسير فلسطيني، معتبراً أن ذلك القرار خطوة غير كافية، ويجب استكماله بإطلاق سراح كافة الأسرى، مجدداً موقفه بضرورة أن تتوقف إسرائيل عن فرض معاييرها الخاصة وأهمية التعامل مع هذا الملف بجديّة، بما يضمن إطلاق سراح كافة الأسرى وفي مقدمتهم الذين أمضوا سنوات طويلة، والقيادات السياسية وخاصة مروان البرغوثي، بالإضافة إلى الأطفال والمرضى والنساء.