المجدلاوي: نعارض بشكل قاطع دخول قوات عربية إلى القطاع
نشر بتاريخ: 19/08/2008 ( آخر تحديث: 19/08/2008 الساعة: 11:32 )
غزة- معا- قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رئيس لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي الفلسطيني جميل المجدلاوي بان المحاولات من اجل تحقيق تقدم في موضوع الحوار الفلسطيني الفلسطيني لا زالت مستمرة، وأضاف بان هنالك موافقة مبدئية من قبل فتح وحماس للإفراج عن المعتقلين السياسيين لدى كل منهما.
وفيما يتعلق بنشر قوات عربية في قطاع غزة أكد المجدلاوي بان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعارض ذلك بشكل قاطع وان ليس من المصلحة الفلسطينية تعميم وإشاعة مثل هذه الأفكار.
وفي حديثه عن جديد الحوار الفلسطيني الداخلي قال المجدلاوي: " ان المحاولات لا زالت مستمرة من اجل تحقيق تقدم في هذا الموضوع سواء من خلال ما يبذله الإخوة في مصر حيث وجهوا أسئلة لجميع الفصائل الفلسطينية في إطار استمزاج الآراء ومحاولة بلورة ورقة عمل وفق ما بلغنا به الإخوة المصريين، وقد أكدوا لنا بأنهم سوف يعملون على بلورة مثل هذه الورقة بناء على التوضيحات والمواقف الفلسطينية، وسوف تشكل تلك الورقة أساسا لهذا الحوار هذا من جهة، أما من جهة أخرى فهناك الجهد الذي تقوم به قوى اليسار الفلسطيني ممثلة بالجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب".
واوضح المجدلاوي ان حركة الجهاد الإسلامي قد انضمت إلى اللقاء الذي يجمع قوى اليسار مع حركة حماس وهذا يعتبر استكمالا لسلسلة من اللقاءات التي بدأت الأسبوع الماضي مع حركتي فتح وحماس على طريق بلورة قواسم مشتركة في الحدود الممكنة لأننا مقتنعون بأنه بالإمكان الوصول إلى قواسم مشتركة هذا أولا، وأما ثانيا فنحن نعتقد بان من الأفضل لنا كفلسطينيين أن نؤسس لأي حوار بقواعد مشتركة فلسطينية فلسطينية وما يتبقى من قضايا خلافية يمكن أن تكون مطروحة على جدول أعمال الحوار بمساعدة الجامعة العربية أو الشقيقة مصر أو أي طرف عربي يرغب في المساعدة، ونحن مقتنعون في الجبهة الشعبية بان القاسم المشترك الفلسطيني سيكون بالضرورة أعلى سقفا من أي قواسم مشتركة أخرى يمكن أن تتحقق من خلال أي اتفاق رسمي عربي.
وقال:"نعتقد بان المصلحة الفلسطينية تتطلب أن نؤسس لموقف أو قاسم مشترك ومن ثم نطلب من الإخوة العرب التدخل للمساعدة، وهذا الأمر بتقديرنا ينسجم مع ما سبق ووافقنا عليه جميعا في وثيقة الوفاق الوطني التي أسس لها قادتنا الأسرى في سجون الاحتلال وكانت وثيقة متقدمة على كل ما طرح من وثائق أو اتفاقات فلسطينية سابقاً".
أما عن موضوع المعتقلين لدى كل من فتح وحماس قال المجدلاوي "إن لدينا موافقة مبدئية من قبل حركتي حماس وفتح للإفراج عن المعتقلين السياسيين، ولدينا موافقة مبدئية كذلك على تشكيل لجنة تحكيم وطنية، حيث انه وقبل الأحداث الأخيرة في قطاع غزة كان الطرفان ينكران وجود معتقلين سياسيين لديهما، ونحن نعلم بان هنالك معتقلين سياسيين لدى كل منهما، وحتى لا يبقى الموضوع عائما قلنا بتشكيل لجنة تحكيم وطنية تقرر ما إذا كان هذا المعتقل معتقلا سياسيا أم لا، وفي حالة قررت لجنة التحكيم بان هذا المعتقل أو ذاك هو معتقلا سياسيا يتم الإفراج عنه فورا ويذهب إلى بيته، أما إذا كان معتقلا جنائيا ومتورطا بشكل فعلي بقضايا جنائية أو جرميه، فإن لجنة التحكيم تقدر المسالة ومن ثم تقرر ما إذا كان فعلا كذلك أم لا، وإذا ثبت بأنه لديه مخالفات جنائية فلا باس من بقائه في السجن، ونحن لدينا موافقة مبدئية من قبل الحركتين حول هذا الموضوع، إلا أنني لا أريد أن أشيع أوهاما، حيث كنا قد تلقينا موافقات في هذا الإطار في السابق ولكن لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقات على ارض الواقع، لكن وبرغم أننا أخذنا الموافقة المبدئية إلا أننا لا نزال نعتقد أننا بحاجة إلى المزيد من الجهد، ونحن بحاجة كذلك إلى تشكيل حالة شعبية تضغط باتجاه تحويل الموافقات إلى مواقف حقيقية يتم تنفيذها وتفعيلها على ارض الواقع.
ورفض المجدلاوي إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة لإنها تنطوي على أشياء في غاية الخطورة، فهي تنطوي على تحويل أي وجود لقوات عربية إلى شكل من أشكال الحماية للاحتلال لأنه لا بد من أن يكون من مهمات هذه القوات الحفاظ على ما يسمى الأمن والهدوء والنظام هذا أولا، وأما ثانيا فان هذه القوات فيما لو دخلت بموافقة إسرائيلية وهي لا شك ستدخل بتلك الموافقة، فسيكون ذلك تطبيع مجاني نحن في غنى عنه، وثالثا لا يجوز لنا وفي ظل وجود الاحتلال أن نقبل لا بقوات عربية ولا غير عربية إلا على قاعدة إنهاء الاحتلال وجلاءه عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدون ذلك فان هذا سيعني فيما يعنيه استمرار الاحتلال ولا اعتقد بان من الحكمة تعميم وإشاعة هذه الأفكار.
وفي معرض إجابته على سؤال رأى أن هناك شبه إجماع فلسطيني على أن التهدئة أصبحت أمرا واقعا أكثر منها ضرورة فلسطينية. لقد قلتم وباقي الفصائل بأنكم سوف تعيدون النظر في التهدئة في حال لم تحقق أهدافها الفلسطينية، هل فعلا ستفعلون ذلك الآن خاصة في ظل عدم إحراز أي تقدم أو تحسن على المستوى الفلسطيني؟
لا بد لي من أن أوضح بان التهدئة بالنسبة لنا لم تكن أبدا ضرورة فلسطينية، فنحن نعتقد بأنها كانت ولا زالت سياسة خاطئة، سواء كانت تتم في عهد حماس أم في العهود السابقة، ونحن قلنا بأنها خاطئة من حيث المبدأ، حيث لا يجوز أن تقوم علاقتنا مع الاحتلال على أساس التهدئة بل يجب أن تكون العلاقة على قاعدة المقاومة، كذلك فإننا ومنذ الأسبوع الأول للتهدئة وعندما توسعت الاجتياحات والاقتحامات في مدن الضفة الغربية، وعندما استمر إغلاق المعابر واستمر الحصار على قطاع غزة، وعندما لم تلتزم إسرائيل بالأجندة التي قدمتها لنا حركة حماس، والجميع يعلم بان من تفاوض حول موضوع التهدئة هم الإخوة في حماس من خلال مصر، وقد تم إبلاغنا وبقية الفصائل من قبل حركة حماس بأجندة معينة تتعلق بالتهدئة، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بأي من البنود التي سمعناها وقدمت إلينا من الإخوة في حماس، وقد دعونا منذئذ إلى مراجعة موضوع التهدئة، نحن نعتقد بان المشكلة هي أننا نرغب في أن نرى هذا الموضوع وقد أتى من خلال رؤيا وطنية مشتركة حتى لا يتحول التباين والاختلاف فيه أو حوله إلى موضوع للصراع الفلسطيني الداخلي، ونعتقد بأنه لو تمت المعالجة بشكل جماعي حقيقي ومنطقي وصائب وكيف كان يستجيب لتعامل إسرائيل مع موضوع التهدئة لكان من الضروري إنهاء هذه التهدئة في أسبوعها الأول.