السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ازمة خطيرة تلوح في افق العلاقات الروسية الاسرائيلية على خلفية الحرب في القوقاز

نشر بتاريخ: 19/08/2008 ( آخر تحديث: 19/08/2008 الساعة: 18:08 )
بيت لحم - معا- توقعت اوساط سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى تدهورا خطيرا في العلاقات الاسرائيلية الروسية وذلك على خلفية الحرب القوقازية وما كشفته من تعاون اسرائيلي جورجي خلافا لرغبة روسيا وموقفها .

وارجعت المحافل الاسرائيلية اسباب تدهور العلاقات مع روسيا الى اكثر من سبب اهمها كون اسرائيل الحليف الواضح والثابت للولايات المتحدة الموجودة وسط معمعان ازمة دبلوماسية خطيرة مع الدب الروسي اضافة الى سبب اقل اهمية وهو المساعدات الامنية الاسرائيلية لجورجيا .

وقالت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان الازمة التي تلوح في الافق كانت مدار بحث ودراسة في اكثر من محفل اسرائيلي خلال الايام الاخيرة خاصة وان مشاريع كبيرة كان من شأنها رفع مستوى العلاقات بين الدولتين اصبحت موضع استفهام كبير بعد الازمة القوقازية.

و اضافت الصحيفة ان اكثر من قضية هامة ستتاثر بالازمة الراهنة اولها قضية مؤتمر السلام الخاص بالشرق الاوسط الذي تخطط موسكو لعقده خلال شهر نوفمبر القادم خاصة وان اسرائيل اعطت روسيا قبل الازمة الراهنة انطباعا بانها لن تعارض انعقاد المؤتمر الذي يشكل لدى روسيا اهمية كبيرة خاصة في مجال العلاقات العامة اضافة الى الاشارات الكامنه فيه حول الدور الروسي بالعملية السياسية في منطقة الشرق الاوسط .

وبعد الازمة الراهنة والحرب القوقازية ستجد اسرائيل صعوبة كبيرة في الموافقة على حضور المؤتمر وذلك بسبب الضغوط الامريكية التي قد تمارس عليها رغم ان الولايات المتحدة ذاتها ايدت انعقاد المؤتمر قبل اندلاع الحرب في القوقاز وما تلاها من توتر في العلاقات مع روسيا التي بدأت تطل برأسها وتفرض نفسها على الساحة الدولية من جديد .

امام القضية الثانية التي باتت موضع استفهام كبير هي الصفقات الامنية الاسرائيلية الروسية عبر طرف ثالث مثل صفقة تطوير اسرائيل للطائرات الروسية التي تمتلكها الهند علما بان احدى الطائرات المذكورة قد وصلت فعلا الى اسرائيل وتربض في احد مواقع الصناعات الجوية .

وتتوقع اسرائيل ان تمارس الولايات المتحدة ضغوطا كبيرا في هذا المجال لوقف الصفقة المذكورة او على اقل تقدير تأجيل تنفيذها حتى تتضح خارطة العلاقات الدولية الجديدة .

والقضية الثالة تتمثل في نقل ملكية العقارات الروسية الموجدة في اسرائيل للسلطات الروسية مثل ساحة " سيرغي " التي كان من المقرر ان يوقع وزير المالية الاسرائيلية اوراق اعتماده للدولة الروسية الاسبوع القادم علما بان العقار المذكور يتمتع باهمية تاريخية ورمزية كبيرة لدى الحكومة الروسية ورئيسها بوتين الذي وضع قضية الساحة على رأس سلم اولوياته .

اما القضية الاخيرة التي قد تتاثر سلبا بالازمة الراهنه فهي موضوع اعفاء مواطني الدولتين من الحصول المسبق على تأشيرات دخول وهو ما اتفقت عليه الحكومتان في وقت سابق وكان من المقرر ان يدخل حيز التنفيذ خلال الاشهر القليلة القادمة .

واخيرا توقعت مصادر اسرائيلية ان تشهد العلاقات مع روسيا فتورا في احسن الحالات دون ان تستبعد الولوج الى ازمة علاقات حقيقية بدلا من الحميمية التي سعى اليها الطرفان قبل الحرب في القوقاز .