الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسرى المقالة: إسرائيل ما زالت تواصل مسلسل التضييق والاذلال بحق الأسيرات الفلسطينيات

نشر بتاريخ: 21/08/2008 ( آخر تحديث: 21/08/2008 الساعة: 14:53 )
غزة- معا- أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للحكومة المقالة "أن سلطات الاحتلال ما زالت تواصل مسلسل التضييق والانتهاك والاذلال بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجونها واللواتي يزيد عددهن عن (95) أسيرة".

وقال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة المقالة: "إنه خلال الشهر المنصرم عانت الأسيرات من الكثير من الممارسات الاستفزازية التعسفية بحقهن، حيث تعرضت الأسيرة (عبير عوده) قبل عدة أسابيع في عزل نفحه ترتسا بسجن الرملة إلى الاعتداء بالضرب من قبل السجانين، واقتحم عدد من شرطة السجن الساعة الرابعة والنصف صباحاً الزنزانة التي تضم الأسيرة (عوده) والأسيرة (مريم الطرابين) وذلك بحجة التفتيش وقاموا بتقييد الأسيرتين بقسوة بالقيود الحديدية، ثم اعتدوا بالضرب على الأسيرة (عوده)، ثم تم عزل كل أسيرة في زنزانة منفردة، وتقييدهن بطرف السرير من الايدى والأرجل، حيث مكثن على هذا الوضع لمدة 12 ساعة متواصلة، حرمن خلالها من الماء والأكل وقضاء الحاجة، ولا زالت أثار القيود على أيديهم حتى اليوم".

علماً بان الأسيرة (عوده) أنهت مدة محكوميتها البالغة 27 شهراً، وكان من المفترض أن يطلق سراحها في 10/7/2008 إلا أن سلطات الاحتلال رفضت إطلاق سراحها، وأصدرت ضدها قراراً بالاعتقال الادارى لمدة 6 شهور.

وكشف الأشقر أن أصغر أسير في العالم الطفل الرضيع (يوسف الزق) ابن الأسيرة (فاطمة الزق) والتي أنجبته في السجن، شارك والدته في معاناة رحلة العرض على المحكمة والتي تمتد من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساءً، وقد عانى خلالها من انقطاع الحليب، وعدم تمكن والدته من حمله واحتضانه بسبب تقييدها من اليدين والرجلين وكان طوال الرحلة يصرخ دون انقطاع من الجوع والحر الشديد، وكذلك تم وضعها في زنزانة المحكمة مع طفلها لمدة أربع ساعات ونصف وهي مكان ضيق وقذر، ولم يسمح لها بقضاء الحاجة وكانت مقيدة من رجليها.

وكانت الأسيرة (الزق) قد اعتقلت وهي حامل في شهرها الثاني على معبر بيت حانون وهي متوجهة للعلاج فى المستشفيات الإسرائيلية، ووضعت طفلها "يوسف" داخل السجن قبل سبعة أشهر في ظروف قاسية.

وفي الوقت الذي أفرجت فيه سلطات الاحتلال خلال الشهر المنصرم عن (9) أسيرات انتهت مدة محكومياتهن، اعتقلت (7) أسيرات جدد، ليصبح عدد الأسيرات في سجون الاحتلال (95) أسيرة موزعات على سجن 'هشارون قسم 12، (41) أسيرة، وسجن الدامون (42) أسيرة، وفي عزل الجلمة يوجد (أسيرة) و(أسيرتان) في عزل سجن الرملة والباقي موزعات على مراكز التحقيق والتوقيف.

وأشار الأشقر إلى أن سلطات الاحتلال واصلت معاقبة الأسيرات بحرمانهن من الزيارة، حيث منعت الأسيرة عطاف عليان (44 عاماً )، وهي معتقلة منذ 3 سنوات، من زيارة ذويها بعد أن وصلوا إلى بوابة السجن بعد عناء شديد في استخراج التصاريح اللازمة، وتخطي الحواجز، كذلك أعادت أبناء الأسيرة (شيرين سويدان) عن أحد الحواجز ومنعتهم من زيارة والدتهم المعتقلة في السجون منذ عامين، وتعاني الأسيرة (سويدان) من مشاكل صحية منذ أكثر من شهرين ولا تستطيع النوم أو الجلوس بشكل طبيعي.

فيما واصلت إدارة السجون سياسة الإهمال الطبي للأسيرات المريضات واللواتي يتزايد عددهن يوماً بعد يوم في ظل استهتار إدارة السجن بأوضاعهن الصحية، حيث كشفت التحاليل الطبية إصابة الأسيرة أمل فايز جمعة بسرطان في الرحم، بعد إهمال علاجها لأكثر من ثلاثة شهور، وقد كانت تعاني من نزيف مستمر ولم تقدم لها إدارة السجن أي علاج مناسب، وتحتاج الأسيرة إلى عملية جراحية عاجلة، ولكنها لحتى الآن لم تستلم رد من الإدارة عن موعد العملية ومكانها.

كذلك تدهورت صحة الأسيرة (عبير عمرو) وانخفض وزنها بشكل كبير، وتعاني من صداع مستمر ولا تقدم لها الإدارة سوى المسكنات.

وتمنع إدارة السجن حتى الآن إدخال الأدوية التي إرسلتها مؤسسة مانديلا لرعاية الأسرى، وهى أدوية ضرورية للكثير من الحالات المرضية بين الأسيرات.

ونوه التقرير إلى الأوضاع السيئة والصعبة في الزنازين والغرف التي تضم الأسيرات، حيث الحر الشديد دون وجود وسائل للتهوية وتخفيف الحرارة، وكل زنزانة تحتوى ما بين 10 إلى 14 أسيرة، والأسرّة التي تنام عليها الأسيرات مكونة من طابقين ويغطيها الصدأ، والمساحة بين السرير السفلي والعلوي قليل إلى درجة انه لا يمكن الجلوس على السرير الأسفل بظهر مستقيم, لا يوجد سلم للصعود والنزول للسرير العلوي.

وتطرق التقرير الصادر عن وزارة الأسرى المقالة إلى الأوضاع المعيشية السيئة التي تحياها الأسيرات في ظل استمرار حرمانهن من حقوقهن التي نصت عليها المعاهدات الدولية ذات العلاقة، حيث كميات الأكل قليلة جداً وسيئة النوعية، مما يضطر الأسيرات للشراء من الكنتين الذي ترتفع فيه الأسعار بشكل جنوني في ظل ظروف مادية صعبة تعيشها الأسيرات حيث يحرمهن الاحتلال من إدخال أموال الكنتين عن طريق الأهل، كذلك تحرم إدارة السجن عدد منهن من إكمال الدراسة الجامعية، وتقديم امتحانات الثانوية العامة، وتحرم عدد منهن من الزيارة بدون سبب.

وفي نهاية التقرير ناشدت وزارة الأسرى المنظمات الحقوقية والإنسانية التدخل للتخفيف من معاناة الأسيرات، والضغط على الاحتلال لتطبيق الاتفاقيات الدولية بخصوص الأسرى.