الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

افتتاح الدوري والبث المباشر بقلم - عبد الفتاح عرار

نشر بتاريخ: 24/08/2008 ( آخر تحديث: 24/08/2008 الساعة: 14:58 )
بيت لحم - معا - احتضنت مدينة القمر افتتاح الدوري الممتاز الحلم الذي تحقق على يد رجل وعد فأوفى ولا زالت وعوده التي تبشر بالخير لمستقبل نتمناه جميعا تتوالى، فنحن لم نكن نحلم يوما أن يكون هناك نقل مباشر لمباريات الدوري العام وبهذه السرعة وعلى شاشات شبكة راديو وتلفزيون العرب بحيث يشاهدنا الداني والقاصي. عندما قلنا مسبقا أن هذا الاتحاد سيكون اتحاد الفرصة الأخيرة لانتشال كرة القدم الفلسطينية من واقع كان مظلما، فقد جاء مجلس الاتحاد الحالي بقيادة اللواء ليحقق الأماني. وقد كنت حريصا على عدم الذهاب إلى أرض الملعب ومشاهدة المباراة هناك رغم انه نادرا ما يفوتني عرس كروي بهذا الشكل حتى وان كان وديا. لكنني فضلت متابعة اللقاء الافتتاحي على شاشات شبكة راديو وتلفزيون العرب لأحقق حلما طالما تمنيته ومثلي كثر. وبما أن الحلم تحقق والأمور تسير في الاتجاه الصحيح لا بد لنا من وقفة مع هذه البداية وتسليط الضوء على مجموعة من الملاحظات التي نأمل أن تؤخذ بعين الاعتبار ويتم تفاديها خلال المباريات القادمة وذلك لحرصنا على المصلحة العامة.
وأبدأ مع معلق شبكة راديو وتلفزيون العرب علي لفته الذي تذمر كثيرا من تأخر صافرة البداية وأخذ على عاتقه مسؤولية طمأنة الجماهير بأن أمرا طارئا ربما حدث أو ذهب بالقول بأن هناك ترتيبات لإخلاء أرض الملعب من الأدوات التي كانت تستخدم في الحفل الذي سبق المباراة. لكننا نعلم جميعا أن تأخير بدء المباريات هو عادة في كرتنا المحلية ومسابقاتها وذلك لعدم وجود عقوبات رادعه لهذه الظاهرة. وعلينا أن نعلم أنه لا يجوز التأخير في بدء مباراة عندما تكون منقولة على الهواء مباشرة وذلك لأن القنوات الناقلة تكون ملتزمة ببرنامج يومي ووقت البث محدد كما أنها تكون قد أعلنت عن موعد البث لمشاهديها في وقت محدد وهذه القنوات تلتزم بهذا الوقت.
وأبقى مع المعلق لفته الذي تذمر كثيرا من طريقة التصوير وأنا لن أعلق على هذا الموضوع وأتركه لأصحاب الشأن كما لا بد من الإشارة لانتقاد لفته للأداء المتواضع الذي ظهر فيه طرفي الافتتاح ولكن هذا كان متوقعا ونقول صبرا فنحن في بداية المشوار ومع سير العجلة سيرتفع منسوب اللياقة ويتحسن الأداء.
أما ما أود التطرق إليه ولم أكن أحبذ أن أراه على شاشة التلفاز أثناء البث رغم أنني كنت قد تحدثت عنه في مناسبات سابقة فهو العدد اللامعقول ممن كانوا داخل الملعب وهذا لا نراه إلا في ملاعبنا. ونبقى في داخل الملعب حيث كان ملفتا للنظر عدم التزام احتياطيي الفريقين بمقاعد البدلاء ولم يكن أيضا منظر حقائب اللاعبين أمامهم بما نرغب أن نريه لمشاهدي ومشتركي راديو وتلفزيون العرب.
وقبل أن أخرج من أرض الملعب لا بد من الإشارة لتعليمات الفيفا بعدم السماح بالتدخين على أرضية المستطيل الأخضر حتى وان كان هناك احتفال أو تتويج ، فقد ظهر جليا للعيان أحد مرافقي ممثل سيادة الرئيس وهو يشعل سيجارته على أرض الملعب وهذا مخالف للأعراف الرياضية حتى وان لم تكن المباراة قد بدأت.
أترك الملعب وأذهب لخارجه لأعود وأتحدث عن ظاهرة تواجد الجماهير على المضمار تاركة مقاعدها ومتشبثة بالسياج وخاصة خلف المرمى وهذه ظاهرة لا زالت موجودة في ملاعبنا ولا يحبذ أن تظهر على الشاشة وخاصة أن هناك مقاعد تتسع للجميع ناهيك عن أولئك الذين كانوا ينتشرون على طول المضمار.
أما القضية التي يجب النظر إليها ومعالجتها دون تردد فهي تلك العربة الزرقاء التي تقف خلف المرمى ويرتادها الجمهور لشراء احتياجاتهم فلم تكن بالمظهر الحضاري وقد يقول البعض بأنها مصدر رزق ونحن لا ننادي بقطع الأرزاق، وإنما نطالب بأن يتم نقل العربة لخارج الإستاد وأبعادها من خلف المرمى حيث تركيز كاميرات التصوير عندما تكون الكرة متجهة إلى المرمى أو على حافة منطقة الجزاء أو داخل الصندوق.
نعم أنا سعيد جدا لانطلاقة الدوري وأتمنى أن يستمر وتغمرني سعادة بالغة لوصولنا لمرحلة البث المباشر وكل ما أتمناه أن يرانا الآخرون عبر الفضائيات بأداء مشرف ومظهر لائق. فأما الأداء فهو مسؤولية الأجهزة الفنية واللاعبين ,أما المظهر والتنظيم والإدارة فهي مسؤولية الاتحاد ولجانه وهم أهل لذلك.
وأخيرا مبروك لنا وعلينا نجاح هذا العرس وشكرا للقيادة السياسية والشركات والمؤسسات الوطنية وضيوف الوطن وأخص هنا نائب رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم المهندس نضال الحديد الذي أصبح يشاركنا أعراسنا وشكرا لمجلس اتحاد الكرة الذي نتمنى له التوفيق والنجاح في المهمة الوطنية التي نذروا أنفسهم لها وهذا واجبهم ولتستمر القافلة في المسير ولنقف جميعا في مساندة الاتحاد ونتفادى جميع الظواهر التي تجعلنا عرضة للانتقاد.