الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس والجهاد تؤكدان سعي الحركتين لبناء علاقات متينة مع مصر رغم البرود الذي شاب العلاقات مؤخرا

نشر بتاريخ: 24/08/2008 ( آخر تحديث: 24/08/2008 الساعة: 22:08 )
غزة - معا - اكدت حركتا حماس والجهاد على سعي الحركتين لبناء علاقات متينة مع مصر رغم البرود الذي شاب العلاقات بينهما مؤخرا .

وكانت الحركتان كشفتا عما وصفتاه بـ "تعقيدات مرحلية "تشوب العلاقة, بين الحركتين ومصر ودعتا إلى تفكيكها معاً وبشكلٍ فوري.

جاء ذلك في ندوةٍ سياسية بعنوان (العلاقات الفلسطينية - المصرية .. الواقع والتطلعات) نظمها مركز فلسطين للدراسات والبحوث في فندق البيتش على شاطئ بحر غزة بعد عصر اليوم الأحد، بحضور قيادات عن الحركتين وممثلين عن كافة القوى والفصائل، بالإضافة إلى شخصيات تمثل قطاعات مختلفة من شرائح شعبنا ومؤسساته.

وأكد الدكتور محمد الهندي القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن العلاقة مع مصر انبثقت من حقيقة وحدتها المصيرية مع بلاد الشام والتي تعد فلسطين قلبها، متحدثاً بشكلٍ مستفيض عن المفاصل التاريخية في هذه العلاقة.

واعتبر الدكتور الهندي أن انزراع اسرائيل في فلسطين عام 1948م بـ"العنف والإرهاب"، استهدف ولا يزال مصر ودورها، مكانتها وحتى اقتصادها، موضحاً أن مصر متضررةٌ من كون إسرائيل دولة ممتدة في المنطقة.

وأشار الهندي إلى أن كل العوامل التي تضعف إسرائيل وتربك حساباتها بما فيها المقاومة هي في صالح مصر، بالإضافة إلى أن العوامل التي تقوي الوضع الداخلي الفلسطيني هي سندٌ لمصر وإستراتيجيتها ودورها.

ولفت إلى أن هناك تعقيدات وأزمات في العلاقة مع مصر اليوم، مشدداً على ضرورة ألا تتغلب هذه التعقيدات التي وصفها بالمرحلية على العلاقة الإستراتيجية مع مصر، مشيراً إلى أن من أبرز ما أحدث هذه التعقيدات مراهنة مصر على المسيرة السياسية التي بدأت قبيل مؤتمر مدريد واستمرت إلى ما بعد توقيع اتفاقية أوسلو.

وأكد الهندي أن مصر ساعدت المفاوض الفلسطيني في مسيرته على مدار عقدين عبر لقاءات وصفتهابـ"العبثية لا قيمة لها"، مشيراً إلى اعتراف احمد قريع بأن محصلة المفاوضات النهائية هي صفر.

ورأى أن وصول مسيرة المفاوضات إلى نهايتها والتي لفت إلى أنها قلصت دور عددٍ من الدول والقوى العربية المؤيدة لها في صالح قوى المقاومة الفلسطينية يستدعي إعادة تقييم مصري وعربي لجدوى هذه المسيرة، وجدوى الخيارات التي تفرضها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.

وقال الهندي:" من المهم التوضيح أن بروز قوى المقاومة التي تؤمن بأهمية استعادة الدور العربي لفلسطين، هو بالتأكيد في صالح تقوية العلاقات المصرية-الفلسطينية".

وجدد القيادي في الجهاد تأكيده على انكماش الهيمنة والواقع الذي مثلته إسرائيل، مبيّناً أنها (يقصد إسرائيل) تتراجع سلماً وحرباً وأنه يمكن إيقاع الهزيمة بها كما حصل إبان حرب تموز في العام 2006م.

وختم الدكتور الهندي حديثه في الندوة بالقول:" أي قائد مصري يتخذ قراراً بدعم الشعب الفلسطيني سيذكر في التاريخ مثلما يذكر صلاح الدين الأيوبي وغيره من القادة العظام".

بدورة أكد الدكتور محمود الزهار، القيادي في حماس أن لمصر دورا أساسيا في صياغة الثقافة الفلسطينية، بالإضافة إلى دورها الكبير في برنامج المقاومة بالطريقة التي عرفها الشعب الفلسطيني.

وتحدث الزهار عن العلاقة التاريخية بين مصر وفلسطين، مشيراً إلى أن كل الحملات التي استهدفت المنطقة كانت مصر وفلسطين عاملاً مشتركاً فيها، مبيّناً في الوقت ذاته أن الجزء التاريخي في رؤية الأعداء أنه لا انفصام بين المحورين اللتين أسماهما "الدولة والقضية المركز".

وأقر الزهار بوجود تعقيدات تلف العلاقة بين حركته التي تتولى زمام الأمور في قطاع غزة وبين الجانب المصري، مشيراً إلى أن هناك قدرةً على تفكيك هذه التعقيدات، .

وألقى الزهار باللائمة في هذه التعقيدات بشكلٍ أساسي "على دور الإعلام التوتيري في كلا الطرفين"، خاصةً وإن كان هذا المصدر الإعلامي رسمياً، موضحاً أن حديث الإعلام المتواصل عن قضايا مختلفة كاجتياح الحدود المصرية التي شدد على أن "حماس" لا تبيت النية للقيام بذلك مثلاً أو الحديث عن مشروع توسعي لـ"حماس" في سيناء أيضاً، يخلق هواجس لدى المصريين.

واتهم القيادي في "حماس" أطرافاً إعلامية معادية لحركته بخلق هذه الهواجس, مبينا أن "حماس" ستعمل على تمكين مصر من إغلاق الملفات التي فتحت، متمنياً على مصر أن تقوم بالضغط على الجانب الإسرائيلي لإحداث انجازات في هذه الملفات.

وأعرب الزهار عن أمله "أن تقف القاهرة من نفس المساحة بين "حماس" وبين رام الله، مشدداً على ضرورة أن تكون المسافة أقرب مع حركته لأنها تمثل الشارع أكثر"، على حد تعبيره.