"إبداع المعلم" و"التربية" يستعدان لعقد لقاء الأسبوع القادم لإعلان المشاريع الفائزة
نشر بتاريخ: 27/08/2008 ( آخر تحديث: 27/08/2008 الساعة: 11:26 )
رام الله-معا- يستعد مركز "إبداع المعلم"، ووزارة التربية والتعليم العالي لإعلان المشاريع الفائزة ضمن مشروع "تمكين مجالس أولياء الأمور من تحسين البيئة المدرسية في المدارس الفلسطينية"، والذي بدأ الجانبان بتنفيذه منذ بداية العام الجاري، بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
ويعتزم المركز والوزارة إقامة لقاء وطني في رام الله الأسبوع المقبل، تحت رعاية وزيرة التربية والتعليم العالي لميس العلمي، وبمشاركة عدد كبير من ممثلي أولياء الأمور، ومؤسسات المجتمع المدني والمهتمين، سيتخلله الإعلان عن المشاريع الفائزة، فضلا عن تقديم مداخلات حول علاقة المجتمع بمجالس أولياء الأمور ومهامها، إلى غير ذلك.
ويهدف المشروع إلى تمكين مجالس أولياء الأمور من لعب دور فاعل في المدارس، وإكساب أعضائها مهارات مختلفة، وآليات تدخل تسهم في الارتقاء بالبيئة التعليمية.
وحسب مديرة برنامج بناء القدرات في المركز انتصار حمدان، فقد جرى في إطار المشروع تدريب ممثلين عن 21 مجلس أولياء أمور في الضفة، موزعين على 8 محافظات، حيث تم اختيار 3 أعضاء من كل مجلس مشارك، وتدريبهم في مجالات تتعلق بحقوق الإنسان، وحقوق الطفل في البيئة التعليمية، والنوع الاجتماعي، ومنهجية البحث والعمل الإجرائي.
وذكرت حمدان أن المشاركين اكتسبوا خبرات ومعارف في نواح تتعلق بمهارات التفاوض، وحل المشكلات، والتخطيط، والقدرة على صنع القرار، والتشبيك، وغيرها.
وبينت أن المشاركين عمدوا إلى تدريب آخرين من أعضاء مجالس أولياء الأمور في مناطقهم، يتراوح عددهم بين 9-12 شخصا، فضلا عن عقد ورشات للأهالي شارك فيها العشرات، لتوعيتهم بدور مجالس أولياء الأمور، مضيفة "عمل أعضاء المجالس والأهالي على اختيار مشاكل تتعلق بالبيئة المدرسية، واقتراح حلول لها، وبالتالي في العديد من الحالات تجند الأهالي لتنفيذ مشاريع تنعكس إيجابا على المدارس والمجتمع المحلي".
وأضافت: في الغالبية العظمى من الحالات، تم اختيار مشاكل تتعلق بالبنية التحتية، مثل قلة الغرف الصفية، أو المختبرات، أو الحاجة إلى ترميم مبنى المدرسة، بينما اختار آخرون مشاكل مثل الانضباط المدرسي، وضعف التحصيل العلمي، وضغط المنهاج، إلى غير ذلك.
وأوضحت إلى أنه عقد ضمن المشروع، ثلاث جلسات تحكيم للمشاريع المقدمة، عقدت الأولى في جنوب الضفة الغربية، حيث تنافست سبعة مجالس أولياء أمور من محافظتي بيت لحم والخليل، أما الجلسة الثانية فعقدت في شمال الضفة، بمشاركة 13 مجلسا من جنين، وطولكرم، وقلقيلية، ونابلس، فيما عقدت الثالثة في وسط الضفة، بمشاركة خمسة مجالس من رام الله وأريحا، لافتة إلى أنه تم اختيار مشروع فائز في كل جلسة تحكيم.
وبينت أنه سيتم الإعلان عن المشاريع الثلاثة الفائزة خلال لقاء رام الله، حيث سيتم منح جهاز حاسوب لكل مدرسة فائزة، سيخصص لاستخدامات مجالس أولياء الأمور فيها، موضحة في نفس الوقت، أن العمل جار لتحضير نشرتين للتوعية حول دور مجالس اولياء الأمور، وما أنجز ضمن المشروع.
وقالت: خلال العمل على المشروع، برزت العديد من القضايا المثيرة للجدل، مثل استقلالية مجالس أولياء الأمور، وصلاحياتها، ودورها، وأهمية تشكيل مجالس موحدة وصولا إلى إنشاء مجلس موحد على مستوى الوطن، بحيث يكون جسما قادرا على التأثير في السياسات وعلى صناع القرار، حيث تم نقاش هذه القضايا عبر ندوتين تلفزيونيتين تم عقدهما من خلال شاشة تلفزيون فلسطين كأحد فعاليات المشروع.
وأثنت على المشاركين في المشروع، مبينة أنه كشف مدى التزام أعضاء مجالس أولياء الأمور خدمة المجتمع، وتحسين البيئة المدرسية، إلا أنها أكدت أن مجالس أولياء الأمور تعاني من أنها تعمل وفق تعليمات غير واضحة، وبالتالي فإن دورها غير محدد، وضعيف على صعيد حل المشكلات، والتأثير في البيئة المدرسية.
وقالت: عندما شكلت المجالس كان في البدء إقبال على عضويتها، لكن ذلك تغير مع مرور الوقت، خاصة عندما تجلى أن دورها بمثابة جبي الأموال، ولهذا صار هناك عزوف عن الانضمام إليها، بينما يعتبر آخرون عضويتهم في المجالس، أحد أشكال الوجاهة، كما أن هناك مشكلة الإدارة المدرسية، فإذا كان المدير مقتنعا بعمل المجلس يسهل عمله ويدعمه، أما في حال العكس، فإنه يعمل على تهميشه.
وأضافت: هناك ضعف رقابة ومتابعة من قبل الوزارة على المجالس، ورغم أنها تعمل على تحفيزها من خلال تكريم أفضل مجلس أولياء أمور، إلا أنها لا تتابعها، وهو ما ينطبق على مؤسسات المجتمع المدني، التي لا تولي هذه المجالس كثيرا من الاهتمام.
ونوهت إلى أن المركز يعد من المؤسسات القليلة التي عملت مع مجالس أولياء الأمور، موضحة أن تاريخ العمل مع المجالس يعود إلى العام 2006، وذلك بدعم من مؤسسة "بدائل العالمية "Alternative"، مضيفة "العمل مع المجالس يحتاج إلى نفس طويل، وجهد متواصل وتشبيك دائم مع الوزارة، سواء على صعيد السياسات، أو تمكين هذه المجالس".
وأوضحت أن المشروع شمل عقد ورشة بمشاركة رؤساء الأقسام في مديريات التربية بالضفة، تناولت تعليمات الوزارة المتعلقة بمجالس أولياء الأمور، مبينة أنه تم وضع تصور لتعديل هذه التعليمات، رفع إلى الوزارة.
وقالت: أدركنا عبر اتصالاتنا مع الوزارة، أن هناك توجها لتعديل هذه التعليمات، إلا أن هذا التعديل غير كاف.
وعبرت عن سعادتها لما حققه المشروع من إنجازات، خاصة وأن الكثيرين أدركوا أهمية مجالس أولياء الأمور في دعم البيئة المدرسية وتحسينها، فضلا عن اكتساب المشاركين مهارات عديدة، وتنامي الاهتمام الإعلامي بهذا المجال، ما انعكس في تناول بعض وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة لموضوع مجالس اولياء الامور ضمن برامجها.
وقالت: جزء من المشاريع نفذت على أرض الواقع، حيث استطاعت المجالس استقطاب تمويل لها، من خلال طرقهم أبواب مختلفة، بما فيها رئاسة الحكومة الفلسطينية.
وأضافت: العمل مع مجالس أولياء الأمور يمثل تجربة مهمة وغنية، ففيها ربات البيوت، وكبار السن والمثقفين، وعبر الاحتكاك بهم يستطيع المرء أن يلمس أن هناك كثيرين لديهم حس عال بالمسؤولية، والرغبة في خدمة المجتمع.
كما ذكرت أنه تم توحيد مجالس أولياء الأمور في عدة مناطق ريفية، الأمر الذي زاد من فعالية هذه المجالس ودورها.
وأوضحت أنه سيصار خلال الفترة القادمة، إلى مواصلة العمل مع مجالس أولياء الأمور، من خلال تقديم تدريب لأعضاء مجالس جدد، إضافة إلى عقد لقاءات وندوات تستهدف الأهالي، لتوعيتهم بأهمية المجالس، علما بأن المركز وصل إلى نحو 3000 من الأهالي في الضفة و50 مجلسا منذ بداية عمله على صعيد مجالس أولياء الأمور العام 2006.
وبينت أن المركز سيواصل تعاونه مع الوزارة وكافة الاطراف ذات العلاقة، وصولا الى سياسات أفضل وفاعلية اعلى لعمل مجالس أولياء الأمور.