الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى استشهاد أبو علي مصطفى- الشعبية: الشعب الفلسطيني يمر اخطر منعطف في تاريخة

نشر بتاريخ: 27/08/2008 ( آخر تحديث: 27/08/2008 الساعة: 17:49 )
غزة- معا- قالت مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن طرفي الصراع حركتي فتح وحماس والمشروع الوطني الفلسطيني برمته يعيش أخطر أزمة في تاريخه، لافتة أن لا المفاوضات أدت إلى نتيجة مرجوة في ظل حالة انقسام ولا توجد مقاومة حقيقية في ظل هذا الانقسام، مضيفة أن حقوق الشعب ومنجزاته تبددت ونسيجه الاجتماعي مهدد نتيجة هذا الصراع الضار.

جاءت أقوال أبو دقة خلال مهرجان حاشد في مركز رشاد الشوا بمدينة غزة إحياءً للذكرى السابعة لاستشهاد الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أبو علي مصطفى والذي حضره عدد كبير من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وقيادات من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والعديد من القوى والفعاليات الوطنية والإسلامية والمجتمعية وجمهور غفير.

وفي سياق كلمتها أضافت أبو دقة بأن هذا الوضع السئ الذي تعيشه الساحة الفلسطينية قد سعت إليه دولة الاحتلال عبر تاريخها، مشيرة أن الاقتتال بين رفاق الدرب، والفئوية كان سبباً رئيسياً في هذا الانقسام، داعية ومن موقع الحرص على مصالح وحقوق الشعب وانطلاقاً من قرارات مؤتمرات الجبهة إلى إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، وباستعادة الوحدة الوطنية لشعبنا وقواه وأرضه، وإعلاء شأن كيانه السياسي والوطني وممثله الشرعي والوحيد على أساس ديمقراطية، وفقاً لقانون انتخابي يقوم على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، وفقاً لقانون انتخابي يقوم على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، وعلى تعزيز صمود ومناعة ومقاومة شعبنا المشروعة للاحتلال الغاصب.

وأشادت أبو دقة بمناقب الشهيد الكبير أبو علي مصطفى مشيرة إلى أنه كان أحد أهم أركان وأعمدة الثورة الفلسطينية المعاصرة وأحد أبرز مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي شكّل هو والمؤسس الدكتور جورج حبش مدرسة نضالية تقدمية أعطت الكثير للسجل النضالي الفلسطيني.

وعن جهود الجبهة على الصعيد الوطني والسياسي أشارت أبو دقة بأن الجبهة وفصائل العمل الوطني والإسلامي ومن خلال جبهة اليسار والحملة الشعبية للمصالحة الوطنية تواصل جهودها للضغط على طرفي الصراع للوصول إلى الحوار الوطني الشامل، ولقطع الطريق على استمرار الانقسام كي لا يتحول إلى حالة من الاحباط للشعب الفلسطيني، مضيفة بأن الجبهة وضعت أساساً للحوار الوطني الشامل على أساس وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة لإعادة تفعيل م.ت.ف ومؤسساتها وإشراك كل فصائل العمل الوطني والإسلامي فيها.

ودعت أبو دقة حركتي فتح وحماس لتهيئة المناخ للحوار الوطني الجاد عن طريق وقف الحملات وإطلاق سراح الأسرى وتشكيل حكومة ائتلاف وطني متفق عليها لتحقيق الحوار وتوحيد المؤسسات والتهيئة لانتخابات رئاسية وتشريعية متفق عليها ضمن سقف زمني متفق عليه حسب قانون التمثيل النسبي الكامل وبناء قوات الأمن والأجهزة الأمنية على أساس مهني وليس فئوي.

وطالبت بوقف المفاوضات التي وصفتها "العبثية والضارة"، مشيرة إلى أنها تحولت إلى غطاء لممارسات الاحتلال وعدوانه المستمر، ولحملة علاقات عامة، مضيفة في نفس الوقت" أن التهدئة لم تحقق النتائج التي روج لها أصحابها فلا زال الحصار مستمراً والمعابر مغلقة".

بدوره استعرض د. زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعض صفات الشهيد أبو علي وابرز المحطات النضالية له قائلا "لقد كان أبو علي مصطفى، هذا القائد الفذ الذي أحب فلسطين وعشق جبالها وقراها ومدنها حاضرا بقوة مع رفاق دربه القادة على رأس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في جميع معارك الدفاع عن الثورة والمخيمات وكان واحدا من أهم عوامل قوتها حاملا راية الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية "، مضيفا انه كان حاملا لراية حق العودة، معاهدا إياه أن تبقى هذه الراية مشرعة عالية حتى يتحقق حلم شعبنا الفلسطيني في العودة إلى دياره التي شرد منها في العام 1984.

وفي سياق آخر رأى الأغا أن تصاعد العدوان الإسرائيلي بهذا الشكل ووصوله لهذا المستوى الخطير كان يهدف وما زال إلى تركيع الشعب الفلسطيني وفرض التنازلات عليه، مؤكدا ان حكومة الاحتلال ليست معنية بأي حال من الأحوال بالتقدم الحقيقي نحو عملية سياسية جادة، مضيفا أنها لا تريد السلام.

وفي الشأن الداخلي أعلن الأغا أن قوى وفصائل فلسطينية بذلت جهودا لاحتواء الازمة والتخفيف من حدة التوتر والاحتقان في إشارة إلى جهود الجبهة الشعبية مع أطراف جبهة اليسار وحركة الجهاد الإسلامي، مشيرا إلى انه تم التوافق على عدة بنود لتكون مخرجا للازمة ومدخلا لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتبييض السجون الفلسطينية ووقف التحريض الإعلامي.

وأعرب عن أمله أن تشهد الأيام القادمة خطوات ايجابية نحو تحقيق هذه الأهداف والتوافق على ميثاق شرف يحرم الاعتقال السياسي ويجرمه، ويضع حدا لكل الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني وتجعله رهينة لأي حدث يقع هنا أو هناك، داعيا حركة حماس للقيام بخطوات ايجابية وملموسة على ارض الواقع لتهيئة الأجواء لإنجاح الجهود المصرية والعربية لاحتواء الأزمة وإنهاء حالة الانقسام.

بدوره، ألقى طلعت الصفدي القيادي في حزب الشعب كلمة جبهة اليسار، حذر خلالها "من المحاولات المحمومة للإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية من محاولاتها المستمرة للتوصل إلى وثيقة تضع سقفا جديدا للعملية التفاوضية بديلا عن قرارات الشرعية الدولية."

وأكد رفض جبهة اليسار للدولة ذات الحدود المؤقتة والتبادلية، مشدداً على تمسك جبهة اليسار بالبرنامج الوطني القائم على إنهاء الاحتلال عن كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين لديارهم طبقا للقرار 194.

وأوضح الصفدي" ان ذلك يستدعي وقف المفاوضات التي تتنافى مع هذا البرنامج، في إشارة إلى المفاوضات العبثية الجارية الآن بين أبو مازن والاحتلال في وقت يستمر ويتزايد فيه الاستيطان والحصار، وما زال الاحتلال يتنصل من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية".