إعلاميون وشخصيات وطنية وسياسية تجمع على ضرورة تجنيب الإعلام المناكفات السياسية وتدعو الصحفيين للعمل على إعادة اللحمة
نشر بتاريخ: 28/08/2008 ( آخر تحديث: 28/08/2008 الساعة: 19:21 )
غزة -معا- دعا عدد من الصحفيين والإعلاميين والشخصيات الوطنية والسياسية والبرلمانية في غزة إلى ضرورة تجنيب الإعلام للمناكفات السياسية بين الفصائل الفلسطينية مؤكدين على ضرورة أن يأخذ الإعلام دوره في إعادة اللحمة ونبذ التفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني .
وأكد الصحفي عماد الإفرنجي في كلمته خلال المؤتمر الإعلامي الأول "نحو إعلام وطني يعزز المهنية والوحدة "والذي ينظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية على أن المنتدى جذر اسمه بعمله وأدائه على الأرض رغم حداثة سنه، وشكل حالة من الفهم العميق للواقع الإعلامي، وعمل مع الجميع على وضع الحلول المناسبة والممكنة للأزمة الراهنة في ظل واقع سياسي وإعلامي بالغ التعقيد والخطورة.
وأشار رئيس المنتدى الإفرنجي، إلى أنه تم عقد ورشات مع أصحاب القرار في المؤسسات الإعلامية، ومع الصحفيين والعاملين في الإعلام، وطلاب وطالبات أقسام الصحافة في الجامعات، وأخرى مع عشرات الصحفيين والحقوقيين والمثقفين.
وبين الإفرنجي، أن المنتدى أطلق مبادرته الإعلامية التي لقيت دعما طيبا من فصائل وطنية وإسلامية ومؤسسات حقوقية ومثقفون وإعلاميون تضمنت أسسا لحل الأزمة الإعلامية القائمة، كما أطلق بالتعاون مع مكتب اتحاد الأطباء العرب في غزة جائزة الشهيد الصحفي فضل شناعة للعام 2008.
وشدد على أن الصحفي مسؤول عما يكتبه أمام القانون وأمام الجمهور، وأمام ربه من قبل ومن بعد، وغايته أن يبحث عن الحقائق المهمة بشأن الأخبار والقضايا وأن ينشرها كاملة.
وطالب بالإفراج العاجل عن جميع الصحفيين المعتقلين وآخرهم الصحفي مصطفى صبري من قلقيلية، والسماح بتوزيع الصحف في الضفة الغربية وغزة والسماح بعمل وسائل الإعلام بحرية.
وأكد الدكتور أسامة عنتر مدير مؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية، على أن الإعلامي الفلسطيني عمق الأزمة الراهنة، وهو القادر على ترطيب أجواء الحوار، لأن من الداء يأتي الدواء.
ودعا عنتر، وسائل الإعلام في الضفة الغربية وقطاع غزة، للتكاتف والمحافظة على الدور الريادي لنقابة الصحفيين وإعادة بنائها.
وبين أن فكرة المشروع انطلقت من خلال الوضع الإعلامي الفلسطيني الراهن، فقد ساهمت وسائل الإعلام في تفكيك النسيج الاجتماعي الفلسطيني، موضحاً أن الإعلامي التي يتبع التحريض لا يساعد حزبه، ومن يريد مساعدة حزبه عليه بناء جسور الوحدة.
وشدد راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، على أن الخطاب الإعلامي الحالي مُدمر،داعياً لوجود خطاب لصالح التسامح والمصالحة والحوار.
وأضاف الصوراني " نتفهم وجود صحافة حزبية، لكن يجب مراعاة عمل المهنة"، مشيراً إلى أن وسائل إعلام سعت لتوريط المنظمات في الصراع الدائر.
وفي الجلسة الأولى من المؤتمر قال الإعلامي الأكاديمي محسن :"الوضع الفلسطيني الراهن افرز حكومتين تتحدى كل واحدة منها الأخرى وتستخدم كل الوسائل بما فيها الإعلام ما جعله أمام تحدي وجعله جزء من المشكلة ".
وأكد الإفرنجي أن الانتهاكات التي حدثت بحق الصحفيين كبيرة من قبل الحكومتين كبيرة بالنظر إلى المدة الزمنية التي خاضتها تلك الحكومتان مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يعيش أزمة داخلية حادة تستدعي من الإعلام أن يقف في أمامها .
وأشار د. محمد حجازي النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح ، إلى المؤسسات الإعلامية التابعة لحركة فتح ومنظمة التحرير تعاملت بمرونة كبيرة في خطابها الإعلامي، وفي إدارتها مع الحالة الفلسطينية بكل مكوناتها.
وشدد على أن قيادة فتح تعمل جاهدة في هذا الاتجاه، وتتمنى على الآخر الفلسطيني أن يعيد تقييم خطابه الإعلامي وان يحدد أولوياته وإستراتيجيته، وأن ينهي حالة من التحزب الإعلامي المقيت".
وكانت الورقة الثالثة للنائب عن حركة حماس بالمجلس التشريعي هدى نعيم بعنوان :" محددات الخطاب الإعلامي في التعامل مع الآخر الفلسطيني"، قدمت فيها رؤية حماس "لمحددات الخطاب الإعلامي في التعامل مع الأخر.
وشددت النائب نعيم، على أن حماس بخطابها الإعلامي شكلت عاملاً من عوامل الاستقرار، وأن الخروج عن هذه القاعدة لم يكن منطلقاً من مبادرة أو خطة مبرمجة، وإنما جاء ردة فعل في سياق معركة فرضت على حماس اضطرت حماس للتعامل معها ميدانياً.
أما الورقة الرابعة والأخيرة في الجلسة، فكانت لناصر اللحام مدير شبكة معا الإعلامية بعنوان "من يضبط العمل الصحفي الفلسطيني وكيف ؟!!"
وخلال الورقة، اعتبر الصحفي اللحام أن الخطاب الإعلامي الحالي تحريضي، وأن المخرج من ذلك هو حل الخلافات السياسية، والتمسك بالمهنية الصحفية وأخلاقياتها بغض النظر عن الانتماءات الحزبية .
وقال اللحام إن الواقع الفلسطيني مفتوح على تعقيدات كثيرة وتختلط فيها المصلحة الوطنية بالمصلحة الشخصية والتنظيمية، وأضاف " المجتمع يعيش حركة تغيير ولحظة تاريخية مهمة بالخروج من مسلمات الفترات السابقة إلى مرحلة أخرى غير معروفة" في إشارة إلى تأثر الإعلام بالتغيرات السياسية التي شهدتها الساحة الفلسطينية خلال الأعوام الماضية.
وأشار اللحام إلى أن واقع السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية بسلبياتها وانقساماتها قد انعكس على واقع السلطة الرابعة ،سلطة الصحافة.
ورأى رئيس تحرير وكالة معا الإخبارية أن الالتزام بالمهنية يتطلب البعد عن التحريض والتفريق بين الخطاب الحزبي والخطاب الوطني.