الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات الفتحاوية التمهيدية خطوة جريئة... بقلم: حسن عبد ربه

نشر بتاريخ: 21/11/2005 ( آخر تحديث: 21/11/2005 الساعة: 13:22 )
معا- اعتادت حركة فتح على مدى اربعة عقود مضت على منهج التعيين والاختيار والتوافق في فرز مندوبيها وممثليها او مرشحيها لخوض انتخابات المؤسسات والاتحادات والنقابات المختلفة, هذه الحركة الثورية تشهد هذه الايام مرحلة ميلاد جديدة بعد مخاض صعب ومعقد بين مؤيد ومعارض متحمس ومتردد في خوض غمار الانتخابات التمهيدية, والتي يستطيع المرء تسجيل العديد من الملاحظات حول آلياتها وشروطها وما واكبها من ملابسات, لكن القول الفصل في هذا الموضوع أتى بشكل قطعي بأن قطار الديمقراطية الداخلية في حركة فتح قد انطلق لاول مرة في تاريخ الحركة بهذا الحجم والزخم والتفاعل, الامر الذي يعني انبثاق ونهوض تيار ديمقراطي يتلاءم بشكل واسع مع متطلبات الحياة والمجتمع المعاصر القائم على التعددية والديمقراطية والشراكة في تحمل المسؤوليات وصنع القرار.

ان ينطلق قطار الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) خير الف مرة من المراوحة في حلقة مغلقة فهذا الامر من شأنه خلق حالة تفاعل وتجاذب واستنهاض لكافة الطاقات وقدرات الحركة كنتيجة منطقية للتنافس الفتحاوي في مختلف الاقاليم التنظيمية في الوطن وبمعنى ادق اصبح كل فتحاوي ونصير لفتح ذات اهمية ومكانة سواء كان متواصلا في عمله التنظيمي ام وقف على الحياد لسنوات واصبح حماية فتح ومسيرتها الوطنية منطق كل الاحاديث واللقاءات.

ان المرحلة الراهنة من تاريخ فتح تعتبر الاكثر اهمية وحساسية في الحياة التنظيمية خاصة وان الانتخابات التمهيدية الفتحاوية تأتي لاهم وابرز مؤسسة رسمية للشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية تأتي لمؤسسة المجلس التشريعي الفلسطيني وبمشاركة عدة آلاف من الناخبين في كل اقليم من مختلف القطاعات والفئات والشرائح الاجتماعية والجغرافية والتي بدون شك ستعكس صورة أداء وتصرف حركة فتح في الساحة الفلسطينية ايجابا او سلبا.

مما يترك اثرا واضحا على صورة وطبيعة المرحلة السياسية والنظام السياسي القادم في الساحة الفلسطينية وكون الحديث يأتي في سياق انتخابات المجلس التشريعي فإن ابناء حركة فتح بكوادرها وقادتها وانصارها مطالبون في هذه المرحلة بالوقوف موحدين وواقعين امام المرآة وامام الذات بشكل صريح.

والاجابة على جملة تساؤلات مشروعة ومنطقية كيف سنتعامل مع انفسنا في هذا التنافس الداخلي؟! هل سيقوم كل مرشح بتحطيم الآخرين للوصول لصوت المشاركين في البرايمرز؟! هل سيتم المحافظة على قانون المحبة ويرتقي الجميع للقيم والاخلاقيات الكفاحية والنضالية ؟! وهل سيضع المتنافسون مصلحة فتح ووحدتها والشعب الفلسطيني اساسا لتحركاتهم ولقاءاتهم؟!.

وهل سيكون هناك احترام للانظمة والتعليمات الخاصة باجراءات هذه الانتخابات واحترام نتائجها؟! هل ستشهد الساحة الفتحاوية ذات الاندفاع والتزاحم لرفع وانجاح مرشحي الدوائر لفتح ولقائمة فتح بكل مثابرة ام سيكون هناك نكوص وفتور لمن لا يحالفه الحظ من المرشحين والمتنافسين؟! وهل سيلتزم الجميع بالنتائج ويحترمها؟! وهل ستنجح هذه الآلاف من كل اقليم في اختيار الاكثر كفاءة واصلاحا للوطن والشعب والقضية والحركة؟! ام ستكون انعكاسا للعصبية والفئوية والجهوية والمصالح الضيقة؟!.

ان فرادة وحداثة هذه التجربة الداخلية لحركة فتح لا بد من انجاحها واستخلاص العبر منها وتقييمها لتبقى منهجا في كل المؤسسات والقطاعات التي تشهد وفق انظمتها حياة الانتخابات.

حركة فتح عبر خطوتها الجريئة لاجراء انتخابات تمهيدية تشكل بذلك انقلاب في العقلية التنظيمية في السياسة الداخلية الفلسطينية.