الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسرائيليون يستذكرونه ويتساءلون: هل كان ايبي ايتان ساذجا ام كنا نحن ساذجون؟

نشر بتاريخ: 29/08/2008 ( آخر تحديث: 29/08/2008 الساعة: 12:53 )
بيت لحم- تقرير معا- عشرات فقط شاركوا اليوم الجمعة في جنازة ناشط السلام الاسرائيلي ايبي نتان الذي توفي مساء الاربعاء في احد مستشفيات تل ابيب عن عمر ناهز 81 عاما، عاد الاسرائيليون للبحث في أمر " نشطاء السلام " وهل كانوا سذجا ؟ ام أن العسكريون ودعاة القتال والحروب هم السذّج الذين فقدوا توازنهم ؟.

الصحافي الاسرائيلي يورام بن نور من التلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية حاول ان يطرح هذا السؤال من خلال تقرير تلفزيوني لائق بايبي ايتان وذلك من خلال سرد قصة حياته تلفزيونيا وأخذ تعقيب من رئيس الدولة العبرية شمعون بيريس عليه.

ويتضح من ثنايا التقرير ان المجتمع الاسرائيلي ومع وفاة ايتان عاد وكانه يسأل نفسه: هل ظلمنا نشطاء اليسار ؟ هل احبطناهم وشهرنا بهم ومنعنا ابعادهم ودفعناهم الى هوامش الفعل؟ هل يحترم المجتمع الاسرائيلي دعاة القتل والحروب ولا يحترمون اساتذة الجامعات الذين يفيقون الساعة الخامسة صباحا ويتجهون نحو الحواجز العسكرية في جبال الضفة الغربية تحت برد الشتاء وحرّ الصيف للدفاع عن حقوق الانسان؟ هل هؤلاء ساذجون ومغفلون؟ ام ان المجتمع الاسرائيلي هو الذي لم يقدر قيمتهم ؟.

ولا يزال لا يقدر قيمة الاحياء منهم مثل اوري افنيري ومايا روزنفيلد وعميرة هس وجدعون ليفي ويوسي بيلين وشلوميت الوني وفيليتسا لانغر وعشرات مثلهم لا يزالون " غير مرغوب فيهم " من جانب المجتمع الاسرائيلي الذي يسكر بالجنرالات .

والاهم من ذلك ان نسأل انفسنا نحن كفلسطينيين: هل تمكنا من الاستفادة من تجارب هؤلاء "المغامرين" ام اننا لا نزال ايضا نحترم الجنرالات في المجتمع الاسرائيلي وفي المجتمعات العربية ونزدري العلماء والمؤمنين بالسلام ؟.

نتان من مواليد ايران العام 1927, امضى القسم الاكبر من حياته محاولا نشر السلام بين اسرائيل والعرب، الامر الذي كلفه السجن مرارا حتى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس اسرائيل شمعون بيرس سارعا الى تابين بنتان.

وقال اولمرت في بيان:" لقد احبّ ايبي نتان الحياة والانسانية والسلام سنظل نتذكره بمحبة", واعتبر بيرس ان نتان " كان احد الشخصيات الاكثر اصالة في اسرائيل", واضاف "كان الشخص الاكثر ايمانا بمرحلة فيها بعض الامل".

ووصفت عضو الكنيست السابقه غؤلا كوهن المحسوبة على التيار الاشد تطرفا على الساحة السياسية الاسرائيلية ناشط السلام ايتان برجل المبادئ وقالت في مقال نشرته صحيفة معاريف في عددها الصادر يوم امس:" رغم اختلافي مع افكار هذا الرجل الا انني اجد نفسي ملزمة على اداء التحية له احتراما مني لتمسكه بالمبادئ والافكار التي امن بها ومحاربته طيلة حياته لاجل احقاقها والدفاع عنها ".

عضو الكنيست العربي احمد الطيبي قال يوم دفن ايتان بانه لم يكن لناشط السلام نيتان مثيلا، ونشعر بخسارة كبرى لعدم وجود نشطاء سلام حازوا على الاحترام حتى من داخل معسكر اليمين مثل ايبي نيتان.

ومن ناحيته قال وزير العلوم والرياضة الاسرائيلي غالب مجادله بان ايبي نيتان وخلافا للكثيرين لم يكن يركض خلف الشهرة ووسائل الاعلام وانما امن بما كان يقوم به وهو يستحق لقب الزعيم, في العام 1966، استقل طائرة سميت "شالوم وان" (السلام) وقام بـ"رحلة سلام" بين اسرائيل ومصر في وقت كان فيه البلدان في ذروة النزاع, واعتقلته السلطات المصرية وطردته الى اسرائيل، ثم حاول القيام برحلة مماثلة العام 1967 قبل ان تسجنه السلطات الاسرائيلية.

في العام 1973، قرر انشاء اذاعة مهمتها نشر السلام أطلق عليها اسم "صوت السلام", وبعد اخفاقه في الحصول على اذن للبث من الاراضي الاسرائيلية، اخذت الاذاعة تبث انطلاقا من مركب في عرض البحر, ومع توقيع اتفاق اوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، عمد نتان الى اغراق مركبه في خطوة رمزية.

وقد التقى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مرتين خلال الثمانينيات، فعوقب بالسجن مرتين وتعرض لانتقادات شديدة في اسرائيل.