خلال جولة للنائبين ووفد من مؤسسات ووزارات المحافظة لقرية الرشايدة: سكان منسيون بلا ماء ولا كهرباء ولا كلأ
نشر بتاريخ: 31/08/2008 ( آخر تحديث: 31/08/2008 الساعة: 12:03 )
بيت لحم - معا - قام وفد من أعضاء كتلة فتح البرلمانيّة في بيت لحم وعلى رأسهم النائبين فايز السقا وعيسى قراقع وكل من حسن عبد ربه من الحكم المحلّي وكمال هماش مدير وزارة العمل في بيت لحم وأمل الحمود من وزارة الشؤون الاجتماعيّة وفريد الأطرش مدير الهيئة المستقلّة لحقوق الإنسان وكل من محمد صراصرة وهيثم حمامدة من جمعيّة نسائم الرحمة، بزيارة الى قرية الرشايدة الواقعة في أقصى جنوب شرق بيت لحم والبالغ عدد سكانها ما يقارب 2000 نسمة تمتد على مساحة واسعة من الأراضي المحاذية للبحر الميّت. .
وقد اطّلع الوفد على أوضاع القرية الصعبة التي يشعر سكانها دائما أنهم مهمّشون ومنسيّون ويعانون من نقص كبير في الخدمات الأساسية التي تعتبر من بديهيّات الحياة الإنسانية.
وقد اجتمع الوفد مع رئيس المجلس القروي فواز الرشايدة ومع أعضاء المجلس وعدد من أهالي وفعاليات القرية حيث استمع إلى المشاكل والقضايا التي تعانيها القرية و أبرزها:
1. عدم وجود كهرباء في القرية على الرغم من تقديم المشاريع في ذلك إلى الجهات الممولة إلى مجلس الوزراء منذ سنوات عديدة و بدون نتيجة، فالقرية ليلا مظلمة تماما وعدم توفر الكهرباء سبب أضرارا بيئيّة وصحيّة و اقتصاديّة و تعليميّة لدى السكان.
واستغرب أهالي القرية أنه في القرن الواحد والعشرين لم يصلهم الكهرباء حتى الآن، مطالبين ببذل المزيد من الجهود لحل هذه المشكلة.
2. الثروة الحيوانيّة: تعتمد قرية الرشايدة بشكل أساسي على الثروة الحيوانيّة وهي مصدر معيشة السكان، وقد تناقص تعدادها في السنوات الأخيرة إلى أكثر من النصف بسبب الارتفاع في اسعار الأعلاف والقيمة المضافة للضريبة على الأعلاف وعدم وجود دعم حكومي لها، إضافة إلى انتشار الجفاف بسبب قلة المياه و تجاهل وزارة الزراعة لمطالب المزارعين.
وطالب رئيس المجلس القروي بأهميّة تقديم مساعدات من الأعلاف بشكل سريع للمزارعين لتعزيز صمودهم في بلدهم و التعويض للمزارعين الذين فقدوا رأس مالهم ومصدر دخلهم ومساعدتهم في شراء أغنام وإعادة تشغيل العيادة البيطرية المتنقّلة التي كانت تقدّم خدمة جيّدة للمزارعين.
3. البطالة: تشكّل نسبة البطالة في قرية الرشايدة 70% بسبب موقع القرية النائي و عدم وجود مصادر بديلة، وطالب أهالي القرية بإعادة برنامج التشغيل من خلال مكاتب العمل وإيجاد مشاريع تشغيل لخلق فرص عمل وتمويل مشاريع تنموية مثل مزارع الدواجن أو بيوت بلاستيكيّة.
4. الصحّة: تعاني القرية من نقص كبير في الخدمات الصحيّة، ولا تقدّم العيادة الموجودة سوى الطعومات و لا يزور طبيب الصحة العيادة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتحتاج العيادة إلى ممرّضة و تجهيزات طبيّة و أدوية.
5. مخلّفات الجيش الإسرائيلي: سقط 6 شهداء وأصيب العشرات من سكان القرية بعاهات دائمة بسبب إصابتهم في أرض القرية التي استخدمها الجيش الإسرائيلي للتدريب بالذخيرة الحيّة ووجود متفجّرات و مخلّفات من الذخيرة في المراعي المحيطة بالقرية، وطالب الأهالي الصليب الأحمر الدولي و السلطة الفلسطينيّة العمل على إزالة ألألغام و مخلّفات الجيش الإسرائيلي من هذه المناطق التي يسقط العديد من المواطنين ضحايا لها.
6. تمويل المشاريع: اشتكى أعضاء المجلس القروي في الرشايدة من عدم دعم المشاريع المقدّمة من قبلهم للوزارات المختلفة، حيث لم يتلقّ المجلس أي مشروع منذ 3 سنوات رغم مطالبته المتكررة في ذلك.
7. التعليم: أبدى سكان الرشايدة احتجاجهم على عدم قبول المعلّمة الوحيدة التي تقدّمت لوظيفة في التربية كي تدرّس في قريتها، وحصلت على علامات متفوقة، وطالبوا بأهمية بناء طابق أول لمدرسة البنات وأسوار لمبنى الروضة وتعبيد الطرق.
الوفد الزائر أصابه الذهول من حجم الإشكاليات الإنسانية التي يعانيها سكان الرشايدة، وقد أبدى الوفد استعداده لمتابعة كل القضايا مع جهات مسؤولة وضرورة إنقاذ الأرض و السكان في هذه القرية المنسيّة وتوفير الخدمات الأساسية لهم.
وبدوره قال قراقع أن أي مسؤول يزور قرية الرشايدة يشعر كم نحن مقصّرين مع أهلها البسطاء الفلاحين الصامدين في أرضهم أما النائب السقّا فقد قال لا يعقل أن تموت الحياة في عصر العلم والتكنولوجيا وهي مسؤوليّة الجميع مؤسسات وسلطة ومجتمع محلّي.
وقامت مؤسسة نسائم الرحمة بدعم 60 أسرة من القرية بالملابس وقدّم مكتب العمل مساعدات قرطاسيه لطلاب القرية.