الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المعجزة منعت مجزرة في مخيم الدهيشة - الامن الفلسطيني احبط عملية للمستعربين في اللحظة الاخيرة

نشر بتاريخ: 21/11/2005 ( آخر تحديث: 21/11/2005 الساعة: 21:01 )
بيت لحم - معا - فيما تواصل قوات الامن الفلسطيني حملتها ضد السيارات غير القانونية لليوم السابع على التوالي ، كانت ثلاث دوريات فلسطينية تنصب حاجزا علنيا امام المدخل الغربي لمخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينين غرب بيت لحم ، وفجأة وصلت سيارة فورد ترازنيت تحمل لوحة فلسطينية الى الحاجز مباشرة وبدا الارتباك واضحا على وجوه ركابها الاربعة الى جانب سائقها الخامس ، وحاولت السيارة بغباء التملص من الحاجز فاشهر الجنود الفلسطينيون السلاح في وجه السائق ومنعوه من الهرب.

وساد الاعتقاد بان السيارة مسروقة او تحمل موادا غذائية فاسدة باسوأ حال ، ولم يخطر ببال اي من افراد الامن الفلسطيني ان درجة الغباء او المغامرة عند الضباط الاسرائيليين تصل الى درجة تعريض حياة المستعربين والمواطنين للخطر الى هذه الدرجة .

حاول احد المستعربين وباللغة العربية اقناع جنود الحاجز الفلسطيني ان يتقدم عدة امتار للامام لان السيارة تعاني من عطل في الكوابح ولكن الذريعة كانت غير مقنعة واصر ضباط من الامن الوقائي ان يفحص هوياتهم ، وامام هذا الالحاح قام المستعربون بتسليم هويات مزورة تعود لمواطنين مقدسيين عرب ، وكان احدهم يرمي كوفية فلسطينية على كتفه فيما كان اخر يتحدث على جهاز الاتصال باللغة العبرية .

وفي تللك اللحظات استنجد المستعربون بالجيش الاسرائيلي الذي ارسل دوريتيين من حرس الحدود للحاجز الفلسطيني وبصورة عنجهية قفز الجنود الاسرائيلييون من الجيبات وامروا الامن الفلسطيني برفع ايديهم وان يضعوا وجوههم باتجاه الجدار ، واذا بالامن الفلسطيني يخذلهم ويسحب السلاح في وجوههم ويطلب منهم رفع ايديهم.

وفي هذه اللحظة كشف اطفال مخيم الدهيشة اللذين اقتربوا بدافع حب الفضول - ان ركاب سيارة الفورد من المستعربين وانهم جاءوا للاجهاز على خلية مسلحة لكتائب شهداء الاقصى كانت بالجوار تعمل على مساعدة الامن الفلسطيني في انجاح حملة ضبط الامن وفرض القانون.

العشرات ثم المئات من سكان المخيم هرعوا الى المكان وشرعوا برشق المستعربين بالحجارة ولولا ان جيش الاحتلال سارع بالاتصال بالسلطة الفلسطينية والاعتراف بان ركاب الفورد هم جنود لديهم ، لكان مصير المستعربين مثل مصير الجنود الذين دخلوا الى رام الله في بداية الانتفاضة .
وبدلا من اتخاذ القرار الحكيم ، اخطأ الضباط الاسرائيلييون مرة اخرى وعوضا عن الانسحاب بسرعة ارسلوا ثلاث دوريات للجيش النظامي لتتحدى من جديد اكثر من عشرين جنديا فلسطينيا مسلحا ببنادق الكلاشينكوف الاتوماتيكية ومجموعة متسترة من كتائب الاقصى المسلحة ببنادق m16 ومئات المواطنين الغاضبين.

سبعة من ضباط الامن الوقائي جاءوا لتعزيز قوة الحاجز وهرعت دوريات فلسطينية مسلحة اخرى الى جانب سبعة من رجال الشرطة وسبعة من رجال المخابرات الفلسطينية اضافة الى عدد من الجمهور المسلح ، وكادت تقع المجزرة التي توقع عشرات القتلى من الجانبين ،والضباط الفلسطينيون يحاولون اقناع جنود الاحتلال بالانسحاب ومنع المجزرة الا ان جنود الاحتلال تصرفوا بحماقة واصرّوا على ان يرفع جنود الامن الفلسطيني ايديهم اما جمهورهم وان يشيحوا بوجوههم الى الجدار ، فوقع اشتباك بالايدي وركلات بالارجل وقام الامن الفلسطيني بدفع الجنود الاسرائيليين بالقوة للعودة و " سمحوا " لسيارة الفورد بالهرب.

وقد اعرب العديد من المسؤولين الفلسطينيين عن استهجانهم "لحماقة المخابرات الاسرائيلية " وضباط الاحتلال الذين ارسلوا فرقة المستعربين في مهمة قتل وسط اجواء كانت تنذر بالمجزرة.

العقيد مجدي العطاري قائد جهاز الامن الوقائي في منطقة بيت لحم ، والذي لا يزال يحتفظ ببطاقات الهوية المزورة التي استخدمها المستعربون اعرب عن غضبه الشديد من انعدام المسؤولية عند الضباط الاسرائيليين ، واكد لوكالة معا ان الله وحده منع مجزرة حقيقية كانت ستقع امام مخيم الدهيشة لولا انضباطية وجرأة اجهزة الامن الفلسطينية.