الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

شبان من مدن الضفة الغربية يتضامنون مع نابلس المحاصرة

نشر بتاريخ: 01/09/2008 ( آخر تحديث: 01/09/2008 الساعة: 18:35 )
نابلس - معا - بمشاركة واسعة وفعالية تضامنية هي الأولى من نوعها اخترق مئات من الشباب الفلسطيني الحصار المفروض على مدينة نابلس في محاولة منهم لكسر الحواجز ورفع الحصار عن المدينة والذي تعاني منه منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000.

وانطلق المشاركون يوم أمس من جميع مدن الضفة الغربية بدعوة من المركز الفلسطيني للسلام والديمقراطية، حيث وصلوا إلى المدينة وجابوا شوارعها وقدموا هدايا رمزية من مناطقهم تضامنا معها.

وقال ناصيف المعلم مدير المركز الفلسطيني للسلام والديمقراطية: "أن الهدف من الزيارة التضامنية مع نابلس هو دعم صمود المدينة والشعور عن قرب معها ومع معاناتها، والعمل على كسر الحواجز بإرادة هؤلاء الشبان، ودعوة الحكومة الفلسطينية لعقد فعالياتها ولقاءاتها بالمدينة لرفع الحصار عنها وكنوع من التضامن".
وأكد المعلم أن الهدف الآخر للزيارة هو تعريف الشبان الفلسطينيين والذين وصلوا إلى 243 متضامن ومتضامنة بالمدينة لينقلوا رسالة لأسرهم ولمؤسساتهم التي يعملوا بها عن هذه المدينة وما تعانيه جراء الحصار، قائلا: "لقد تحولت نابلس من عاصمة للاقتصاد الفلسطيني إلى عاصمة للحصار والفقر بفعل الاحتلال الاسرائيلي".
فلسطينيين فقط.

واوضح المعلم أن حصار نابلس هو حصار سياسي لتدمير بنيتها الاقتصادية وتحويلها من عاصمة للاقتصاد الفلسطيني يفترض أن تؤسس لاقتصاد وطني مستقل إلى بلد فقير من اجل إبعاد حلم الاستقلال السياسي عن المدينة، وإبقائها تحت التبعية الاقتصادية الإسرائيلية.

ودعا المعلم القوى الفلسطينية كافة والمؤسسات الإنسانية والشعبية لتنظيم فعاليات شعبية ورسمية مؤازرة لمدينة نابلس ونقل صوتها للعالم.

من جهته رحب الدكتور حافظ شاهين نائب رئيس بلدية نابلس بهذه الخطوة، واعتبر أنها شجاعة وجاءت نتيجة لعمل فلسطيني حر لكسر الحصار عن نابلس وخاصة في وقت هي بحاجة لمثل هذا التضامن.

وقال شاهين: "هذه الخطوة توحد أواصر المدن الفلسطينية، وترفع المعنويات وتوحد الجهود لمواجهة الحصار وإنهاء الاحتلال، وتذيب الفوارق بين التنظيمات والطوائف المختلفة".

واعتبر شاهين أن هذا التحرك الشعبي يوازي التحرك في القرى الفلسطينية التي تتصدى للجدار العنصري، وهو يصب في توحيد أطياف الشعب وتوجيه الرأي العام الفلسطيني نحو إزالة الاحتلال والتحرير، آملا أن تنتقل الخطوة إلى التضامن مع قطاع غزة وان تتضافر الجهود نحو وحدة الوطن.

وكما أكد سامي دغلس مدير مركز تدريب الشباب المجتمعي بنابلس واحد المنظمين للفعالية أن مدينة نابلس تتعرض لحملة شرسة من قبل الاحتلال الاسرائيلي منذ بداية انتفاضة الأقصى.

وأشار دغلس إلى أن هذه الفعالية تميزت بكونها جاءت من شباب فلسطيني مستقل ودون متضامنين أجانب لخلق علاقة قوية من التضامن والشعور بالألم والمعاناة بشكل واحد بين المدن الفلسطينية.

وأعرب الشباب المشاركون في فعالية كسر الحصار عن نابلس عن أملهم أن تكون هذه الخطوة هي لكسر حاجز الانقسام والفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
وقالت ميساء أبو علي من مدينة جنين أن مشاركتها وخمسين شابا من مدينتها تعني لها الشيء الكثير في كسر الحصار ودعم صمود أهالي نابلس.
وأضافت أبو علي: "شاركت قبل مرة بمؤازرة مدينتي جنين في كسر الحصار عنها، لكن مشاركتي بنابلس هي لأول مرة ولن تكون الأخيرة، لان نابلس تعيش ظروفا أقسى وأصعب من أي مدينة أخرى".

لكن علاء غيث من مدينة الخليل فقد رأى أن مثل هذه الفعالية هي مهمة جدا وتنقل الصورة عن شعور الشعب الفلسطيني ومدى ترابطه المتين مع بعضه.

وقال غيث: "جئنا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، لنقف مع نابلس في حصارها، ونتمنى أن تقوم كل المؤسسات والفعاليات بأعمال مشابهة لدعم هذه المدينة، وان يكون هناك تضافر وطني حر منبعه الوطنية وليس الحزبية".

وأمل غيث أن تكون هذه الخطوة أول نقاط التآزر والوحدة بين البناء الشعب الفلسطيني خاصة في ظل هذه المرحلة.

وبحسب الإحصائيات فان محافظة نابلس والتي يصل تعدادها إلى 380 الف نسمة تعاني من وجود أكثر من مائة حاجز إسرائيلي، كما أن خمسة وثلاثين مؤسسة اقتصادية أغلقت فيها، وأن 30% من مؤسساتها على طريق الإغلاق.