الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سينما الهلال الأحمر في غزة .. وإقبال المواطن الغزاوي

نشر بتاريخ: 21/11/2005 ( آخر تحديث: 21/11/2005 الساعة: 23:29 )
غزة -معاً- قليل هم من يرتادون السينما أو المسرح أو حتى يفكرون بمجرد حضور فيلم خارج أبواب المنزل أو المشاركة في المدرجات لإطلاق العنان للضحكات حول إحدى النكات السياسية أو الفلسفية الدارجة في المسرحيات المحلية.

ومنذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عمدت إلى إعادة إحياء السينما في محافظة غزة والمحافظات الأخرى فكان ان أعيدت الحياة إلى سينما الهلال الأحمر وسط المدينة وأختها في محافظة خانيونس فيما لا تزال أقدم داري سينما نائمتين وهما سينما السامر وسينما النصر التي تعرضت إحداهما للحرق في بداية الانتفاضة الكبرى التي اندلعت في العام 1987.
محسن البشندي مدير سينما الهلال الأحمر في غزة يقول لمعا، أن السينما والمسرح في قطاع غزة كانتا فكرة في مخيلته منذ ما يقارب السنة والنصف أثناء تواجده في الخارج حيث شاهد عدداً كبيراً من الدول التي تزخر ميادينها وساحاتها وشوارعها القديمة بدور السينما وخشبات المسرح التاريخية، مستنكراً غياب هذا النوع من التلقي الثقافي والأدبي والترفيهي في قطاع غزة، إلى ان اعيدت الحياة إلى سينما الهلال الأحمر وبدأت العروض لبعض الأفلام المحلية والعربية والعالمية ولمخرجين فلسطينيين بالعرض فيها وبحضور متنوع ومختلف فأحياناً يجمع بين كبار المثقفين والنقاد والأدباء والشعراء والرواة والأكاديميين وأحياناً يجمع بين طبقة من الموظفين متوسطي الحال وفي معظم الأحيان يكون عرضاً لمواد ثقافية وتمثيلية خاصة بالأطفال فتتعاقد بعض المؤسسات المعنية بالطفل مع السينما لعرض هذه المواد على شاشتها ويكون الطفل مبهوراً بالشاشة الكبيرة والأضواء الخافتة والهمس بين الحين والآخر إماً إعجاباً بالمادة المعروضة أو محاولة لفك بعض طلاسمها.

واعتتبر البشندي أن أهالي قطاع غزة كانوا محرومين من هذه الأشياء إلى أن نفذت فكرة إحياء دار السينما التابعة للهلال والتي انشأت في أوائل الثمانينات من القرن الماضي وكانت تشهد إقبالاً ضخماً من قبل الأهالي وبالتحديد فئة الشباب وتعرض فيها احدث الأفلام الهندية لدرجة ان بعض الشباب الذي يتجاوز الأربعين عاماً الآن تعلق في ذاكرته بعض أحداث هذه الأفلام وشخوصها وقصصها.

وأشار البشندي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لعب دوراً كبيراً في حرمان مواطني القطاع خلال 38 عاماً من التمتع بدور السينما، سوى الدارين القديمتين السامر والنصر اللتان أغلقتا نظراً لحرق أحدهما وعزوف الشباب مع بداية الانتفاضة عن هذا النوع من الترفيه، فيما عمد الاحتلال وجنوده وقواته إلى فرض منع التجول في ساعات المساء الباكرة وإطلاق النيران باتجاه المواطنين الخارجين من منازلهم والإغلاق المستمر للقطاع وفرض الطوق المني وبالتالي حصر المواد والأفلام التي يمكن بثها وتواجدها في الأراضي الفلسطينية.

وأكد البشندي أن اليوم وبعد فتح هذه السينما وخاصة في هذه الأيام بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة بحيث أصبحت مكاناً جديداً لتفريغ الكبت الفلسطيني بعد معاناة طويلة على حد تعبيره أصبح هناك العديد من المتوجهين إليها والحريصين على الاستمرار سواء ممثلين مبتدئين وجدد أو زبائن يحرصون على معرفة كل جديد يعرض على شاشتها سواء في المعارض السينمائية المقامة بالتعاون مع بعض المؤسسات الثقافية الكبرى المحلية والدولية، مؤكداً على بدء توافد أعداد كبيرة من جميع المناطق في قطاع غزة وبشكل غير عادي إلى السينما لمشاهدة هذه الأفلام العربية والأجنبية الجديدة والحديثة.

ومن الناحية التمويلية قال البشندي انه لا يوجد دخل مناسب نظراً لقلة عدد الوافدين خاصة وأن الدار أعادت العمل حديثاً، مشيراً إلى أن هذه السينما هي الأولى من نوعها في قطاع غزة منذ عام 1986 إلى عام 2005 مضيفا ألي أن الموضوع غير تجاري بحت لكن وجود دار سينما بشكل جيد وممتاز مثل باقي الدول المجاورة يتطلب تكاليف باهظة الثمن.
وأشار البشندي إلى أن سعر التذكرة وهي عشرة شواقل فقط أي ما يعادل ثمن علبة سجائر يناسب جميع الطبقات المجتمعية في قطاع غزة وكذلك المواطن العادي الفقير، منوهاً إلى وجود ما يقارب 600 مقعد منجد داخل السينما.

وأوضح البشندي كيفية الحصول على الأفلام التي تعرض على شاشتها الكبيرة تأتي عن طريق المركز الثقافي الفرنسي الذي يسهل عملية الحصول على الأفلام من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، حيث يعرض بالسابق في الضفة ثم يعرض في غزة مما يجعل فرصة زمنية بينهما تتفوق فيها الضفة على غزة وعادة ما يخضع للتفتيش على الحواجز الإسرائيلية.

وتنتشر في المدينة عدداً من المسارح غير المتخصصة مثل خشبة مسرح مؤسسة المسحال الثقافية وخشبات مسرح في الجامعات في قاعات المؤتمرات التي بنيت بشكل حديث بحيث تقع الخشبة إلى الأمام وبمدرجات مقسمة إلى طبقتين عليا وسفلى، حيث يلحظ تنامي الدور المسرحي في القطاع وبدء بعض الفرق المسرحية المحلية بعرض مسرحياتها وخاصة إذا ما تناولت القصص الكلاسيكية القديمة مثل روميو وجولييت ومكبث وأخرى فلسفية قد لا تروق للكثيرين من الزبائن والمتفرجين وتروق لآخرين مهتمين بهذا النوع من الثقافة.