الخميس: 09/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

الهيئة الفلسطينية تنظم ورشتي عمل حول دور الشباب في التخفيف من حدة التعصب الحزبي

نشر بتاريخ: 04/09/2008 ( آخر تحديث: 04/09/2008 الساعة: 12:46 )
غزة -معا- نظمت الهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اللاجئين اليوم ورشتي عمل بعنوان " دور الشباب في التخفيف من حدة التعصب الحزبي ".

وحضر الورشة الأولي التي عقدت بمقر الهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اللاجئين فرع جباليا طلال أبو ركبة منسق مكتب رام الله لحقوق الإنسان وعدد من الشباب والشابات والمهتمين من مؤسسات المجتمع المدني.

وتناول أبو ركبة في بداية الورشة عدة مفاهيم ومداخل لفهم طبيعة ومدي تأثير تلك الفئة العمرية علي القرار الفلسطيني, مستعرضا تعاريف علماء الاجتماع لتلك الفئة قائلاً أنهم حددوا سن الشباب بين الخامسة عشر إلى الثلاثين ( 15- 30 )، وعرفت اليونسكو كل من هو تحت سن ( 18عاما) بأنه ما زال في سن الطفولة.

وقال أن من خصائص الشباب أنهم اجتماعيين بطبعهم، وهذا يعني الميل الطبيعي للانتماء لمجموعة اجتماعية يعطيها وتعطيه، والشباب طاقة للتغيير والتشكيل وهم يعتبرون طاقة إنسانية تتميز بالحماس والجرأة والاستقلالية ويمتلكون زيادة في مشاعر القلق والمثالية المنزهة عن المصالح والروابط، كما أن لديهم فضول وحب استطلاع في محاولة لإدراك ما يدور حولهم وهو الأمر الذي يتمخض عنه مع الوقت بروز معالم استقلالية الشخصية والنزعة نحو تأكيد الذات.

وحدد أبو ركبة الشباب إلى عدة فئات فقال أن منهم الفئة المثقفة والمتعلمة وذات الخبرة وهي تعد فئة قيادية ومنهم فئة الشباب الواعي وهي فئة ملمة بقدر من الثقافة والتعليم وامتلاك بعض الخبرات لكنها من ناحية النشاط والفعل المباشر تبدو خاملة وفئة أخري من الشباب التابع وهي فئة واسعة وعريضة تتصف بتدني الوعي والتعليم وعدم المبادرة وهؤلاء يشاركون في النشاط ولكنهم لا يبادرون إلى فعله بل ينتظرون من يقودهم إليه، وبعد تلك المداخل والتعريفات التي لا بد من استعراضها لفهم طبيعة الشباب.

وتطرق للعنوان الرئيسي للورشة وهو دور الشباب في التخفيف من حدة التعصب الحزبي فذكر الأهمية السياسية للشباب, وقال:" أن فئة الشباب تعد القوة السياسية المحركة والمنفتحة والأكثر نشاطاً والحزب الذي ينجح في كسب ثقتهم يتقدم بثبات لتحقيق أهدافه".

وتساءل هل شكل الشباب في فلسطين دعامة للسلم الأهلي أم كانوا وقودا للصراع، وقد أجاب أن هناك العديد من الأدوات والمتغيرات التي دخلت علي هذا الخط ولعبت دورا محورياً في حياة الشباب وما آلت إليه الأمور في الوطن منها علي سبيل المثال الواقع الاقتصادي والاستغلال الحزبي الذي انتهز تلك الفرص والثغرات بالإضافة إلى الواقع الثقافي والنفسي حيث تم تجاهلهما والإقلال من أهميتهما، كل تلك الأمور وغيرها قللت من مقدرة الشباب في فلسطين علي أن يساهموا في السلم الأهلي وأحبطت المحاولات التي سعت إلى استنهاض تلك الطاقات التي تعتبر دعامة السلم الأهلي في حال استغلال طاقاتها الايجابية للبناء والتعمير وليس كمعاول للهدم والخراب.

وتطرق أبو ركبة إلى ظاهرة العنف داخل المجتمع الفلسطيني وقال:"أن من أكبر المؤثرات في تلك الظواهر هي دور البيئة المحيطة، ففي مجتمعنا يتمثل ذلك بسياسات الاحتلال، والطابع الأمني الحساس الذي كنا ومازلنا نعيشه بالإضافة إلى السياسات المتبعة من الانقسام بين الحزبين الكبيرين".

وحدد عدة جهات تستطيع التأثير بشكل كبير علي تلك الفئة العمرية منها الأسرة والمدرسة والمناهج الدراسية والمفاهيم المتنوعة والبيئة المدرسية والجامعية والأحزاب التي قال أنها تلعب دورا هاما في مواجهة تعقيدات العصر التي يمكن مواجهتها عن طريق نشر المعرفة والثقافة وتعزيز المواطنة وقيم الديمقراطية وإعادة بناء الذاكرة لدى الشباب بما يؤكد التواصل الثقافي والحضاري واسترجاع طاقات الشباب وتوحيدها نحو رفض الظلم والتمسك بالقيم الإنسانية السامية ونشر مفهوم التسامح الذي يتعزز بقبول الأخر وعدم التجاهل أو التنازل عن الحقوق وتقرير الحق في الاختلاف.

وفي نهاية الورشة كشف أبو ركبة عن إحصاءات حديثة خاصة بالمجتمع الفلسطيني حيث استعرضها خلال الورشة قائلا أن 60 % المجتمع الفلسطيني يعتبر فتياً و 72 % من الشباب يحملون نظرة تشاؤمية و83 % من الشباب يرغبون بالهجرة وما بين60-65 % من الشباب يعاني من البطالة، والمؤشرات الأخيرة خطيرة للغاية ولا يمكن تجاوزها إلا بإنهاء حالة الانقسام ووحدة الشعب الفلسطيني.

أما الورشة الثانية والتي عقدت بالتعاون بين الهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اللاجئين والجمعية الفلسطينية للتنمية والإعمار (بادر) فقد استضافت هاني جودة منسق الحملة الشبابية لمناهضة التعصب الحزبي.

وتحدث جودة عن الحملة واصفا إياها بالمبادرة الشبابية المشكلة من كل الأطر الطلابية بمختلف الانتماءات الحزبية، وأضاف أن الشباب كان لهم الفضل في تقدم المجتمع الفلسطيني وان تلك الشريحة في الأوقات الحالية أصبحت عبارة عن أداة لتنفيذ رغبات الأحزاب المتعارضة.

وقال أ.جودة أن قانون الشباب في المجلس التشريعي مقتبس من دول كالجزائر والمغرب وسوريا" وعرج على دور وزارة الشباب والرياضة واصفا مهمتها بأنها مهمة تسهيلية حيث لا يوجد لها الدور الفعال في متابعة أمور الشباب الذين بات دورهم مهمشاً نتيجة الأوضاع الصعبة التي يعيشها الوطن.

ويعاني الشباب حسب قول جودة من عمليات الطمس والتهميش من قبل القيادة السياسية للأحزاب المختلفة رغم أن الاستقلال الفكري والعقلي أمر ايجابي وصحي, منتقدا بعض الممارسات من قبل بعض إدارت المعاهد والجامعات بحق الشباب والتي كان من بينها على سبيل المثال منع إدارات الجامعات لمجالس الطلبة من ممارسة أي أنشطة طلابية وهذا فيه اعتداء صارخ على حقوق الشباب في التعبير عن رأيهم، وانتقد أيضا عدم التعاون والتنسيق بين رؤساء الأطر الطلابية وهو الأمر الذي ساهم في تفاقم المشاكل والتعقيدات .

وفي نهاية الورشة سجلت بعض المداخلات حول دور الشباب وإمكانية تعزيز حضورهم السياسي والاجتماعي وكيفية مساعدتهم في التخفيف من حدة التوتر والتعصب الحزبي.

وقد انهى جودة حديثه بالتأكيد علي ضرورة إفساح المجال للشباب في التعبير عن آرائهم والسماح لهم بممارسة أنشطتهم المختلفة، بالإضافة إلى سماع وجهات نظرهم وآرائهم إزاء مختلف القضايا.