الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا يفعل الشاباك بالفلسطيني الذي يرفض التعاون معها؟

نشر بتاريخ: 04/09/2008 ( آخر تحديث: 04/09/2008 الساعة: 20:24 )
بيت لحم -معا- وصل المواطن الفلسطيني الغزي حامد قشطة الذي يعمل في احدى المنظمات التابعه للاتحاد الاوروبي EUBAM التي تراقب عمل السلطة وتقدم المشورة والمساعدة المتعلقة بتشغيل معابر الحدود مع مصر في يوم السابع والعشرين من تموز الماضي الى حاجز ايرز بهدف الدخول الى اسرائيل لاجراء مقابلة عمل في فندق غني دان بمدينة عسقلان وحين وصل الحاجز الاسرائيلي تم اعتقاله وتحويله الى منشاة تحقيق تابعه لجهاز الشاباك الاسرائيلي رغم حيازته تصريحا للمرور .

وكانت هذه المرة الاولى منذ 14 عاما التي اجتاز فيها قشطة ابن مدينة رفح الحدودية باتجاه اسرائيل سبقتها مرة واحدة حين ذهب الى السفارة الكندية لاستلام الفيزا ومنذ ذلك الوقت بقي في كندا التي حمل جنسيتها حتى عام 2004 حيث عاد الى مسقط رأسه حسب كاتب التحقيق الصحفي الاسرائيلي يوسي ملمن الذي نشره في صحيفة هارتس .

حين وصلت الى معبر بيت حانون" ايرز" اعتقلت على يد رجال امن اسرائيليين قال قشطة مسترجعا لحظات الاعتقال التي قادته الى موقع تحقيق تابع للشاباك لمدة شهر كامل ادعى خلالها الشاباك ان قشطة مشتبه بأرتكابه مخالفات امنية خطيرة تتضمن الاتصال بعميل اجنبي والتخطيط لارتكاب جرائم ضد امن الدولة وفق رسالة الشاباك للشرطة الاسرائيلية اضافة الى الانتماء لمنظمة غير قانونية .

وفرضت المحكمة الاسرائيلية في بئر السبع امرا بمنع نشر اية تفاصيل تتعلق بما نسب لقشطة فسارعت محاميته سميدار بن نتان قبل عدة ايام الى رفع اعتراض على امر منع النشر امام المحكمة مطالبة برفع الحظر دون ان تتلقى ردا على طلبها حتى اعداد هذا التقرير .

ورغم قرار منع النشر فان ما سمح بنشره حتى الان يلقي الضوء على طريقة عمل الشاباك واساليب التحقيق التي يتبعها رغم ان قصة حامد قشطة لا تعتبر فريدة ومثيرة ولكنها حلقة ضمن سلسلة متواصلة من القصص المشابه .

وقالت المحامية بن نتان " فور اعتقال حامد قشطة عرض عليه رجال الشاباك التعاون معهم والتحول الى جاسوس عندهم وحين رفض بدأ مسلسل التحقيق معه .

اعتقد بان هذا هو اسلوب التحقيق النموذجي المتبع مع الاف الفلسطينين انهم لم يضربونني لكنني بقيت مقيد وجالسا على احد الكراسي فترة طويلة في حين تركزت اسئلة المحقيقن على هدف استخلاص معلومات تتعلق بالانفاق ، قال حامد قشطة .

واضاف مخاطبا الصحفي معد التحقيق " كوني احد سكان رفح وعملت كمترجم في خدمة بعض وسائل الاعلام الاجنبية ولي ابناء عمومه واقرباء على علاقة بعمليات حفر الانفاق ركزوا على هذا الجانب ، عليك ان تعلم يوجد في رفح الف نفق وكل طفل في المنطقة يعرف الكثير عنها وفي اطار عملي مع وسائل الاعلام قمت بتحقيقات تتعلق بهذا الموضوع ولا معلومات لدي تتجاوز هذا الاطار ".

وهبت بعض وسائل الاعلام التي عمل معها لمساعدته اثناء فترة التحقيق معه وقالت مراسلة الصاندي تايمز للشؤون الخارجية ماري كولبين في توصية تشبه الشهادة " انني اعرف قشطة وعائلته جيدا وهو بريئ من كل تهمة " فيما قال المسؤول عنه في عمله الحالي في مؤسسة EUBAM بان اسرائيل رفضت منح قشطة تصريح دخول بداية الامر ومن ثم وافقت على منحه تصريح لللوصول الى عسقلان لاجراء المقابلة ولكن ما لم تكشفه منظمة EUBAM هو انها توجهت خلال شهر ايار الماضي بسؤال لاجهزة الامن الاسرائيلية فيما اذا كانت تعارض تعيين قشطة ضمن ملاكها كمؤسسة ام لا ؟ وجاء جواب اسرائيل بعدم المعارضة .

بعد عشرة ايام من التحقيق ابلغ المحقوقون قشطة بنهاية التحقيق معه وتم نقله الى معتقل " عادي " حيث مكث 10 ايام اخرى زج به في زنزانة مع احد الجواسيس " العصافير " الذين اتهموه في جو يشوبه العداء والعدوانية بعدم الاخلاص للوطن الفلسطيني وهو مشتبه به بالتعامل مع اسرائيل وحتى يرد على هذه الاتهامات الخطيرة تفاخر قشطة امام الجواسيس بأشتراكه في تظاهرات معادية لاسرئيل في كندا واحراق احد الكنس هناك وحين فرغ منه الجواسيس اعيد قشطة الى التحقيق مرة ثانية حيث تمت مواجهته بالحديث اذ قاله امام " العصافير" لكنه قال لللمحقيقين بانه اخترع هذه القصه لخوفه من العصافير في الزنزانة ليس الا ، حسب محاميته .
بعد شهر من الاعتقال تم الافراج عن قشطة دون اية قيود او محددات في قصة تظهر السهولة التي يمكن فيها للشاباك اعتقال الفلسطينين والطلب منهم التعاون واعتقالهم واتهامهم امام المحاكم بقضايا لم يرتكبوها الامر الذي يتقبله القضاة بشكل تلقائي وفوري تقريبا تماشيا مع رغبة الشاباك والشرطة وبعدها يطلقون سراحهم وكان شيئا لم يحدث ، قالت محامية قشطة تعليقا على قصة موكلها الذي دفع شهرا من عمره في الاعتقال والتحقيق والمثول امام المحاكم متهما بما لم يرتكبه فقط لانه رفض التعاون مع الشاباك والتحول الى جاسوس .