ضابط اسرائيلي كبير: الجيش غير مستعد للحرب القادمة وخطط التدريب غير كافية
نشر بتاريخ: 05/09/2008 ( آخر تحديث: 05/09/2008 الساعة: 10:28 )
بيت لحم-معا- وجه اللواء موشه عبري مسؤول التعبئة والتجنيد في القيادة الشمالية التابعه للجيش الاسرائيلي الذي انهى مهام منصبه بداية العام الحالي انتقادات شديدة لخطط التدريب التي يعتمدها الجيش الاسرائيلي بعد الحرب الاخيرة على لبنان, واصفا اياها بغير الكافية والعاجزة عن الاجابة على التحديات المتوقعة.
واضاف عبري (الذي قاد احد اهم التحقيقات المتعلقة بالحرب الاخيرة التي عاد الى صفوف الجيش في اعقابها), بان الجيش لا يتدرب كفاية وخطط التدريب المطروحة لا تستجيب للتحديات القادمة .
وقال عبري:" بعد سنة من عودتي لصفوف الجيش ابلغت اوساط قيادية رفيعه داخل الجيش واقصد اوساط في هيئة الاركان بانهم لا يخططون بجدية واننا لا نتدرب بشكل جيد ولا نمنح الافراد الحد الادنى من ادوات النجاح رغم اعترافي بالجهود الكبيرة التي بذلت لاعادة تأهيل القوات البرية لكن هذه الجهود غير كافية".
ووصف عبري الجيش الاسرائيلي خلال السنوات التي سبقت الحرب على لبنان بالصدأ, وقال " هل تصدقون بانه لم يكن لديهم خرائط لهضبة الجولان ؟ ولم يكن لدى الجيش خطة مفصله لهذا القطاع الهام والحاسم ؟ لقد كانت خططهم تتعلق بقطاعات اخرى هذا هو الوضع الذي كان فيه الجيش في الفترة التي سبقت الحرب واول خطوة قمت بها بعد عودتي اجبار الجنود على التعرف على المنطقة الشمالية ".
وارجع اللواء عبري الفشل في الحرب الاخيرة الى طريقة عمل القيادة العليا والارتباك الذي شاب تحديد الاهداف وقال:"الجنود في الميدان سمعوا عبر وسائل الاعلام وفي الكنيست بانه لن تكون عملية برية وان اسرائيل ستحسم المعركة من الجو وفي النهاية مثل هذه الاقوال تؤثر سلبا وانا اقول وبكل مسؤولية بان ما نسبته 70-80% من الفشل تقع على عاتق القيادة وهيئة الاركان رغم ان غياب التدريب والجهوزية امرا غير محمود لكن هذا العامل يتحمل ما نسبته 10-15% من الفشل والنتائج النهائية ".
وهاجم عبري بشدة غياب جهوزية القوات البرية خلال السنوات التي سبقت الحرب الاخيرة وقال: " الرجال لم يفهموا معنى الممر الجبلي ان دخول كتيبة دبابات الى ممر جبلي دون معدات هندسية وجرافات كان امرا منطقيا وفقا لتفكير القيادات خلال الحرب، وفقا لوائح والمعايير فان مستوى الطيارين ينخفض اذا لم يتدربوا مرتين في الشهر كما هو وارد في الاوامر اما في القوات فان قائد السرية يتعتبرها جاهزة حتى لو لم يتدرب طيلة حياته".
واضاف "ان مثل هذه الامور لا يمكن تعلمها عبر الانترنت لقد ضغطوا الجيش الى اقصى مدى خلال سنوات لقد كان يتدرب لمدة 3 اسابيع في السنة وحتى هذه التدريبات كانت للحرب في غزة ونابلس وليس للحرب الحقيقية ، لاسفي الشديد وحتى اليوم فان التدريبات غير كافية اذ يتوجب على قائد الفرقة ان يعرف كيف يقاتل ويهاجم في هضبة الجولان، ولكن متى يتم ذلك ؟".
هذا وتولي موشه عبري قيادة القوات البرية الاسرائيلية بداية العقد الحالي وبعد الحرب ترأس طاقم تحقيق فحص اداء الفرقة 162 التي حاربت في القطاع الشرقي من لبنان بما في ذلك معركة وادي الحجير وبعد الحرب طلب منه العودة لتولي مسؤولية التعبئة في القيادة الشمالية لكنه استقال من هذا المنصب بداية حزيران الحالي على خلفية الانتقادات التي وجهها لجهة نقص المعدات والميزانيات المطلوبة لتدريبات القوات البرية.
وتعبتر اقوال اللواء عبري التي ادلى بها يوم امس خلال حلقة دراسية تناولت" المعركة البرية خلال الحرب الاخيرة", غير مسبوقه ومخالفة لنهج قادة الاركان الرسمي في هذا المجال, حسب صحيفة هأرتس التي اوردت اقواله .