الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسرى المقالة: عملية النقل أقسى أساليب التنكيل والتعذيب التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى

نشر بتاريخ: 06/09/2008 ( آخر تحديث: 06/09/2008 الساعة: 09:36 )
غزة- معا- أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة المقالة بأنها تقلت تقريراً مفصلاً من الأسرى داخل السجون يصف بدقة المعاناة التي يعيشونها خلال السفريات والتنقلات، والتي اعتبروها من أقسى أساليب التنكيل والتعذيب التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم.

وقالت الدائرة الإعلامية بالوزارة المقالة "إن الأسرى يعانون الأمرين خلال سفرياتهم وتنقلاتهم من سجن إلى أخر أو أثناء عرضهم على المحاكم الصورية، أو نقلهم إلى المستشفيات، وتبدأ المعاناة منذ إبلاغ الأسرى بالسفر، حيث تتعامل الإدارة مع الأسير كأنه جماد يتم نقله دون إرادته، ويتم إبلاغه بنقله إلى المكان الجديد مساء حتى لا يتمكن من تجهيز نفسه وترتيب أغراضه، وإذا كان ينتظر زيارة الأهل لا يستطيع إبلاغهم بعدم الحضور وبالتالي يعاني الأهل في اليوم التالي عندما يتكبدون المشاق والتعب ولا يتمكنون من رؤية ابنهم، هذا فضلاً عن نقله لمكان بعيد عن إقامة ذويه مما يزيد من معاناتهم أثناء زياراته في المرات القادمة".

وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بأنه حسب تقرير الأسرى فان الأسير المراد نقله، يتم إخضاعه للتفتيش الاستفزازي المهين، وقلب أغراضه كلها خارج الشنط، بعد فحصها بجهاز الكشف الالكتروني، ويتم تفتيش الأسير شخصياً بشكل عاري، بعد أن يأمر بخلع ملابسه كاملة، ثم يتم تسليم الأسير، لوحدات القمع (ناحشون) التي سترافقه أثناء الرحلة، والذين يبدأون بتفتيشه مرة أخرى، ثم وضع القيود والأغلال في يديه ورجليه، ثم يتم حجزه في غرفة تسمى (همتناه) وذلك لانتظار سيارة البوسطة التي تقوم بنقلهم، وهى غرفة تقدر مساحتها بـ 16 متراً مربعاً يصل عدد الأسرى فيها احياناً إلى عشرين أسيراً، وينتظر الأسرى فيها ما يزيد عن خمس ساعات يبقى فيها الأسرى دون طعام أو ماء او تهوية في الصيف، وتدفئة في الشتاء، والأسرى المرضى تكون معاناتهم مضاعفة، وحين تحضر سيارة البوسطة، يجبر الأسير على نقل أغراضه من غرفة (المتناه) إلى السيارة وهو مقيد اليدين والرجلين مما يسبب لها معاناة كبيرة، وقد تؤدى إلى جروح بعد أن يتعثر أكثر من مرة وهو فى هذا الوضع، ثم يجلس في سيارة البوسطة على كرسي حديد ليس عليه قماش أو جلد يؤذى من يجلس عليه، ولا يسمح للأسري باستخدام مخدة للجلوس عليه ، ويصف الأسرى سيارة البوسطة بان تصميمها ليس له علاقة بالبشر، فهي مدرعة عسكرية مقسمة إلى عدة أقسام ضيقة، لم يراعى فيها إجراءات السلامة للركاب، لو حدث اى حادث لها، كما أن التهوية شبه معدومة في الجزء المخصص للأسرى، كما ترافق الأسرى الكلاب البوليسية التي هاجمت الأسرى في أكثر من مرة، وتسببت بإيذائهم، وتنجيس أغراضهم.

ويضيف الأسرى بأنه أثناء السفر يحرمون من كل متطلبات الحياة، على الرغم من الساعات الطويلة التي يقضونها في السفر والتي تصل إلى عشر ساعات أحياناً، وخلال هذه المدة يحرم الأسرى من الطعام والشراب، كما يحرمون من قضاء الحاجة، طوال تلك الفترة، لذلك يمتنع الأسرى عن تناول اى طعام أو شراب قبل الرحلة بساعات حتى لا يضطروا إلى قضاء الحاجة، كذلك فالأسير لا يتمكن من أداء الصلاة.

وبين الأسرى في تقريريهم أن سلطات الاحتلال تتعمد إيذاءهم أثناء سفرهم في البوسطة، عبر المرور بعدة سجون ويتم إنزال واخذ اسرى من هذه السجون، وكذلك يقوم الجنود المرافقون بأخذ استراحة طويلة ويتناولون الوجبات تاركين الأسرى في صندوق البوسطة يعانون، كما يتم احياناً تفتيشهم في هذه المواقع ومصادرة الأغراض التي معهم وبالأخص الأدوات الكهربائية كالراديو وماكينات الحلاقة، وكذلك يتعمد السائق التوقف فجأة أثناء السفر ما يؤدى الى ارتطام الأسرى بالجدران ووقوعهم عن الكراسي وقد تؤدى تلك العلمية إلى إصابة بعضهم بجروح كما حدث مع النواب الخمسة قبل شهر ونصف.

وتطرق الأسرى إلى معاناة المرضى وكبار السن أثناء النقل حيث يتمنون الموت في غرفهم على النقل، فحالتهم الصحية تتدهور خلال السفر لعدم استطاعتهم تناول الدواء، ولان عملية النقل فيها مشقة وتعب كبير، وغالباً ما يتعرضون للصراخ والشتم والضرب من قبل الجنود المرافقين، الذين لا يقدرون كبيراً ولا يراعون حالة الأسرى المرضى.

وكذلك عند وصول الأسرى إلى (المعبار) وهو مكان ينتظر فيه الأسرى بين سجن وأخر، او عند الذهاب للمستشفى، يعاني الأسرى الآمرين، حيث يمكثون فيه ليلة او أكثر، فهو مكان يفتقر إلى مقومات الحياة فلا يوجد حمام للاستحمام، ولا طعام كاف، والمكان قذر ملئ بالأوساخ والحشرات، وإذا طلب الأسير اي شئ من الشرطة يتعرض للشتم والصراخ والكلام البذيء، كما يتم تفتيش أغراضه عند الوصول، بدون أن يكون الأسير موجوداً وكثيراً ما يفقد الأسير بعض أغراضه أثناء التفتيش، وتستمر هذه المعاناة حتى يخرج الأسرى من غرفة المعبار إلى المكان المنوي نقله إليه.

ووصف التقرير الحالة التي يكون عليها الأسرى في غرفة الانتظار للمحكمة، حيث مساحتها لا تزيد عن 4 أمتار مربعة يوضع فيها أكثر من 12 أسيراً، ولا يوجد بها شبابيك للتهوية، ويبقى الأسير فيها مقيد من قدميه طوال فترة الانتظار والتي تصل إلى 12 ساعة، كما أن الأكل المقدم لهم قليل وسئ، ولا يستطيع الأسرى قضاء الحاجة أو أداء الصلاة.

هذا عدا عن منع الأسرى من اصطحاب الأغراض التي تلزمهم أثناء الرحلة، كأغراض الكنتينة، ولا يعطى الأسير فرصة بأخذ أغراضه كاملة من المكان الذي ينوي مغادرته فتبقى أغراضه وتتعرض للضياع، ولا تعترف شرطة السجن بوجودها.

وأوضح الأسرى بان أكثر ما يعانون منه هو أن يتعرض الأسير لكل تلك المعاناة والتعذيب، حتى إذا وصل المعبار ابلغ انه تم إحضاره بالخطأ، ويتم إعادته في نفس الظروف السيئة التي عانى منها أثناء إحضاره.

من جهتها اعتبرت وزارة الأسرى المقالة بان إدارة السجون تتعمد ممارسة التنكيل والتعذيب بحق الأسرى بشتى الوسائل، امعاناً في الضغط عليهم وإضعاف معنوياتهم، وخلق ضغط نفسي عليهم لقتل روح التحدي والصبر داخلهم، داعية المؤسسات الحقوقية الى التدخل لوضع حد لانتهاكات إدارة السجون بحق الأسرى وتجاوز القوانين الدولية التي تحرم مثل تلك الممارسات.