أهل للمسؤولية بقلم: عبد الفتاح عرار
نشر بتاريخ: 06/09/2008 ( آخر تحديث: 06/09/2008 الساعة: 16:30 )
بيت لحم - معا - أثبتت أندية القدس أنها على قدر كبير من المسؤولية وانها لن تكون عائقا في توقف عجلة الدوري التصنيفي وانها حريصة كل الحرص على المساهمة في اكتمال العرس الكروي الوطني الذي انطلق بجهود الأوفياء كما هو الحال أيضا للاتحاد الفلسطيني الذي أبدى مرونة في التعامل مع الحالة حفاظا على مسيرة الدوري الذي أصبح قضية وطنية ومسألة اعاقته ستجابه بغضب عارم من الجماهير المتعطشة والتي تعيش هذه الفترة وجبات كروية دسمة افتقدناها منذ زمن. وبسبب الحكمة التي تحلى بها جميع الأطراف لم تتعدى الحالة كونها سحابة صيف والحمد لله أن القافلة تسير بخطى ثابتة. والحق يقال هنا أن تحقيق الرضا للجميع في دوري من مرحلة واحدة أمر مستحيل ولكن علينا أن نمر من هذه المرحلة التي هي الأصعب لنصل بقطار الدوري الى مرحلة الثبات والاستقرار وحينها ستقطع الفرق نفس المسافة وتلعب فينفس الأجواء ويكون لها الحق في اللعب على ملعبها كما هو حق الآخرين وهذا لن يكون بعيدا فالموسم القادم سيكون الموسم الحقيقي للدوري الممتاز الذي يضعنا على الخارطة الدولية ويكون كفيلا بتخريج دفعات متلاحقة من لاعبي المنتخبات الوطنية.
ولا بد من الاعتراف ان أندية القدس عندما تذهب للعب في شمال الضفة تتعرض للظلم وكذلك الحال بالنسبة لأندية الشمال عندما تأتي لمقابلة الأندية المقدسية في رام الله أو أريحا. لكن وكما قلنا فان تحقيق العدالة في هذا الجانب أمر صعب وعلينا تجاوز هذه المرحلة التي تعتبر الأصعب والأشد قساوة في تاريخ الكرة الفلسطينية فنزول 12 فريقا من الدرجة الممتازة هو قرار دون شك صعب وقاس ولكن على الجميع القبول والتضحية من أجل المصلحة الوطنية العليا.
وهذه أيضا رسالة لكافة الأندية التي تخشى الهبوط بأن عليها العمل من أجل الحصول على شهادة تؤهلها أن تكون من فرق الصفوة في الوطن. وماذا يعني النزول لدرجة أدنى، فهذا أمر طبيعي وعلينا تقبله جميعا وبما أن عدد الفرق في الدرجات سيتم تحديدها خلال الدوري التصنيفي فمسألة الصعود مرة أخرى ليست بالأمر الصعب بل هي على العكس فرصة لاعادة لملمة الأوراق المبعثرة واعادة التخطيط والهيكلية بكاملها والأمثلة كثيرة فلن نقول من هو نادي سرقسطة الذي ودع الليغا هذا الموسم ونحن نعرف جيدا تاريخ هذا النادي أو لن نتعرض الى خيتافي الذي بدأ مشواره من الصفر وفي فترة قصيرة خطف الأضواء وأصبح من الكبار ولا داعي لأن اذكركم بعراقة نادي الرمثا الذي هبط الى الدرجة الثانية وها هوفي طريق العودة من جديد وسيعود قويا دون شك.
فالرسالة واضحة والخيار واحد والقرار واحد وهو ضرورة المحافظة على هذا الدوري الذي سيبدأ برسم مستقبل الكرة المحلية ولا بد للجميع من التحمل والالتزام بقواعد المسابقة حتى وان شعر بالظلم ولا بد أيضا من الانصياع للغة الحوار عند حدوث مشكلة أو الشعور بالظلم والاتحاد لديه القدرة على التعامل مع جميع الحالات بموضوعية لان هدفه الاول هو استمرارية الدوري وانهاء هذه المرحلة المعقدة التي اصبحت نهايتها قريبة لا محالة فمع نهاة شباط القادم ستحتفل الاسرة الرياضية الفلسطينة باستقرار عدد فرق الدرجة الممتازة على 12 فريقا سيلعبون موسمهم القادم ذهابا وايابا وهكذا تستمر العجلة في الدوران.