الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

طلبة غزة العالقون- آمال تتبدد وصرخات تشق الطريق الى مسامع المسؤولين

نشر بتاريخ: 08/09/2008 ( آخر تحديث: 08/09/2008 الساعة: 09:17 )
غزة- معا- "جلسنا منذ الساعة الحادية عشرة صباح السبت الماضي حتى صباح الأحد في استاد خان يونس على أمل أن نكون أول المغادرين من القطاع عبر معبر رفح, ولكننا بقينا كما نحن ومنعنا من إبداء أي حركة, وبعضنا ضرب بالعصي الغليظة والبعض الآخر أغمي عليه", هكذا تحدث الطلبة العالقون عن معاناتهم بمرارة ظاهرة في أعينهم وعلى قسمات وجوههم.

الطلبة العالقون في قطاع غزة بعضهم ضاعت عليه فرص التعليم بجامعة التحق بها وبعضهم سحبت منه المنحة الدراسية, وبعضهم لم يسأل عن مصيره لأنه فقد الأمل رغم تصبير الآخرين له، منذ عام ونصف علقوا في القطاع وذهبت محاولاتهم الكثيرة أدراج الرياح، فما غادر منهم سوى القليل حتى قيل إن ممثليهم غادروا وتركوهم لوحدهم أمام مصيرهم العالق.

جاءوا الى مكتب "معا" بغزة يروون ما مروا به من معاناة وتنازلات قدموها ليخرجوا ويضمنوا الالتحاق بجامعاتهم, ولكن هذه المعاناة لم تشفع لقرابة مائتين منهم ما زالوا يتوسلون اصحاب القرار أن يضعوهم على قمة اهتماماتهم ويجعلوا من طلبهم طلباً إنسانياً ويُقصوا التعليم عن التجاذبات السياسية القائمة.

الطالبة نيفين ابو طعيمة من رفح حازت على منحة دراسية بجامعة سانت لورنس بأميركا بقيمة 50 ألف دولار, ولكنها الآن مهددة بعدم إمكانية الالتحاق بالجامعة عدا عن سحب الفيزا لأميركا التي قاومت للحصول عليها وأمامها فرصة وحيدة لمساعدة ذويها الذين تقول إنهم تحت خط الفقر.

تقول لـ "معا" بلغة القوي المتشبث بحقه: "كانت الحافلات التي تسير بنا نحو المعبر المصري السبت الماضي خطوة للأمام وخطوات للخلف حلمنا ونحن داخل الحافلة أننا بمصر وبدأنا بالتخطيط لكيفية المغادرة للالتحاق بجامعاتنا".

وتضيف: "رأيت بعيني كيف لعبت الواسطة دوراً في إقصاء عدد كبير من الحافلات التي تحمل الأرقام الأولى ووضع غيرهم, فكانت حافلة الطلبة العالقين رقم 15 ولكنها ليومين لم تتمكن من السفر".

أما طالب ماجستير القانون من معهد الدراسات والبحوث العربية بمصر ايمن ابو عيشة, قال: "منذ يونيو 2007 أحاول اللالتحاق بجامعتي التي انهيت فيها عاما ونصف وأعد لرسالة الماجستير إلا أن محاولاتي فشلت رغم ان منا من تنازل عن كرامته وداس على مشاعره وتعرض للضرب وإطلاق النار أحياناً, ومؤخراً وزعت ورقة اسماء الطلبة العالقين ليكونوا أول المغادرين ولكن هناك من غادر بحافلات أخرى وبقينا نحن لا نعلم ما الذي حدث".

ابو عيشة دفع رسوم فصلين دراسيين ويحاول الانتهاء من رسالته ليكون محاضراً في إحدى جامعات القطاع ولكنه لا يعرف مصير التعليم الأكاديمي لا سيما ان طلبة الشهادات العليا والتخصصات النادرة عالقون بين الارض والسماء.

أما الطالبة ازهار البرعي والتي تم قبولها بجامعة مارثن لوثر بألمانيا أكدت على أن آخر موعد لها للالتحاق بالتخصص الذي اختارته هو نهاية الشهر الجاري مطلقة مناشدات لكل من له ضمير ان يتيح للطلبة الفلسطينيين السفر ليتموا رسالتهم التي يموتون من أجلها.

قالت: "مستعدة أن أقوم بأي فعالية كانت حتى لو خيمة اعتصام امام معبر رفح فأين المسؤولين ولماذا يتم وضعنا في أتون الصراع".

الطالب علي زيدية الذي حصل على قبول للماجستير من جامعات الشرق الأدنى في قبرص ولانكاشا في بريطانيا وتولوز في فرنسا لم ينل أي منها ويقول: "فرصتي الاخيرة منتصف هذا الشهر وإلا سيرسلون لي اعتذاراً عن قبولي".

ويضيف: "نحن مصابون بالإحباط الشديد ومستقبلنا ممكن يضيع بلحظة, نهدف لخدمة مجتمعنا عبر هذه التخصصات غير المتوفرة، فأين الجامعة العربية التي وعدتنا دائماً باحتضان الطلبة الفلسطينيين", مطالباً السيدة سوزان مبارك عقيلة الرئيس المصري وعمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية والرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية بالعمل الجاد لتمكينهم من الالتحاق بجامعاتهم.

أما صديقهم الذي بدت عليه علامات التروي والتحكم بالأعصاب مراد بهلول المسجل في احدى جامعات ماليزيا فقد قال؟: "ما نريده هو مناشدات لجميع من بيده الأمر بضرورة تحييدنا عن التجاذبات السياسية, فنحن نقدر الضغط عليهم ولكن ما نعيشه نحن الطلبة العالقون هو حرب أعصاب".