خلال جلسة مغلقة لمجلس الجامعة:الرئيس عباس يطلع وزراء الخارجية العرب على جهود المصالحة الفلسطينية ومسار المفاوضات
نشر بتاريخ: 08/09/2008 ( آخر تحديث: 08/09/2008 الساعة: 21:12 )
القاهرة - معا- اطلع الرئيس محمود عباس وزراء الخارجية العرب خلال جلسة العمل المغلقة الثانية فى اجتماعات الدورة العادية ال130 لمجلس الجامعة العربية التي عقدت اليوم في القاهرة على على جهود المصالحة الفلسطينية.
وقدم الرئيس ابو مازن شرحا للوضع الفلسطينى العام وخاصة الجهود الرامية لتحقيق المصالحة الفلسطينية ومسار التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى.
و قال الرئيس محمود عباس " أبومازن " إن مسار التفاوض مع إسرائيل فى المرحلة القادمة يخضع لمبدأ استراتيجي هام وهو " لا اتفاق على شيء إلا بالاتفاق على كل شيء ".
وأضاف أبو مازن " فى تصريحات للصحفيين مساء اليوم عقب مشاركته فى الجلسة
الثانية لاجتماع الدورة الـ 130 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية ، أنه قدم عرضا لوزراء الخارجية حول المصالحة الفلسطينية ومسار التفاوض مع إسرائيل بأقصى قدر ممكن من الوضوح.
وتابع " لقد استمعت إلى أسئلة كل من أراد أن يسأل وحاولت أن أكون واضحا فى كل إجاباتى التى قدمتها للإخوة حتى لا يكون هناك لبس أو غموض أمام الاشقاء العرب
المسئولين أساسا عن القضية الفلسطينية " ، مشيرا إلى أن "القضية الفلسطينية ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده وإنما هى قضية الأمة العربية ، ومن واجبنا ومن حقهم علينا أن تكون الامور أمامهم واضحة " .
وردا على سؤال حول هل مايزال الجانب الفلسطيني يراهن على رئيس الوزراء
الاسرائيلي إيهود أولمرت فى ظل المشكلات التى يواجهها .. قال أبومازن إن إولمرت
لايزال إلى اليوم رئيس وزراء إسرائيل ونحن نتعامل معه على أنه الجانب المقابل لنا
فى المفاوضات مع إسرائيل ونتعامل معه على أساس أن لنا حقوقا واضحة نسعى للوصول إليها وتحقيقها ، فإذا ما وصلنا إلى اتفاق كامل وشامل وغير منقوص وليس جزئيا وليس انتقاليا أو مؤجلا لأى قضية ، فنحن سنستمر فى التعامل معه كما نتعامل مع الادارة الامريكية أيضا بهذا الشكل .
وحول دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للفلسطينيين والاسرائيليين
بالتوصل إلى نتيجة للمفاوضات قبل ذهاب الرئيس الامريكي جورج بوش إلى الجمعية
العامة أو قبل انتهاء ولايته ، وهل تمثل تلك الدعوة سيفا على الفلسطينيين يجبرهم
على تقديم تنازلات فى قضايا مهمة .. قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس " إننى أردت أن أطرح كل ما لدى من معلومات من خلال المفاوضات أمام وزراء الخارجية العرب ليقرروا .. ، إذ أن هناك جولة لوزراء الخارجية العرب أمام مجلس الامن الدولى
ليطرحوا مسألة الاستيطان والتى نعتبرها غير شرعية وغير قانونية ولا تنازل فيها
ولا تسامح فيها لأنها تبنى على أرضنا وأعتقد أن هذا أمر واضح" .
وأردف الرئيس الفلسطيني قائلا " إن ما ستأتى به الايام هو خاضع للمبدأ الهام
الذى قلت قبل قليل إنه مبدأ استراتيجي .. لا اتفاق على شيء إلا بالاتفاق على كل
شيء ".
وكان الرئيس محمود عباس قد وصل إلى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مساء اليوم للمشاركة فى الجلسة المغلقة لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى حيث كان فى استقباله عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وعدد من وزراء الخارجية العرب وكبار المسئولين فى الجامعة العربية.
وبدأ وزراء الخارجية العرب بعد ظهر اليوم الإثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اجتماعات الدورة العادية 130 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري برئاسة وزيرالخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل وبحضور الرئيس محمود عباس "أبومازن" ومشاركة أحمد أبوالغيط وزيرالخارجية وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وافتتح وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل الاثنين الدورة العادية نصف السنوية لمجلس وزراء الخارجية العرب بالدعوة الى انشاء الية عربية لمتابعة الحوار الوطني الفلسطيني حتى يمكن تحديد من يمتنع عن الالتزام والتطبيق الفعلي لما يتم الاتفاق عليه بين الفصائل خلال هذا الحوار.
وقال الفيصل فى كلمة له فى افتتاح مجلس الجامعة بعد ظهر اليوم: إنه قد سبق
للجامعة أن اتخذت قرارات واضحة بخصوص إعادة الأمور إلى نصابها داخل البيت
الفلسطيني ، وكلف المجلس الأمين العام بمتابعة هذا الموضوع .
وأضاف "أن مصر تقوم بجهد متميز فى هذا الخصوص مما يحفزنا على الجمع والمواءمة بين هذه الجهود الخيرة بقرار يصدر من مجلسكم الموقر بحيث تنشأ آلية مشتركة مستندة إلى حصيلة المبادرات والاتفاقيات السابقة لتتابع بكل جدية الحوار الفلسطينى - الفلسطيني وتضع الأشقاء الفلسطينيين أمام مسئولياتهم ومن ثم يتم تحديد من يمتنع عن الالتزام والتطبيق الفعلى لما تتفق عليه" .
وقال وزير الخارجية السعودي ، رئيس الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية
على مستوى وزراء الخارجية الأمير سعود الفيصل إن قرارات القمم العربية بخصوص
مبادرة السلام العربية تعبر خير تعبير عن ضرورة انتهاج استراتيجية عربية موحدة
وأولى الأولويات أن يتحقق ذلك داخل البيت الفلسطيني وهذا يتطلب أن تكون هناك سلطة فلسطينية واحدة وحكومة واحدة تتبعها قوات الجيش والامن وتملك رؤية واحدة لكيفية استعادة حقوق الشعب الفلسطيني .
وأضاف أن "ما تشهده الجبهة الفلسطينية من تفكك وانقسام وصل إلى حد الاقتتال
وإراقة الدماء ويهدد بكل جدية بتصفية القضية الفلسطينية من أساسها وتحويلها من
كونها قضية شعب يرزح تحت احتلال غاشم إلى نموذج متقدم من تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وهو نموذج ينذرنا بقابليته للتعميم والانتشار ما لم نتحمل جميعا مسئوليتنا ونغير مجتمعين من واقعنا".
وأشار إلى أن العالم العربي بادر إلى محاولة رأب الصدع وتجاوز الانقسام فيما
بين الاشقاء الفلسطينيين وتعددت المبادرات والجهود الصادقة فى هذا الشأن من رحاب بيت الله الحرام وفى مكة المكرمة إلى رحاب صنعاء العروبة إلى رحاب القاهرة التى تحتضن مقر جامعتنا الموقرة، لكن هذه المبادرات لم تنجح حتى الآن لأن المصالح الخاصة والتدخلات الاقليمية والدولية المغذية للانقسام والمشجعة عليه تغلبت مع الأسف على المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا .
من جهته أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الشهور الستة الماضية شهدت ديناميكية وحركة بارزة للدبلوماسية العربية فى مواجهة الازمات القائمة والجديدة على امتداد جغرافية عالمنا العربى ، فرضت علينا تعبئة امكانيات الجامعة للتعامل معها ومحاولة علاجها أو حلها وفى كل الأحوال محاولة الإحاطة بتداعياتها والحد من تأثيراتها السلبية على واقعنا العربى الذى يعانى أصلا من تفاقم الأزمات وجسامة التحديات .
وقال موسى ، فى كلمته أمام الدورة 130 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية ، إنه منذ القمة العربية الأخيرة فى دمشق التى عقدت فى مارس الماضى تمكننا من خلال تحرك دبلوماسى عربى جماعى التعامل بفاعلية مع عدد من الأزمات وإدارتها فى اتجاه وضعها على طريق الحل كما هو الشأن مع الأزمة السياسية اللبنانية التى توجت بالتوصل إلى اتفاق بين السياسيين اللبنانيين فى الدوحة فى 21 مايو الماضى بجهد عربى مشترك وبرعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر .
وأعرب الأمين العام عن أمله فى أن يتواصل تنفيذ بنود ذلك الاتفاق فى جو من
الوفاق الوطنى اللبنانى وبما يخدم مصلحة جميع اللبنانيين واستقرار هذا البلد
العربى ليواصل نهضته وإشعاعه الحضارى . مبديا تطلعه أيضا إلى ألا تنتكس هذه
الانفراجة فى الأزمة اللبنانية ليعود لبنان إلى وضعه المتوتر الذى كاد أن يودى به
أكثر من مرة وليس كل مرة "تسلم الجرة" .
وقال عمرو موسى :إنه بنفس الإهتمام تعاملنا مع التطورات فى السودان ، حيث توصلنا خلال الإجتماع الاستثنائى للمجلس الوزارى بالقاهرة فى شهر يوليو الماضى إلى بلورة موقف عربى لمواجهة التحديات الناجمة عن إصدار المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية مذكرة بطلب توقيف فى حق الرئيس السودانى عمر حسن البشير .
وأضاف موسى أنه بالرغم من خطورة ذلك الإجراء ، إلا أنه بإمكاننا ايجاد مخرج
لهذه الأزمة وذلك بالتنسيق والتعاون مع حكومة السودان والإتحاد الأفريقى والأمم
المتحدة ومع بعض الأطراف الدولية والإقليمية وعلى أساس الاتفاق الذى توصلت إليه
الجامعة العربية مع حكومة السودان فى يوليو الماضى بشأن حزمة الحل .
وتابع موسى أن النزاع العربى الإسرائيلى شكل ، وفى صلبه القضية الفلسطينية ،
التحدى الأكبر أمام الدبلوماسية العربية والجامعة العربية . مشيرا إلى أنه
بالنسبة لعملية السلام تشهد المنطقة مظاهرات دبلوماسية وإعلامية واسعة من خلال تقاطر الوفود الاجنبية والمبعوثون عليها من كل حدب وصوب ، غير أن الواقع العملى على الساحة والمعلومات المتاحة يؤكد حتى الآن عدم وجود أى إختراق فى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية للقضايا الأساسية التى تشكل جوهر التسوية النهائية .
وقال أن سلطات الاحتلال الاسرائيلى لاتزال تواصل تنفيذ مخططاتها الاستيطانية
وتكرس واقع احتلالها ببناء الحائط العنصرى ومزيد من المستوطنات لتغيير الطبيعة
الجغرافية والديمغرافية للاراضى العربية المحتلة وإحكام الحصار الخانق على الشعب
الفلسطينى وخصوصا فى غزة والعمل على تقطيع أوصال الأرض والتنكيل بالمواطنين
الفلسطينيين وإذلالهم وحصارهم بالاضافة إلى عدم حدوث اختراق أو تقدم فى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وخاصة فى القضايا الأساسية التى تشكل جوهر التسوية
وقال موسى ، إن سلطات الاحتلال الإسرائليى استغلت التشرذم الحاصل فى الصف الفلسطينى لتحقيق مكاسب سياسية وضرب القضية الفلسطينية . محذرا من الآثار السلبية للانقسام الفلسطينى على الساحة الفلسطينية ومدى التآكل الذى بدأ يحدث فى المواقف المؤيدة للحقوق العربية والتهديد بتراجع الإهتمام بمعاناة الشعب الفلسطينى كما حدث فى مواقف دول مهمة فى أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وتغيير فى أفريقيا ومؤخرا فى موقف الاتحاد الأوروبي الذى يزمع تجديد اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ومنحها وضعية متميزة تقترب من العضوية الكاملة فى الاتحاد الاوروبى .
وأضاف موسى أن ذلك الأمر يحتم علينا إجراء وقفة تقييمية للعملية السياسية فى
ضوء هذه التطورات وكذلك دعم المساعى الحميدة التى تقوم بها بعض الدول العربية مثل مصر لرأب التصدع الخطير الحاصل بين السياسيين فى الضفة وغزة ، فضلا عن ضرورى اتخاذ موقف عربى واضح إزاء أى فريق يعرقل إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية .
اما وزير خارجية السعودى ، رئيس الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الأمير سعود الفيصل ، فقد دعا الدول العربية إلى اتخاذ موقف صلب وحازم ضد من يريق الدم الفلسطيني ويعمق الانقسام ولا يطبق ما اتفق عليه فيما بين الفلسطينيين .
مشيرا إلى أن الاقتتال بين الفلسطينيين لا يقل خطورة على خطورة العدوان الإسرائيلى المستمر على الشعب الفلسطينى .