قراءة في بطولة كمال الاجسام الثانية عشرة :روح رياضية عالية.. حضور جيد .. تنافس شريف .. مجاملة في بعض النتائج .
نشر بتاريخ: 09/09/2008 ( آخر تحديث: 09/09/2008 الساعة: 15:58 )
بيت لحم - معا - من تيسير جابر - لقيت بطولة الخضر الثانية عشرة لبناء الاجسام التي اقيمت نهاية الشهر الماضي في ملعب الخضر نجاحا مميزا من حيث الحضور الجماهيري وعدد المشاركين والمنافسة الشريفة بين الابطال .. حيث تمكن الابطال من التنافس بقوة على المراكز الاولى كل في وزنه والظهور بمظهر لافت وبالتالي تحقيق نتائج طيبة جدا توازي طموحاتهم وطموحات الاتحاد الفلسطيني للعبة كمال الاجسام الذي اقام هذه البطولة للوقوف على امكانيات اللاعبين من اجل تشكيل منتخب قادر على تمثيل اللعبة على الصعيد الخارجي كما فعل في اليمن والاردن ومصر .
ربما الملاحظة التي تستحق كل تقدير والتي خرجنا بها من هذه البطولة هي الروح الرياضية العالية التي سادت اجواء ملعب الخضر والمشهد الذي صفق له الجميع بعد العناق الحار الذي جمع البطل محمود آدم وزميله غالب الترتير عند الاعلان عن النتائج في وزن فوق 90 كغم , المشهد كان مؤثرا ورسم لوحة معبرة خاصة ان التنافس بين البطلين كان قويا , ولكن النقطة السوداء في هذه البطولة هو الحديث عن بعض المجاملات التي حصلت في بعض المراكز واعتراف البعض من اعضاء الاتحاد ولجنة الحكام ان هذا يستحق وذاك لا يستحق ما حصل عليه .
واذا كان اتحاد اللعبة قد نشط في اقامة بطولاته وفي اكثر من محافظة .. فقد اثبت الواقع ان لعبة كمال الاجسام تحظى بشعبية كبيرة في فلسطين وبامكان ابطالها ان يكونوا اندادا شرسين لأقوى الابطال العالميين لو تمت احاطنهم بالعناية والرعاية اللازمة خاصة بتغطية تكاليف التغذية .
يقول البطل اياد نصار صاحب بطولة وزن 70كغم ولمدة عشر سنوات : انا اتمرن باستمرار ولكن وضعي المادي السيء يؤثر على ادائي احيانا , للاسف هذه اللعبة تستقطب اهتمام الشباب الفلسطيني المولع بها كثيرا ولكنها لا تجد الرعاية ولا الاهتمام من قبل اولي امر الرياضة في بلدنا , فلا رعاية للابطال ولا الوزارة او الاولمبية مهتمة بنا , بل نتدرب ونتناول الغذاء كله من جيوبنا وعلى حساب قوت اولادنا , نحن نطالب المسؤولين بتوفير فرص عمل لنا فقط لنستطيع تكملة المشوار والتألق محليا وخارجيا .
أما غالب الترتير ثاني بطل وزن 90 كغم فما فوق فيقول : هذه الرياضة تحتاج الى استعداد مبكر ومكثف والى معسكرات وحصص تدريبية مركزة اضافة الى نظام غذائي خاص وبالتاكيد لو توفر لابطالنا هذه العناصر واستعدوا كما يجب لكانت نتائجهم افضل بكثير في مشاركاتهم الخارجية . ويضيف الترتير : بإمكان ابطالنا الوصول الى مواقع جد متقدمة عالميا .. حقيقة تبدو هذه المسألة صعبة للغاية وتتطلب بعض الوقت لكنها ليست مستحيلة فبالإرادة والعزم والاهتمام يمكن لابطالنا الفلسطينيين الوصول الى بناء أجسام مثالية في مختلف الأوزان ويشاركون بجدارة في بطولات عالمية .
واذا كانت مختلف الاندية والصالات الموجودة في بلادنا تعرف تنافسا قويا بين ابطال اللعبة وفي مختلف الاوزان فإن الاتحاد الفلسطيني لبناء الاجسام سيضاعف من جهوده بكل تأكيد للرفع من مستوى اللعبة رغم الامكانيات المادية المحدودة التي تتوفر لديه .. وسيزيد من عوامل التشجيع والتحفيز لمختلف الممارسين والابطال خصوصا ان هذه اللعبة مقبلة على المشاركة في العديد من البطولات العربية والاسيوية وعن جانب الاهتمام يقول البطل محمود آدم صاحب لقب فوق 90 كغم : " عملية بناء الجسم عملية معقدة بعض الشيء وتحتاج الى جهد صارم واهتمام بالغ ونظام تغذية خاص إذ لا تقل الوجبات عن ست او سبع يوميا .. كما ان ممارس هذه اللعبة يحتاج الى تعاطي بعض المستحضرات المغذية لتنمية العضلات كالبروتينات وايضا مستحضرات التجفيف السريع لابراز حجم هذه العضلات وكل هذا يحتاج الى امكانيات باهظة وهنا اتمنى ان يأخذ الاتحاد الفلسطيني بعين الاعتبار حجم هذه الامكانات التي يحتاجها البطل لبناء جسمه وتنمية عضلاته وتجهيز نفسه .. اعتقد انه من دون دعم ومساندة وتمويل لا يمكن للرياضي ان يحقق الكثير ليس في لعبة كمال الاجسام فقط .. ولكن في مختلف الرياضات .
ويبقى السؤال الملح والذي لم يلق اجابة حتى الآن : متى نحذو حذو الاشقاء العرب بل كما هو معمول به عالميا بأن تصرف ميزانيات سنوية للاتحادات الرياضية لتتمكن من رعاية ابطالها لضمان نجاحهم وتألقهم على الصعيد الخارجي ؟ سؤال بحاجة الى اجابة , وطبعا الاجابة اصبحت معروفة ويحجبها اولي امر رياضتنا .