رسائل الجولة الثالثة من الدوري الممتاز بقلم - خليل رواشدة
نشر بتاريخ: 10/09/2008 ( آخر تحديث: 10/09/2008 الساعة: 19:17 )
بيت لحم - معا - اتجهت هذه الجولة بطابعها الخاص نحو الأندية، حيث عكست الأحداث وقائع النتائج ومستوى الأندية وزحف الجماهير التي قلبت التوقعات من جهة، والبصمة الخاصة بالأتحاد وحجم الدعم الذي يقدمه لأنجاح هذه المسيرة من جهة اخرى، فقد تميز الأسبوع باحداث ساخنة للمباريات، وعرقلة مقدسية أخذت حيز في قلب الأتحاد الكبير وجماهير وعشاق المستديرة، ولا تخلو أي جولة من العديد من الرسائل التي وجب علينا ايقاعها بنغمة الحيوية وصياغتها برؤية من يحب أن يعيشها ويتعاون من أجل وصفها بالمستحيلة أو المعدومة في المرات القادمة وهذا ما سيحدث من خلال المسيرة العادلة لهذا الدوري.
رســـــــــــــــــــــــالة الأتحــــــــــــــــــــاد
لن نبخل في رسالة الشكر للجولة الثالثة تحت كل المسميات والأحداث لمجلس الاتحاد ورئاسته، خاصة بعد تجاوزه الاعاقة الفنية التي حدثت من قبل أندية العاصمة، ويعد هذا وسام للرئاسة في احتواء وأحتضان القلب الكبير للحدث من باب احترام الرأي وردة الفعل وتقبل نداء الجميع، فما توصل اليه الأتحاد منذ بداية اتخاذ القرار وسيرة ردة الفعل الى الاعتدال، يعد منبر احترام من قبل الجميع، ولكن هنا سطور يجب عدم غض البصر عنها والأيحاء بها اتجاه اتحادنا الموقر، فمن قبل على نفسه ان يكون في هذا المنصب يجب عليه احترام المنصب الذي منح اليه، وتقع عليه مهمات يجب أن يكون بغض النظر عن رغباته تحتها، يعمل من اجلها وبسطها كمنظار يتسم للوضوح للجميع، فالعمل كفريق وبنية التقدم وصياغة معالم رياضية واضحة، تحتاج الى جهد وعناء يجب أن لا تجد الطعونات من الخلف، ويجب أن يكون مصدر المعلومات خاص ولا داعي للأجتهادات والأصطياد في الماء العكر للزملاء، فلنحترم من قدس الثقة، ولنبتعد عن الفروقات ودس السموم وتمييز الأندية، ولنكون كمجلس اتحاد مترابط يتبع رئاسة ذات قرارات داخلية متناسقة لتخرج كما هي، نتمنى أن يعيش مجلس الأتحاد تحت مظلة موحدة تعطي بريق من الأمل لنجاح هذا الأتحاد على مدى بعيد، وليس هذا الدوري وغيره بل على جميع الأصعدة والمنافسات وتحت شعار الرياضة للجميع، مع مراعاة الخصوصية والأحتياجات الخاصة، وبطريقة تضمن الحق والعدل للجميع، ولا بد للأتحاد عدم نسيان الفوضى الجماهيرية التي كانت تلاحظ في هذه الجولة، وأخذ طابع نهتم بعدم تكراره والعمل على اتلاف ظاهرة الفوضى ومشاكل الجمهور بشتى الطرق والوسائل.
رســـــــــــــــــــــــالة الحــــــــــــــــكام
يبدو أن العديد من العوامل المؤثرة في أداء الطاقم التحكيمي بدأت تتلاشى على صعيد الثقة وأتخاذ القرار، لوحظ ذلك من خلال الأمتياز في ضبط ايقاع بعض اللقاءات، وادراك واقع الأخطاء والحكم عليها بجرأة بعيدة الفهم نوعا ما لدى الجماهير التي يعتبر ارضائها غاية لا تدرك، وبذلك يستحق الحديث بأن الطاقم التحكيمي يسير في خط يضمن نجاح العنصر الحيوي في هذا الدوري، ولكن كي تكون الرسالة ودية، و تخط في طياتها النقد واجتياح الثقة، ومن باب ارتباط الطاقم وانسجامه يجب التنويه بأنه كان هناك ملاحظة لهذا الطاقم في حاجته لقراءة التسلل بكافة أشكاله، وعدم التردد الذي يأتي بالفوضى، ويلفت النظر، حيث كان ذلك واضح، ومعظم الحالات تحتاج لصياغة في ضبط الخطأ، أيضا ظاهرة التأخير للوقت بسبب تشابه الزي التي يجب أن تحسم بسرعة أكثر من الفتور الذي حدث، هفوات وزلات قد يكون عامل الضغط والجمهور سبب رئيسي، وتحدث في ميادين البساط الأخضر، ويمكن السيطرة عليها والتحكم بها بهدوء. ضمان عامل الثقة والأنسجام والتحضير النفسي المسبق أساس القضاء، ومعكم وفي جولة قادمة تستحقون فيها التمييز.
رســـــــــــــالة الأشــــــــــــراف على الملاعب
لم يفلت في هذه الجولة هؤلاء من عدة امور تقع على عاتقهم، ويتوجب عليهم دور هم المسؤول الأول والأخير للمساهمة في انجاحه، بداية من التنسيق مع رجال الأمن الذي له الدور الأكبر والباع الطويل في التحكم بطوابير الجماهير التي تصل على موعد المباراة، وتأخذ وقت للدخول في الملعب قد يؤدي وأدى الى غضب جماهيري كما حدث في الخضر وجنين، وتنظيم رجال الأمن على أبواب الملاعب لضبط التذاكر التي تعد دعم غير مباشر من هذه الجماهير يساند نجاح الأتحاد والأندية من جهة ويعكس صورة حضارية ومنظمة من جهة اخرى، ولا نغفل عن التجمع الهائل داخل الملعب سواء من المراقبين أو الأداريين، والزيادة الواضحة في عدد اللاعبين لعدم متابعة الكشوفات المسموح بها، مما يثير ظاهرة فوضى داخلية للحكام وللصراخ الغير مبرر في التوجيه والأحتجاج على بعض الأمور، ويجب مراعاة أرضية الملاعب الذي يظهر العشب فيه كتل متراكمة ومميزة، ولوضوح الخطوط التي لا يستطيع البعض رؤيتها اثر سلبي للملاعب، نتمنى جولة رابعة تحمل في طياتها كل التقدير والتميز شعارها عدم التكرار وتلاشي السلبيات وبسط النظام والهيمنة لجولات اخرى.
رســـــــــــــــــالة الأمـــــــــــــــــــــن
فرضت أحداث هذه الجولة بأن يبدأ هذا الجانب صياغة جديدة لوجوده داخل الملاعب، لا ننكر وجوده حتى لو كان حضوره متأخر أحيانا، وبطريقة مجموعة من العناصر تأخذ زاوية معينة أو حيز خاص في المدرج تاركة الصفة الرسمية والطريقة المثالية التي تقع على عاتق الأمن داخل الملاعب، وللاسف نجد الظاهرة تبدأ وتتفاقم وتنتهي بما تحول اليه والأمن ركين زاويته، وما حدث في ملاعبنا هذا الأسبوع يستوجب كما أسلفت صياغة مشتركة بين رجال الأمن والأشراف على الملاعب، فلماذا لا يكون المظهر الأمني كما نشاهده على الأقل في بعض الدول البسيطة، التي يختص بأحاطة الملعب بالأمن متابع للنظام والجماهير بمراقبة مشددة، بدل الأصطفاف ومتابعة اللقاء مثلهم مثل الجماهير الموجودة، وذلك لا يستدعي أن يكون رجال الأمن بالعدد الذي يتوهمه البعض، ولكن بنفس العدد يكفي احاطة المدرجات التي تعتبر في اتجاه واحد في معظم ملاعبنا، ولهم الحق في اختزال المرض الجماهيري بطرق غير التي حدثت في قلقيلية، وتضمن جانب كبير من المساعدة للأندية والأتحاد في ضبط نظام الملاعب التي تعتبر الأولى على أرضنا وتحتاج الى فترة كي تصبوا بالخصائص والميزات التي ينعم بها عالم الرياضة.
رســـــــــــــــالة أنديــــــــــــــــــــــــــــة العاصمــــــــــــــــــــــــــــــة
تحتل القدس مكانة كبيرة في قلوب الكثيرين وغير الرياضين، وتحمل أجندة ترتكز في العقول والأفئدة، ويحاول الجميع بأن يوفر كل الأمكانيات ليبقى عالم العاصمة مخروط في محافلنا الرسمية وغيرها، وتعتبر الأندية المقدسية نكهة هذا الدوري للسمة التي ترافقهم فس شتى الميادين. و لا نبخل في أن تكون هذه الأندية مميزة حتى لو كانت على حسابنا، لما تتمتع به من سرايا داخل بوابات القدس، وهذا كان ظاهرة على مر العصور، تتخلله التسعينات التي يذكرنا بمدى الأحترام والتقدير لهذا الكيان وما في جعبته، وما صدر من قرار عن أندية القدس لمفاجأة أذهلت الكثيرين من سلاسل الرياضة المترابطة، ووقفنا جميعا تحت مظلة الأستهجان والأستغراب، فتوزيع الملاعب الصادر عن لجنة المسابقات احتوى المصداقية والعدالة بنسبة كبيرة، واحتضنتها جميع الفرق ولم تضعها في الحسبان،وفي الجولات السابقة تمتعت أندية القدس بملاعب لم تواجه فيها أي خلل ومميزة تقريبا عن باقي الفرق، ولكن الريادة المقدسية لا تنظر من أي بوابة لذلك التقسيم، ولا حتى لأندية الخصم من جميع الجوانب التي تشمل الجهد والوقت والمال، ولما كانت اللقاءات على الملاعب الشمالية كان من هم في لقاء أبناء العاصمة يواجهون نفس متاعب السفر على ملاعب اخرى لم تواجهها أندية القدس في شتى خياراتها، فالقرار الجماعي الذي صدر عنها لولا الركيزة التي نعتمد عليها جميعا كرياضين وهي مجلس الأتحاد ورئاسته لباتت الأمور احجية أملت الغضب على امال الرياضة وعشاقها، وما لنا الا أن نأمل من هذه الأندية ان تقابل الجميع بالأحترام وتتماشى ومصلحة الوطن الذي هم ممثلي في عاصمتنا، ومساندة الأتحاد والأندية في نجاح هذه المسيرة التي يستغرب العالم بأسره مدى طبيعة الحياة لهؤلاء الناس الذين يحاطون بكل الوسائل لعدم تمكيننا من أن نرسم البسمة على وجوه الكثيرين وفي مختلف مجالات الحياة، فالصراع دائم واكبر بكثير من أي أجندة ترسمها وقائع الأحداث سواء على المستوى الرياضي أو غيره، ولنجعل من هذا الدوري انذار للجميع بأننا شعب واحد يحظى بوسام انجاح كل ما هو وطني يحمل شعار النجاح والأمل للأجيال القادمة.
رســـــــــــــــالة الأنديـــــــــــــــــــــة
تميز هذا الأسبوع بأفضلية الجولات، حيث المفاجاة في النتائج،وثبات البعض في الأيقاع والمستوى، وتغير كامل لوصف بعض الفرق وهذا ما يسمى بالمنافسة واثبات الذات. شهدت بعض اللقاءات متعة كروية اشتقنا لمتابعتها منذ فترة طويلة، وفي المقابل كان هناك لقاءات اخرى نارية قلبت طاولة التوقعات، وكم اثبتت صحوة ونشوة بعض الفرق أن لا بطل بسهولة، ولن ينالها لآخر لحظة ما دام التصميم والأرادة عنوان للمنافسة، كان في أروقة هذه الجولة ثبات في الخسارة لبعض الفرق وليس للأداء، ومن يتابع كان يعطي الخسارة فوز لهذه الفرق، رسالة احترام لهذه الفرق ونقدر الظروف الصعبة التي تتعرض لها انديتكم حال الكثير من الأندية، ولكنها تحمل عناوين مغايرة ان كل لاعب قائد ومدرب وينتمي بكل ما يملك ليفرض فريقه عنوان المسابقة، لا يأس من النتائج، ويمكن تطوير وترجمة الأداء ليصبح أفضل في الجولات القادمة بما يحتاج اليه من تنظيم واحترام وتطوير، وهذه حال الأندية التي بدأت تسقط مدربيها في وقت غير مناسب قد يفتك بالآمال والطموح، ويربك الاعداد، نتمنى من الاندية ان لا تفقد الأمل لمن ترافقهم الخسارة، والتوفيق للفرق التي تزحف بأرادة وقوة على أمل المتعة في اللقاءات القادمة، وظهور منافسة حقيقة نستطيع فيها ان نحكم على أن هذا الدوري لا يرحم، وأنه السهل الممتنع لمن يصفون بالكبار أو اصحاب النفوذ والثبات موجود ويجب أن يخشى على مدار هذا الدوري ويقابل بشموخ واحترام.
رســــــــــــــــالة الجمــــــــــــــــــــــاهير
لا بد أن تحظى كل جولة بظاهرة غير صحية ومبتكرة من هذه الفاكهة التي يشدد الجميع على أن تعكس صورة حضارية عن مجتمعنا الرياضي، ولكن ما من اسبوع الا وتظهر أحداث غريبة اخشى على الأتحاد من أن تنفذ كل أوراقه اتجاهها، وتعيش دهشة الأنزلاق في المحظور، مظاهر غريبة بدأت باجتياح البوابات والهروب من التذاكر، وتخريب الذي طال تعميره في لحظات، مشاكسات والفاظ سيئة لا تحصى ولا تذكر، سهولة رشق ما بايديهم وما يجدوه أمامهم داخل أرضية الملعب بغض النظر عن النتائج، وما غمرني يائسا وقوع أحد الأشخاص المحايدين بين أيدي كتلة فاقدة الوعي انهالت عليه بالضرب حتى أنه جمع نفسه ونظر الى السماء وركن زاوية يبكي دقيقة التفكير في المجتمع الرياضي، ما عكسه الجمهور في هذه الجولة يعني بأننا في منزلق غير طبيعي ويحتاج الى اعادة صياغة من قبل الأندية والأتحاد بأتخاذ اجراءات عديدة وصارمة تصل الى حد اجتثاث المشاكل من جذورها مهما كلف الأمر، وعلى الأندية عدم زيادة العبء بفوضى جماهيرها، وتشكيل روابط اشراف وتنظيم يحمي سمعتها ويجلب صورة مشرفة للرياضة الفلسطينية في مختلف المحافل وعلى جميع الأصعدة، والنظر من باب أننا جميعا مشاركين في انجاح هذا الدوري.