قتيلان خلال 24ساعة في أنفاق رفح - الضحايا يسقطون والتجار يصرّون على مواصلة الحفر لكسر الحصار
نشر بتاريخ: 11/09/2008 ( آخر تحديث: 11/09/2008 الساعة: 11:11 )
غزة - تقرير معا - انهار العديد من الأنفاق التي يقوم مواطنون وتجار فلسطينيون بحفرها كأحدث وسائل كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ قرابة عامين وطلباً للكثير من السلع الممنوعة من الدخول رسميا.
وهذه الانهيارات المتتالية تداخلت فيها العديد من الأسباب منها استخدام قوات الأمن المصري المياه لردمها في حال اكتشافها من الجانب المصري، ورش الغاز بداخلها مما أسفر عن سقوط عدد لا بأس به من الإصابات والقتلى في صفوف من يحفرها ومن يبدأ باستجلاب تلك السلع والبضائع فينهار النفق بمن فيه في منتصف الطريق ويسجل الضحايا كأرقام جديدة في سجل ضحايا الحصار الإسرائيلي.
ولكن المهمة لم تنته بعد رغم انهيار نفق تلو الآخر، فالتجار الحريصون على استمرار تجارتهم من كلا الجانبين لا زالوا يعمدون الى تأجير عاملين جدد للحفر والتهريب للبضائع دون أن يأخذوا بعين الاعتبار الأسس السليمة للحفر والعمل تحت الأرض لا سيما بعد ان انكشف عدد كبير من هذه الانفاق التي تردم بشكل سريع من قبل الأمن المصري، وهو السبب الذي يدفع تجار القطاع إلى حفر النفق بشكل سريع ومتسع على عرض الحدود الفلسطينية -المصرية دون مراعاة سبل السلامة، لأن النفق بمجرد اكتشاف سيتم تدميره.
هذه الأسباب أدت إلى مقتل عدد كبير من العاملين بهذه الأنفاق آخرهم أمس وأول امس المواطنين هاني محمود خلف الله من خان يونس ويبلغ من العمر 22 عاماً زلت قدمه أعلى النفق فسقط سقوطاً مدوياً إلى قاعه وفارق الحياة.
أما المواطن فيصل سيلمان ابو سلطان "22" عاماً من محافظة رفح فقد تردى قتيلاً نتيجة صعقة كهربائية وعلى الفور أنهى أعوامه الاثنى والعشرين وقد كان على امل تلقي راتبه الأول والذي قد يتعدى في أحسن الحالات 100 دولار يوميا.
من هذه الانفاق تزودت غزة بحاجياتها الاساسية من الملبس والمأكل والمشرب وامتلأت أسواقها بكل ما منعت منه عبر المعابر الاسرائيلية واستطاعت أن تتغلب على الحصار الاسرائيلي إلا أن الأسعار لا زالت مرتفعة وقد تصل في بعض السلع إلى ثلاثة أضعاف عن السابق دون أن يكون هناك أي دور رقابي رغم تصريحات وزارة الاقتصاد بالحكومة المقالة والتي أكدت أنها ستلاحق التجار المحتكرين والمستغلين لحالة الحصار.