حماقة الشغب بقلم : عبد الفتاح عرار
نشر بتاريخ: 12/09/2008 ( آخر تحديث: 12/09/2008 الساعة: 14:07 )
بيت لحم - معا - كنت هناك في ستاد الخضر الدولي وكان الحضور يستمتعون بلقاء ولا أجمل جمع فرسان يطا بهلال الأغوار ضمن منافسات اليوم الأول من الجولة الرابعة لدوري الراحل درويش التصنيفي ولن أتعرض هنا للمباراة ولكن اكتفي بوصفها انها كانت مباراة جميلة وتستحق المشاهدة وكان للجمهور احتجاج بين الفينة والأخرى سواء على الحكام أم على أداء بعض اللاعبين لكن الوضع كان يسير بما نتمناه حتى حدثت الكارثة فبعد أن تقدم الهلال بثلاثة أهداف نظيفة عاد الفرسان وسجلوا هدفهم الاول وأضاعوا مرتين فرصة تسجيل الهدف الثاني قبل 16 دقيقة من النهاية حتى جاء الهدف الثاني وفريق يطا مسك زمام الامور وأطبق لاعبوه على المباراة بحماس شديد وكانوا على عجلة من أمرهم لتسجيل الهدف الثالث لكن حماسهم برد ليس لانهم يأسوا بل لأن المباراة توقفت والسبب كان جمهور يطا الذي أفسد على لاعبيه فرحة الهدف الثاني ورمى بعزيمتهم أدراج الرياح لتتوقف المباراة لمدة عشر دقائق كانت كفيلة لمنح الفرصة للهلال لاستجماع قواه وأخذ قسط من الراحة منحه العودة للمباراة من جديد للمحافظة على تقدمه وفي الجهة الأخرى بدى بعض الفتور على لاعبي يطا الذين انشغلوا في تهدئة الجماهير الغاضبة ولا أعلم لماذا؟ ألأن فريقهم سجل وعاد للمباراة أم لماذا؟ وبذلك منح جمهور يطا نقاط المباراة للهلال بعد أن كان فريقهم قريب جدا للتعادل.
والأغرب من ذلك هو الذي يجري في المدرجات فان أخطأ لاعب أو كان هناك قرار لم يعجب الجمهور من حكام المباراة يكون الضحية الملعب الذي أصبح في حالة مزرية خلال عشر دقائق وأصبحت أرضيته ملئا بالزجاجات والقمامة ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه لتصل الأيدي العابثة الى كل ما قابل للكسر فتحطمه والسؤال هنا هل الملعب هو المسؤول عن انفراد لاعب بالمرمى واضاعة هدف؟ هل الملعب هو المسؤول عن قرار اتخذه حكم المباراة ولم يعجب هؤلاء؟ هل الملعب هو السبب في تسجيل الخصم اصابته؟ لا يا سادة انكم أنتم المسؤولون عن كل شيء فأنتم من أنهى المباراة بهذه النتيجة وكنتم سبب خسارة فريقكم وأنتم من تحاولون النيل من معلم من معالم الرياضة في الوطن ولكن لماذا؟ هل يملك أحدكم الاجابة، لا والله أبدا انكم تقومون بذلك دون سبب ولا يوجد سبب غير الحماقة التي كانت سببا في ضياع فرصة التعادل على فريقكم ولقد كنا هناك وتوقعنا أن يسجل الفرسان التعادل مباشرة بعد الهدف الثاني لكن عشقكم للشغب كان أكثر من عشقكم لفرسانكم الذين كانوا على وشك أن يمتطوا صهوة الفرس. فان كنتم تعشقون الفرسان فكفوا عن هذه الحماقة أو اتركوا الفرسان في حالهم فما أصعب الطعنة من أصحاب الدار وما أقسى العشق بهذا الشكل والذي يدفع الكثير للتشكيك في مثل هذا العشق القاتل والمدمر الذي يؤذي المعشوق.
كنت أقف بينكم وأنتظر مثلكم هدف التعادل لفريقكم وكنت أراه قريبا حتى جعتلوه مستحيلا فذقتم مرارة الهزيمة وأذقتموها لفرسانكم ونلتم من منشأة تحتضنكم وهي التي كانت قبل أقل من شهر منزلا لكم تمارسون عليها تدريباتكم وتلعبون فيها مبارياتكم الاستعدادية وهكذا كانت مكافئتكم لها فأي حماقة ارتكبتم بحق أنفسكم وحق فريقكم وحق وطنكم فتوقفوا عن ذلك والا أنتم من سيطيح فالفرسان وليس أي أحد آخر وقبل أن انهي هذه المرارة لا بد من اشراقة على دور قوات الأمن الباسلة التي لا تكف ولا تلين ولا تتهاون مع من تسول له نفسه العبث بمقتنيات الوطن أو افساد فرحتنا باستمرار عجلة الدوري في الدوران فطوبا لقوات حفظ النظام والأمن والشرطة وجميع أجهزة نسرنا الغالي.
وفي النهاية فأنا لا أخاطب جمهور الفرسان بشكل عام ولا اشكك بانتمائهم أو ولائهم لفرسانهم وانما أخاطب تلك الثلة العابثة والمندسة بين عشاق الفرسان وما على المخلصين للفرسان الا أن ينبذوا هؤلاء ويخرجوهم من قاعدتهم ويستغنوا عن مؤازرتهم المسيئة لاسم النادي والفريق والبطولة والملعب وكافة الأصدقاء وهذا الدور يقع على عاتق رابطة المشجعين التي نعرف مدى حبها وانتمائها لفريقها وتقع على عاتقها مهمة حماية فريقهم بالوقوف في وجه هذه الفئة العابثة.