الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس في مقابلة مع هآرتس:المفاوضات لم تنجز شيئا والفجوة ما زلت واسعة جدا بيننا

نشر بتاريخ: 12/09/2008 ( آخر تحديث: 12/09/2008 الساعة: 16:21 )
بيت لحم - معا - اجرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية مقابلة مع الرئيس محمود عباس، قال فيها انه يقبل اتفاقا جزئيا لقضية اللاجئين ويقر بأن المفاوضات لم تحرز اي تقدم، ويشيد بجهود الرئيس الامريكي بوش بالرغم انه لم يتم انجاز شيئ، مشيرا انه سيلتقي بوش في 26 سبتمبر الجاري، ويطالب اسرائيل بفك الحصار عن غزة والافراج عن د. عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي، وسيعمل جهده لمنع انتفاضة مسلحة ثالثة.

وجاءت المقابلة مع الرئيس على النحو التالي:

سؤال: قال أولمرت إننا لم نكن ذات يوم قريبين إلى هذا الحد من الاتفاق، لو بقي في منصبه هل سيتغير شيء؟

الرئيس :" لا يمكنني القول إن الاتفاق قريب، ومصطلح "غير قريب" هو الصحيح للاستخدام، ولكن اشك في أننا كنا سنتمكن من إتمام الاتفاق حتى نهاية عام 2008، حتى لو كان قد بقي في منصبه.

واضاف الرئيس حتى الآن، لا يوجد أي إنجاز في المفاوضات الدائرة بيننا، ولكن هناك اقتراحات مختلفة حول الحدود وقضية اللاجئين، إلا أنها بقيت في إطار الاقتراحات فقط والنقاط الست الرئيسية للحل الدائم بقيت مفتوحة، فلا يمكنني القول أنه تم الاتفاق حتى ولو على قضية واحدة، قائلا :" الفجوة بين الجانبين واسعة جدا، نحن عرضنا أفكارنا ومطالبنا حول القضايا الست وحتى الآن لم نتلق الإجابة من الطرف الإسرائيلي".

سؤال- ملك الأردن عبد الله قال مؤخرا لصحيفة فرنسية، أنه غير مقتنع أن إسرائيل تريد حل الصراع، بسبب غياب الرؤية بعيدة المدى. هل توافق هذا القول؟

الرئيس "أميل إلى الاتفاق مع الملك عبد الله، فيمكننا التوصل إلى اتفاق، وبما أن المسار معروف لا أدري لماذا لا يوجد تقدم، فربما بسبب شؤون سياسية داخلية في إسرائيل، بسبب خلافات، ويمكنني القول أن الأمريكيين يواصلون لعب دور مركزي وهم متحمسون لأن نتوصل إلى اتفاق حتى نهاية العام. هم على قناعة أننا قادرون على ذلك".

سؤال- هل طلبتم من الإسرائيليين التطرق إلى الوثائق السابقة في المفاوضات كتلك التي بلورت في طابا عام 2001؟

الرئيس " إسرائيل تدعي أن تلك المباحثات، أجرتها طواقم أخرى وليس نحن من أجرى تلك المفاوضات بل يوسي بيلين" يقولون.

في هذا الحين طلب الرئيس من سكرتيرته الخاصة ان تحضر وثيقة المبادرة العربية، حيث بدا متأثرا عند التطرق للحديث عن تلك المبادرة، ليقول " نعم نعم حتى إيران وافقت في حينه على مبادئ المبادرة العربية".

واضاف الرئيس : " عرضت هذه الوثيقة على أولمرت إلا أنه لم يبد أي رد فعل. للأسف حتى الآن لم يتم بحث المبادرة في الحكومة الإسرائيلية. ويجب أن نذكر أن تلك هي المرة الأولى والتي يتجند فيها حتى ملك السعودية الذي يحافظ على المقدسات الإسلامية من أجل حل الصراع".

سؤال: هل واضح لكم بشأن حق العودة أن اللاجئين سيعودون إلى حدود الدولة الفلسطينية فقط؟

الرئيس "لا قطعا، هذا الموضوع غير واضح بتاتا، يوجد اليوم خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، آباؤهم طردوا من داخل إسرائيل، ليس من الضفة وغزة، ونحن ندرك أننا إذا طلبنا منكم أن يعود الخمسة ملايين إلى إسرائيل ستنهار، ولكن يتوجب أن نتوصل إلى تسوية، ومعرفة على أي أرقام يمكنكم أن توافقوا".

واضاف الرئيس :" يجب أن نتحدث عن اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن مشكلة اللاجئين، وبعد ذلك بحث عودة اللاجئين فعليا، فالفلسطينيون الذين لا يعودون لإسرائيل يعودون لفلسطين، وإذا قرروا البقاء في الدول التي يتواجدون فيها يحصلون على تعويض، وكذلك الدول التي تستوعبهم، فهناك موضوع مركزي يميلون في إسرائيل لتجاهله، أموال الغائبين. وهذه قضية هامة جدا وتعتبر تقريبا أساسا للمشكلة.

واضاف الرئيس :" نحن نعتزم التفاوض مع إسرائيل حول عدد اللاجئين الذين سيعودون إلى داخل حدودها، ويقول ينتقدونني لأنني لا أطالب بعودة الخمسة ملايين، ولكنني أقول سنطالب بعودة عدد معقول من اللاجئين لإسرائيل. المبادرة العربية أيضا تتطرق إلى ذلك: حل مشكلة اللاجئين حسب قرار الأمم المتحدة 194(من عام 1948) ، في إطار تسوية متفق عليها مع إسرائيل".

سؤال: الرئيس شمعون بيرس يدعي أنك ستكون ضد مشاركة حماس في الانتخابات في يناير/ كانون الثاني 2010 إذا لم تعترف بالاتفاقات مع إسرائيل والقرارات الدولية؟

الرئيس " تعال نقول ذلك بشكل آخر، إذا أردنا إقامة حكومة وحدة تكنوقراط، يتعين عليها احترام التعهدات والاتفاقات الموقعة، كخارطة الطريق، لا يمكننا قبول أي مبادرة لا تقبل ذلك، وطبعا ينبغي قبول مبادرة السلام العربية".

سؤال: متى تنتهي ولايتك؟ حماس تدعي في يناير 2009، وليس في يناير 2010؟

الرئيس : " نحن نجري مشاورات الآن في الموضوع. أعتقد أن الانتخابات للمجلس التشريعي وللرئاسة ينبغي أن تجرى في آن واحد، في يناير 2010.، وسنقرر ونصدر أوامر رئاسية في هذا الشأن، وبالتأكيد سنطالب بإجراء الانتخابات في القدس".

سؤال: هل ستترشح للانتخابات؟
الرئيس " غير معروف حتى الآن، ما زال الحديث عن ذلك مبكرا".

سؤال : كان السماح لحماس المشاركة في انتخابات 2006 خطأ؟

الرئيس " لا كانت تلك محاولة جيدة من طرفنا، ولو كنا ألغينا مشاركتهم لكنا نلغي بذلك جزءا كبيرا من الشعب الفلسطيني، والآن بعد ان عرف الشعب وجرب حماس، سيتطلب منه اتخاذ قرار لمن سيصوت".

سؤال: هل ترى فرصة للمصالحة بين حماس وفتح ووحدة بين الضفة وغزة؟
الرئيس " غزة والضفة يجب أن تتحدا، وبغير ذلك لن تكون دولة فلسطينية عاصمتها القدس، إلا أننا لن نستخدم القوة للقيام بذلك، فهناك جهود للمصالحة يديرها المصريون، وفي نهاية المطاف سيطرح اقتراح عربي بتأييد الجامعة العربية".

سؤال: هل تدرك أن إسرائيل إذا أطلقت سراح أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني التابعين لحماس في إطار صفقة التبادل، ثمة احتمال بأن لا يمدد المجلس التشريعي ولايتك؟

الرئيس " نعم ولكن دون علاقة لولايتي، لا اعترض على إطلاق سراحهم، بل طلبت أكثر من مرة من أولمرت الإفراج عن رئيس المجلس التشريعي، عزيز دويك من حركة حماس، فلا يوجد أي داع لبقائهم في السجن وأوضحنا لإسرائيل أن في إطار كل تسوية سلام سيتم إطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين".

سؤال : نحيي هذا الأسبوع ذكرى 11 سبتمبر، ماذا تفكر حول تعزز القاعدة في غزة؟

الرئيس " كنت أول من حذر من ذلك، نحن نعترض على ذلك، ولكن ينبغي أن تدركوا أنه يتعين عليكم رفع الحصار عن قطاع غزة لكبح تصاعد وتعزيز تلك الجهات المتطرفة، ويتعين عليكم فتح المعابر التجارية لقطاع غزة لأن الضائقة تعزز قوة تنظيمات متطرفة كالقاعدة".

سؤال : ماذا تفكر حول الدعوات من مسؤولين فلسطينيين لحل السلطة على ضوء فشل المفاوضات، ونقل السلطة ليد إسرائيل وإقامة دولة واحدة للشعبين؟

الرئيس "هذه الفكرة طرحت أيضا في جامعة الدول العربية، لكن برأيي يجب أن نتمسك بحل الدولتين للشعبين، هذا أفضل اقتراح، ولكن إياكم من منع هذا الحل ودفع الناس إلى الزاوية".

واضاف الرئيس :" إن استمرار سياسياتكم الخطيرة في الضفة: البناء في المستوطنات، الحواجز، مداهمات مدن الضفة، كل ذلك يبعد حل الدولتين، لا نريد دولة واحدة للشعبين، ومن يدعو إلى ذلك، بمن فيهم أبو علاء، يقومون بذلك من دافع يأس، فينبغي التعامل مع الفلسطينيين باحترام، كشركاء في كل شيء، كإنسان مثلكم، ولكن إذا آمنتم بالاحتلال وبأن الشريك الفلسطيني سينتهي مفعوله فلن يشعر أي إسرائيلي بالأمان".

سؤال: هل ارتكبتم خطأ في الانتفاضة حينما اخترتم العنف.؟
الرئيس " قلت ذلك في الماضي، أخطأنا حينما حولنا الانتفاضة لكفاح مسلح، وسأقوم بكل شيء كي لا تندلع انتفاضة ثالثة، مسلحة، ولكن إياكم أن تدفعوا الناس للعمل بعنف".

سؤال: متى ستلتقي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، وماذا ستقول له في لقائكما الأخير؟

الرئيس " سألتقيه في 26 سبتمبر وسأستمع إلى حديثه، أنا أقدره كثيرا، قام بعمل جيد جدا ورغم ذلك لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق، هذا ليس خطأه وليس خطأي، بالنسبة له قام بالجهود المطلوبة.

سؤال: هل فكرت أن بعد 15 عاما بعد أوسلو ما زلنا نجلس هنا ونتحدث عن فرص اتفاق السلام؟

الرئيس " هذا أمر لا يصدق، أبعد من أي خيال أننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام حتى الآن. ولكن اليوم أيضا، أنا على قناعة أنني كنت سأوقع على اتفاق أوسلو. خاطرت بحياتي من أجل السلام وإذا اضطررت لدفع حياتي ثمنا من أجل ذلك فالثمن بسيط. لا أندم على اتفاق أوسلو. قبل 20 سنة من الاتفاق آمنت بالسلام مع الإسرائيليين واليوم أؤمن بذلك".