الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الاسرى تطالب بالتدخل لاطلاق سراح الاسير السعودي عبد الرحمن العطوي من سجون الاحتلال

نشر بتاريخ: 14/09/2008 ( آخر تحديث: 14/09/2008 الساعة: 08:39 )
رام الله - معا - اعتبر الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر عوني فروانة، استمرار سلطات الإحتلال الإسرائيلي باحتجاز الأسير السعودي عبد الرحمن العطوي، انتهاك جسيم لحقوق الإنسان يستدعي من المؤسسات الحقوقية والإنسانية التحرك الفوري والجاد لوضع حد لإستمراره، بل وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عنه.

وأوضح فروانة في تصريح له تلقت "معا" نسخة منه، بأن سلطات الإحتلال الإسرائيلي كانت قد اعتقلت المواطن السعودي عبد الرحمن محمد العطوي، بعدما ضل طريقه بالقرب من منطقة نويبع واجتيازه الحدود المصرية - الإسرائيلية بالخطأ منذ ثلاثة سنوات ونصف وبالتحديد بتاريخ 5-3-2005، وحكمت عليه المحاكم العسكرية الإسرائيلية بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة شهور، بتهمة الإقتراب من الحدود دون تصريح وبشكل غير قانوني.

وأوضح فروانة أنه وبعد قضاء مدة محكوميته رفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراحه واعادته الى بلاده، بحجة عدم تعاونه مع موظفي الأمم المتحدة وانه لا يوجد أي دولة ترغب باستقباله، وواصلت احتجازه دون وجه حق وبشكل مخالف لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية.

وفي الثلاثين من أكتوبر من العام الماضي، أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية قراراً بضرورة إيجاد دولة لاستقبال الأسير، او إطلاق سراحه خلال ستة شهور، وذلك بعد تدخل بعض المؤسسات الحقوقية، وبالرغم من مرور الفترة المحددة وانتهائها في الثلاثين من ابريل الماضي وفشل الإدعاء الإسرائيلي في تقديم أسبابا مقنعة لإبقائه رهن الاعتقال في السجون الإسرائيلية، الا أن إدارة السجون لا زالت تصر على الإستمرار في احتجازه بشكل غير قانوني وترفض اطلاق سراحه.

يذكر أن العطوي 38 عاماً هو الأسير العربي الوحيد في السجون الإسرائيلية من حملة الجنسية السعودية، وهو متزوج وأب لطفلة في الحادية عشر من عمرها اسمها رحيل وهو من سكان "تبوك" السعودية، فيما طفلته تقيم الآن مع عمها في طريف بعد انفصال ابيها عن أمها، وهو محروم من رؤيتها أو سماع صوتها وزيارة أهل منذ اعتقاله.

وعن ظروف احتجازه ووضعه الصحي يقول فروانة : أن الأسير "العطوي "احتجز في عدة سجون منها الرملة وبئر السبع، والآن محتجز في قسم " 12 " في سجن (معتسياهو) بالرملة وهو سجن مدني ويوجد فيه ( 120 سجينا ) وكل عشرة في غرفة واحدة، وهو سجن مخصص للمواطنين المقيمين بشكل غير شرعي وممن هم معتقلين على خلفية مدنية وجنائية.

واضاف فروانة ان الاسير يعاني من ظروف صحية ونفسية صعبة وخطيرة وضعف في نظره وبالكاد يرى، ونقل الى مستشفى سجن الرملة أكثر من مرة، ويعاني نقص وزنه بشكل كبير في الآونة الأخيرة نتيجة خوضه ثلاثة إضرابات عن الطعام منذ اعتقاله لا تقل مدتها عن خمسة شهور للمطالبة بإطلاق سراحه، وإعادته إلى بلده الاصلي المملكة العربية السعودية أو الى أي بلد عربي آخر، وأعلن مؤخراً عن نيته خوض إضراب جديد ومفتوح عن الطعام حتى يتم إطلاق سراحه إلى أى بلد عربي.

وحذر فروانة من تعرض صحته لمزيد من التدهور، لا سيما وأنها تتأزم يوماً بعد يوم، في ظل الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون الإسرائيلية، مما يعرض حياته للخطر الدائم، محملاً سلطات الإحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.

وأشار فروانة أن هذه ليست المرة الأولى التي تواصل فيها السلطات الإسرائيلية احتجاز مواطن عربي بعد انتهاء فترة محكوميته، حيث سبق وأن مارست ذلك مرات عديدة مع أسرى من جنسيات مختلفة وتحت حجج متعددة بهدف المساومة والإبتزاز والضغط على حكوماتهم.

وفي هذا الصدد استحضر فروانة نضالات وصمود ومعاناة الأسرى الأشقاء العرب عموماً، لا سيما " أسرى الدوريات " الذين تخطوا المسافات وتسلقوا الجبال وعبروا البحار لمواجهة الإحتلال وتحرير فلسطين واعادة القدس للحضن العربي الإسلامي، ومنهم من أمضى سنوات طويلة في سجون الإحتلال الإسرائيلي، فيما لا تزال سلطات الإحتلال تحتجز في سجونها العشرات من المواطنين العرب على خلفية الصراع العربي - الإسرائيلي من جنسيات عربية مختلفة ، حيث يوجد مصريين وأردنيين وسوريين .

فيما تحتجز أيضاً عشرات آخرين من جنسيات عربية متعددة لا سيما سودانيين، وذلك بعدما تجاوزوا الحدود المصرية - الإسرائيلية لأسباب مختلفة.

وناشد فروانة الجامعة العربية بشكل عام وحكوماتهم بشكل خاص بالتدخل العاجل والسعي بكل الوسائل المشروعة والقانونية الممكنة من أجل اطلاق سراحهم جميعاً ، واعادتهم الى أوطانهم وأهلهم ، ووضع حد لمعاناتهم ومأساة ذويهم ، لا سيما الأسير السعودي الذي يعاني من أوضاع صحية ونفسية خطيرة .

وفي هذا الصدد ثمن فروانة دور وجهود القنصل المصري في " اسرائيل " بشكل خاص واهتمامه بقضية الأسير السعودي ، معرباً عن أمله في أن تتكلل جهوده بالنجاح وتثمر عن لقائه بالأسير السعودي على طريق الإفراج عنه وانقاذ حياته واعادته لوطنه ولأسرته لا سيما وانه محتجز تعسفاً ودون وجه حق وبشكل مخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية.